مظلمة الأئمة والخطباء وصمة عار بالنسبة للوزارة الوصية عن الشأن الديني ولكن…..

مظلمة الأئمة والخطباء وصمة عار بالنسبة للوزارة الوصية عن الشأن الديني ولكن…..
محمد شركي
مما يؤسف له شديد الأسف أن البعض عندنا لا يفهم ما يكتب على الوجه الذي يجب بل يفهمه كما يريد أو كما يشتهي ، وهذا ما حصل مع المقال الذي نشرته وانتقد فيه وقوف الأئمة والخطباء أمام البرلمان من أجل لفت الأنظار إلى مظلمتهم. إنني إنما عارضت هذا الوقوف أمام جهة لا تستحق في نظري أن يعيرها الأئمة والخطباء أدنى اعتبار لأن البرلمان يضم بين أعضائه عناصر علمانية معروفة بالحقد على كل ما يمت بصلة للدين ، وهي إنما تداري الشعب في قضية الدين لأنه خياره وخطه الأحمر الذي لا يسمح لأحد بتجاوزه ، فكيف يرضى الأئمة والخطباء الوقوف أمام مثل هذه العناصر ؟ هذا لب موضوع المقال السابق فضلا عن تناوله بالنقد لبعض السلوكات عند بعض المحسوبين على الأئمة والخطباء الذين لا يشرف الحقل الديني أن ينتموا إليه من قبيل بعض أعضاء المجالس العلمية الذين تفضح سلوكاتهم المستقبحة حقيقة علاقتهم الانتهازية بالدين ، ومن قبيل بعض الذين يركبون الدين من أجل السياحة في دول الخارج طمعا في متاع الدنيا الزائل ، ومن قبيل الذين يستغلون الدين من أجل ممارسة الشعوذة والسحر والكهنوت لابتزاز أموال المغفلين ، ومن قبيل الذين يركبون الدين من أجل الولائم وملء البطون . فهذه النماذج لا يمكن أن ينكرها منكر أو ينكر أنها كانت موجودة ضمن الوقفة أمام البرلمان . ولا يمكن أن ينكر منكر أيضا تسرب عناصر ذات أهداف طائفية إلى جماعة الأئمة والخطباء المحتجة ، ولا نشك في أن عناصر مكافحة الشغب إنما كانت تستهدف هذه العناصر تحديدا لوجود صراع سياسي طويل معها لا علاقة له بمظلمة الأئمة والفقهاء . ولا نشك أن جماعة المحتجين كان فيها الأبرياء الذين استغلوا وركبوا من أجل أغراض سياسوية مشبوهة مكشوفة ، وهذه هي القضية الثانية التي تناولها المقال السابق. وعوض أن يفهم المقال من خلال نقطتين : الأولى انتقاد وقفة الأئمة والخطباء أمام البرلمان ، و الثانية فضح بعض المحسوبين على الدين للإمامة والخطابة راح بعض المعلقين ينحون علي باللائمة وكأنني أنكر مظلمة الأئمة والخطباء علما بأن موقفي كان وسيظل هو الدفاع عن هذه الفئة المظلومة ظلما صارخا لا يشرف بلدنا بحيث تتراوح الصلة المادية التي تعطى لها ما بين 400 درهم و1000 درهم شهريا وما بين هذين الرقمين مما يعني أنها أفقر فئة في المجتمع تعمل تحت إشراف أغنى وزارة في البلاد. فالمظلمة بينة ولا تحتاج إلى برهان ، كما أن المظلمة فيها شق معنوي إلى جانب الشق المادي حيث تتعرض هذه الفئة إلى أبشع أنواع التعسف من طرف العديد من المندوبيات والمجالس العلمية التابعة للوزارة الوصية على الشأن الديني ، وأحيانا من طرف السلطات المحلية من قبيل الطرد والتوقيف لأتفه الأسباب ، ومن قبيل التعجيز في التزكيات ، والتعسف في التعيينات بالمساجد ، والمبالغة في التأنيب والتعريض بكل من يضع رجله في مندوبية أو مجلس علمي أو مقر سلطة محلية إلى غير ذلك مما تشكو منه هذه الفئة والتي يفترض أن توقر وتحترم أولا من طرف المصالح التابعة للوزارة الوصية والسلطات المحلية كما يحترمها المجتمع لعلاقتها بالدين وخدمتها له .