Home»National»نجاح المنظومة التربوية في الجهة الشرقية متوقف على توفر النوايا الحسنة لدى المسؤولين في الجهة والأقاليم

نجاح المنظومة التربوية في الجهة الشرقية متوقف على توفر النوايا الحسنة لدى المسؤولين في الجهة والأقاليم

0
Shares
PinterestGoogle+
 

نجاح المنظومة التربوية في الجهة الشرقية متوقف على توفر النوايا الحسنة لدى المسؤولين في الجهة والأقاليم

محمد شركي

ما إن نشر مقالي المتعلق برسالة الشكر الموجهة من الوزارة الوصية على الشأن التربوي إلى الأكاديميات والنيابات ومن فيها من موظفين ،والتي لم  يصل خبرها إلى أكاديمية الجهة الشرقية  كما وصل إلى غيرها إلى حدود تاريخ نشر المقال حتى اتصل بي بعض الإخوة والزملاء منهم المعاتب ومنهم المستفهم ومنهم من ربه أعلم بما يخفي صدره. ومع أن مقالي لم يتضمن اتهاما وكان واضح التعبير فإن البعض أصر على لومي لأنه صاحب موقف مسبق غير مبرر مما أكتب وهو حر في موقفه كما أنني حر فيما أكتب . وتنويرا للرأي العام أعيد فقرة من المقال السابق تؤكد أنني لم يكن في نيتي اتهام أحد ، والحمد لله لا زال مقالي الأول منشورا وسيظل في أرشيف موقع وجدة سيتي وغيرها من المواقع . قلت بالحرف الواحد المفهوم باللسان العربي المبين ، وغير القابل للتأويل والتخريج  ما يلي : «   …فهل يتعلق الأمر بسهو الوزارة أو بقناعة  لها خفية لا نعلمها بخصوص الجهة الشرقية أم أن القضية لا تعدو تأخرا مقصودا أو غير مقصود في كشف الأكاديمية عن فحوى هذه الرسالة علما بأن أكاديمية الجهة الشرقية ـ حسب اعتقادي ـ أحرص من غيرها أو على الأقل كغيرها من الأكاديميات على الافتخار بهذه الرسالة. ونأمل أن تظهر هذه الرسالة على جناح السرعة إذا ما كان الأمر يتعلق بمجرد تأخر في التبليغ أو نشر إعلان يكذب خبر وصول هذه الرسالة إلى كل الجهات باستثناء الجهة الشرقية  » انتهى كلامي في المقال الأول. وأعتقد أن هذا الكلام لا يتضمن اتهاما لأحد ، فضلا عن كونه صادرا عن غيور عن المنظومة التربوية في الجهة الشرقية لا يخشى أحدا إلا الله عز وجل ، ولا يريد من وراء غيرته جزاء ولا شكورا ولا امتيازا. فإذا كان غيري يعارض لأجل المعارضة ، أو ينتقد لأجل النقد ، أو يستغل ذلك من أجل الحصول على  امتيازات أو الحصول على منصب ، فإنني أكرر للمرة الألف أنني لا أريد امتيازا ولا منصبا  وأنا فخور بمهمتي كمفتش تربوي للتعليم الثانوي حصلت على منصبي بعد اجتياز امتحان الدخول وامتحان السنة الأولى وامتحان التخرج مع انجاز بحث، ولا يمكن لأحد أن يشكك في استحقاقي لهذا المنصب كما تدور الشكوك حول مناصب يكون الحصول عليها لاعتبارات غير اعتبار الامتحان الذي بموجبه يعز المرء أو يهان . فأنا فخور بعزة امتحان  خضعت له على الصعيد الوطني ولله الحمد والمنة . وكل همي هو أن تكون المنظومة التربوية بخير وعافية على الصعيد الوطني وعلى صعيد الجهة باعتبارها رافعة أساسية للتنمية في هذا الوطن الحبيب الذي لا يمكن لأحد أن يزايد على غيره في محبته بإخلاص وصدق. ومن هذا المنبر أود الإشارة وبنية صادقة ونصح يشهد الله عز وجل على صدقه إلى ما يلي :.  على المسؤولين في الجهة والأقاليم التابعة لها أن يبادروا إلى إصلاح ما بأنفسهم مما  لا يعلمه إلا الله عز وجل من خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وإن نزع الغل من الصدور هو أول خطوة في إصلاح الأنفس ليصلحها الله عز وجل ويغير أحوالها مصداقا لقوله تعالى : (( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) وبعد تصفية القلوب من كل شكل من أشكال الغل  وإشهاد الله على ذلك لا بد من العمل التشاركي والتنسيق الفعال في كل دقيقة وجليلة ، مع اجتناب التحالفات والتكثلات من أجل إلحاق الضرر بهذا الطرف أو ذلك أو عرقلة عمل هذا الطرف أو ذاك . ولا بد أن تكون الصراحة  هي