Home»International»العلامة الأستاذ مصطفى بن حمزة يدقق في مفهوم الغنى خلال درسه الأسبوعي في التفسير

العلامة الأستاذ مصطفى بن حمزة يدقق في مفهوم الغنى خلال درسه الأسبوعي في التفسير

0
Shares
PinterestGoogle+
 

دأب العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة على إتحاف الجهور الذي يحضر دروس تفسيره الأسبوعية بمسجد الأمة بآرائه وتخريجاته الشيقة التي تعكس باعه الطويل في العلم والمعرفة . وبالأمس أتحف الحضور بتدقيقه في مفهوم الغنى الذي يختلف حوله الناس . وتعميما للفائدة سأحاول نقل بعض ما جاء في حديث الأستاذ العلامة وآمل ألا يؤثر ظل النقل على ما جاء في حديثه الشيق. انطلق المفسر الوجدي من قوله تعالى في سورة النجم : (( وأنه هو أغنى وأقنى )) للحديث عن الغنى الذي يختلف في الذات الإلهية المقدسة عنه في البشر ،ذلك أن رب العزة جل جلاله غني الغنى المطلق بمعنى أنه لا يحتاج خلاف البشر الذين تعوزهم الحاجة بالضرورة مصداقا لقوله تعالى : (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )) بمعنى أن الناس تعوزهم الحاجة والله تعالى لا تعوزه حاجة . والغني الإلهي المطلق لا سبيل للخلق إليه . وأما الغنى البشري فهو نسبي ، وهو مرتبط بالحاجة ، فبقدر ما تقل حاجة الإنسان بقدر ما يكون غناه ، وهذا غنى النفس ، وبهذا يكون الغني من البشر من قلت حاجاته ، و زهد في طلبها. وهنا ذهب العلامة إلى أن الإنسان هو الذي يصنع فقره أو غناه من خلال التحكم في رغباته ، فكلما رغب افتقر ، وكلما زهد اغتنى ، وساق بين يدي وجهة نظره هذه قولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال لأحدهم قولته المشهورة :  » أكلما اشتهيت اشتريت  » فالاشتهاء دليل على الحاجة ، والحاجة عنوان الفقر، بينما الزهد عنوان الغنى. وذكر العلامة أن كثيرا من الناس يملكون المال الكثير ولكنهم في حكم الفقراء لأن حاجاتهم لا نهاية لها ، ومن ثم فهم يشعرون بالفقر باستمرار ، بينما يستغني من هم أقل منهم مالا من خلال الزهد في الحاجات.

 

وبهذا المفهوم يصير الغنى غير ما تعارف عليه الناس من تكدس الثروات في الأيدي ، وهو فراغهم من الحاجة ، وزهدهم فيها. ولم يفت العلامة الحديث عن الغنى بالمفهوم الشرعي حيث يعتبر مخرج الزكاة غنيا باعتبار توفر ملك النصاب ودوران الحول عليه ،لأن مخرج الزكاة في حقيقة الأمر لا يحتاج إلى المال الذي توفر فيه النصاب خلال حول كامل ، وهو مستغن عنه . ومثله مخرج زكاة الفطر الذي يعتبر مالكا لقوت يومه وغير محتاج لهذا القوت خلال يومه ، فهو بهذا المعنى غني غنى يومه، كما أن مخرج الزكاة غني غنى حوله . و في سياق ذلك تحدث العلامة عن غنى من لا يحق له أخذ الزكاة ، ذلك أن الذي لا يحق له أخذ الزكاة غني باعتبار ذلك ، وهذا نوع من الغني يغفل عنه الغافلون ، وهو حال سواد الناس الذين يعيشون على الكفاف ، ولا يحتاجون ، ومن ثم فهم أغنياء على اعتبار أن الغنى هو عدم الحاجة. وذكر العلامة أن الناس قد تختلف أوضاعهم المعيشية ويقرون باختلافها ، ولكنهم تجمعهم جميعا الرغبة في تغييرها بالزيادة ، وهم بهذه الرغبة يصنعون فقرهم أو غناهم ذلك أن الراغب المستزيد يتجه نحو الفقر بسبب رغبته ، والزاهد القانع يتجه نحو الغنى بسبب زهده . ومما جاء عرضا في سياق حديث العلامة أن قوما في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أساءوا فهم قول الله تعالى : (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا )) فقالوا : (( إن الله فقير ونحن أغنياء )) باعتبار أن الله عز وجل طلب القرض منهم ، وأن المقترض محتاج وفقيربالضرورة ، وبين المفسر الوجدي تهافت فهم هؤلاء للقرض الذي يطلبه الله عز وجل ، وهو قرض لفائدة المحتاجين من البشر ،كما أن الله عز وجل لا يناله هذا القرض الذي يستفيد البشر منه ، وإنما عبارة القرض القرآنية في هذه الآية من بلاغة القرآن الكريم الشيقة والمعبرة بدقة ، والتي تعني ترغيب البشر في الإنفاق ، ولا تعني حاجة رب العزة إلى قرض، لأنه هو الغني والخلق كلهم فقير إليه ، وطلب الله عز وجل للقرض فيه تأمين للمقرضين ليس بعده تأمين ، ذلك أن الذي يقرض الغني الحميد يطمئن على أن قرضه مضمون وبفوائد ذات أضعاف مضاعفة كما جاء في قوله تعالى : (( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)) .