ووجود هذه المظلمة لا يبرر سقوط فئة الأئمة والخطاب في فخ استغلالهم من طرف جهات مغرصة لها مصالح في هذا الظرف بالذات . فلا بد أن تكون هذه الفئة على وعي تام بما يجري في الساحة الوطنية ، وأن تربأ بنفسها للخروج إلى الشارع في وقت يخرج فيه حتى الشواذ والمطالبون بالإفطار في رمضان ، والمتعصبون لآرائهم الضالة ، والمفسقون والمسفهون لغيرهم ممن لا يتفق معهم في ترهاتهم المحسوبة على الدين وما هي من الدين ، وفي احتكارهم للدين والتحدث باسمه ،والوصاية على المسلمين . كان على الأئمة والخطباء أن يقصدوا الجهات ذات الوزن وذات الحل والعقد للمطالبة برفع الظلم عنهم ، عوض تعريض أنفسهم للامتهان أمام من لا يستحق مجرد الالتفات من التافهين . وعلى الذين علقوا على مقالي وتركوا مربط الفرس جانبا وخاضوا في أحوالي الخاصة من قبيل مرتبي الذي أنفقت من أجله زهرة شبابي أن يعيدوا قراءة المقال بدون خلفيات ولأمر ما كان غيرنا يصدر كتبا مدرسية تحت عنوان » اقرأ جيدا وافهم » فمن لا يجيد القراءة لا يجيد الفهم. فمن قال للسادة المعلقين أنني لا أتفهم أو لا أومن بمظلمة الأئمة والخطباء ، وأنا خطيب متطوع وزاهد في صلة الوزارة أو غيرها لأنني أمارس عملي التربوي الذي أتقاضى عليه أجرا ، ولست أعاني مما يعنيه غيري ممن لا عمل لهم ، ومصدر رزقهم الوحيد ـ كان الله في عونهم ـ هو الإمامة أو الخطابة بأجرها الزهيد الذي يخجل المرء الحديث عنه ، وهو وصمة عار بالنسبة للوزارة الوصية على الشأن الديني ، وفضيحة أمام باقي الوزارات ، ومع ذلك لم أسلم من كيد بعض الكائدين التافهين الذين لا يخفى ماضيهم الوضيع على الناس ،ولا يذكرهم من له علاقة بالشأن الديني إلا ليلعنهم بما يصدر عنهم من سلوكات مشينة الإسلام منها براء. ولقد كنت دائما أناصر فئة الأئمة والخطباء المظلومة ، ولولا احترامي وتقديري لمن يستحق كل التقدير والاحترام من علماء أجلاء في الوزارة الوصية على الشأن الديني ، وفضلهم لا يخفى على أحد لكان لي شأن آخر مع فئة الانتهازيين والوصوليين التافهين المحسوبين على هذه الوزارة ، ولو تزيلوا لجعلتهم أضحوكة الزمان على مواقع الشبكة العنكبوتية ولأنشدت فيهم أقذع قصائد الهجاء التي تسمع بها العرب ، ولكن توقيرا لهؤلاء العلماء الأجلاء أربأ بهم وبنفسي أن أتناول السيرالقذرة لهؤلاء التافهين الذين يتفننون في الكيد والمكر من أجل النيل من الأئمة والخطباء المخلصين في كل مناسبة تعن لهم خصوصا الذين يعرفون بأنفتهم ورجولتهم وكرامتهم . وما أظن مصدر الإساءة الكبرى والخطيرة التي تلحق بالدين إلا من عصابة هؤلاء الانتهازيين والوصوليين والجياع التافهين الذين نفذوا إلى المندوبيات والمجالس العلمية ، وصار شغلهم الشاغل هو تحين الفرص للنيل من كرامة الأئمة والفقهاء. وأخيرا أقول سيظل قلمي سيفا مسولا فوق رقاب كل حثالة تسول له نفسه المساس بكرامة الأئمة والخطباء . وأرجو أن يكون هذا المقال أوضح من سابقه بالنسبة لمن يفهمون ويؤولون المقالات على طريقتهم ويحملونها ما لا تحتمل عن سوء ظن وسوء نية وطوية غفر الله لهم وهداهم إلى سواء السبيل .
2 Comments
الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني … والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ
اين هي اموال وزارة الاوقاف لما لا يستفيد منها الائمة الاجدر بها لمادا لا يتم التفكير
وضعية قانونية لائمة يتم احترام الحد الادنى للاجور
مادام الكل يتحدث عن دولة الحق والقانون دولة الحق والقانون تقتضي احترانم اهل القران
كما ان العاملين في مجال محو الامية في المساجد يطالبون مع الائمة بادماجهم وايجاد نظام خاص بالعاملين بالمساجد يادولة الحق والقانون خاصة وان وزارة الاوقاف من اغنى الوزارات
ان تدبير الشان الديني يقتضي نظام يحفظ حقوق العامين بالمساجد من اجرة كباقي القطاعات وتسوية وضعية المجازين العاملين في محو الامية اسوة بوزارة التعليم المدرسي خاصة وان الكل ينادي بالحق والقانون فمتى تستجيب وزارة الاوقاق للحق والقانون