العملة الوحيدة  المتداولة بينهم ، ولا بد بموجب ذلك أن تنتفي المجاملات الكاذبة التي لا تدل إلا على  حرص أصحابها على مصالحهم ، ذلك أن أصحاب المصالح لا يهدون لغيرهم عيوبهم كما يوجب الشرع الإسلامي ، بل يبهرجون لهم العيوب من أجل ضمان الوصول إلى مصالحهم الشخصية . والاختلاف وارد بين المسؤولين ، ولا بد أن يكون سببه هو قاسم مشترك بين الجميع وهو الغيرة على المنظومة ولا شيء غير ذلك . والله تعالى خلق الخلق من أجل الاختلاف ولهذا قال في محكم التنزيل ، وهو أعرف بالخلق من أنفسهم ، وهو أصدق القائلين : (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )) فإذا ما خالف مسؤول الجهة مسؤولي الأقاليم أو العكس في وجهة نظر أو في قرار فالأمر عاد جدا ومطلوب ، ولا عيب فيه ، إنما العيب ألا يكون بينهم اختلاف أبدا مما يعني انسداد قنوات التواصل والتفاهم بينهم على حساب مصير المنظومة التربوية . ومن علامات صحة وعافية التواصل أن يقول المسؤول لغيره بغض الطرف عن نوع المسؤولية : لا أتقف معك ولا أشاطرك الرأي ، ويكون جواب الآخر إذا ما تأكد من وجاهة اعتراض صاحبه على رأيه ووجهة نظره  كما كان جواب الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه  الذي قال عندما عارضته امرأة واختلفت معه :  » الحمد لله الذي أخطأ عمر وأصابت امرأة  » فعلى المسؤولين  على المنظومة التربوية في الجهة  الشرقية والأقاليم أن يتعودوا على حمد الله عز وجل عندما يتبين لهم أنهم قد جانبوا الصواب وأن غيرهم قد أصاب كبد الحقيقة . وبدون هذا السلوك لن تتحرك قاطرة المنظومة ولن تقوم لها قائمة. لقد  ولى عهد الاستبداد مهما كان شكله من القمة إلى القواعد أو العكس  بسبب شعار الحكامة الجيدة المرفوع وطنيا ، وهو خيار الأمة قاطبة . والمسؤول الجدير بالتقدير والذي يكون في مستوى المسؤولية ليس الذي يكلف بها بطريقة من الطرق التي قد يثار حولها القيل والقال  لدى الرأي العام بل هو الذي يعرف قدرها  بعدما يكلف بها ، ويحسن التصرف فيها  بعقلية التكليف لا بعقلية التشريف والامتيازات . وآمل أن  يغلب المسؤولون عن المنظومة التربوية في الجهة الشرقية الحكمة في التعامل فيما بينهم من أجل  هذه المنظومة التي  يجب أن ترفع فوق كل اعتبار، وفوق كل مصلحة ، وليجعلوا نصب أعينهم وفي أذهانهم أن النجاح في المهام يكون حيث تكون المسؤولية دون تفضيل مكان على مكان لأن كل مكان هو جزء من وطننا الحبيب الغالي . ومن زعم أن مردوديته في هذه الجهة أو في هذا الإقليم تكون أفضل منها في جهة أو في إقليم آخر فهو يخادع نفسه قبل أن يخادع غيره لأن المردودية يجب أن تكون واحدة ولا عبرة بسهل أو وعر أو بحر أو صحراء  في وطن واحد ، وأكثر من ذلك  أخيار المسؤولين من يفضلون العمل في الجهات والأقاليم التي يتهرب منها طلاب الراحة والاستجمام ، والامتيازات ، والمصالح الشخصية . وليس أمام المسؤولين في جهتنا وفي الأقاليم سوى المبادرة إلى خلق مجلس حكماء من خيار أهل المنظومة ، والجهة الشرقية ـ ولله الحمد لا تعدمهم ـ  من أجل توفير المناخ المناسب لصلح حقيقي يعود على المنظومة بالخير عوض تكريس جو الشحناء والغيبة والنميمة والتحالفات من أجل نصب الشراك لإيقاع البعض بالبعض . هذه نصيحتي لجميع المسؤولين في الجهة والأقاليم التابعة لها، وكلهم إخوة أعزاء أعاملهم على قدم المساواة وأحترمهم  جميعا ، وإن كان احترامي لا يمكن أن يخرس لساني عن قول كلمة الحق والشهادة بالحق لأنني لا أخشى في الله لومة لائم ولا لؤم لئيم ، وأخيرا أقول : (( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله )). وأنا رهن إشارة المنظومة التربوية متى كانت في حاجة إلى خدمتي المتواضعة من زاوية اختصاصي دون أن أرغب في غير مهمتي وتخصصي كمفتش تربوي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.