هذا بعض ما جاء في درس العلامة حول مفهوم الغنى وآمل أن ينتفع به القراء ، وأرجو ألا أكون قد قصرت في نقله نقلا أمينا ، وما أظن أن نقلي يزجي عن كلام العلامة الشيق ومن قصد البحر استقل السواقي كما قال حكيم الشعراء.

++++

هذا وسنوافي زوار وجدة سيتي بالتسجيل المصور الكامل  لهذا الدرس  قريبا ان شاء الله

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد العوشي
    26/06/2011 at 20:21

    ان الغنى هو المال الزائد الدي لايحتاجه الانسان لتلبية المصاريف والتكاليف والنفقات التي تتطلبها العيشة الراضية المتوازنة او العيش الكريم المحترم و يختلف مفهومه باختلاف الدين والمعتقدات والفكر والتكوين العقلي والفلسفي لمجتمع ما. وتلعب الضروف الاقتصادية والاجتماعية, والاسعار والاثمنة, والدخل دورا رئيسا في تحديده. وتختلف المعايير و المقاييس التي يقاس بها من بلد لاخر ومن مجتمع لاخر فمن يعتبر غنيا في بلد ما قد لا يكون في بلد اخر. لا يوجد مقياس او معيار واحد مشترك لتحديد السقف او العتبة والمرجح ان الغنى هو توفر المال الزائد عن الحاجات الضرورية للعيش الكريم المحترم اي توفرالشخص علي الامكانيات المادية التي يستطيع بها ان يعيش عيشة كريمة محترمة رغيدة راضية ويقاس في الغالب بالدخل ومستوى العيش و تلبية الحاجيات وبعض الكماليات . ويختلف مفهوم الغنى باختلاف الزمان والمكان والثقافةوالتكوين العقلي والدين والمعتقدات لهدا يجب الاحتياط والحدر حينما نريد تفسير عبارة او مصطلح الغنى اوالثروة . ادا كنا نود التفسير الديني للغنى فهو المال الزائد عن متتلطبات وتكاليف ومصاريف الحياة الزهيدة العفيفة التي يغلب عليها الجانب الروحي الاخلاقي التربوي و تجتنب الكماليات والبدخ اما ادا كنا نريد تفسيرا عاما فهو المال الفائض الزائد الدي لا يحتاجه الشخص بعد ان يلبي الحاجبات والمتطلبات الضرورية من ماكل ومشرب وملبس وتطبيب ودواء ومصاريف الماء والكهرباء والهاتف والانترنيت والتنقل والسفر.والعيش الكريم المحترم هو حق يجب ضمانه لجميع الافراد دون تمييز. ا

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.