مجرد وقوف الأئمة والخطباء أمام البرلمان يعتبرامتهانا لكرامتهم قبل إهانتهم على يد قوات مكافحة الشغب

مجرد وقوف الأئمة والخطباء أمام البرلمان يعتبرامتهانا لكرامتهم قبل إهانتهم على يد قوات مكافحة الشغب
محمد شركي
من المؤسف جدا أن تغيب الحكمة عن المشتغلين بها من أئمة وخطباء، فينساقون وراء ما ينساق وراءه العامة والسوقة والرعاع من سفه مبين . فالمعروف عن الأئمة والخطباء أنهم دعاة بالحال قبل اللسان ، وأنهم ينأون بأنفسهم عما يعرف بخوارم المروءة. وفي اعتقادي أن الأئمة والخطباء إذا ما كان لا بد من خروجهم إلى الشوارع والساحات العمومية، فليكن ذلك من أجل أمر جلل لا من أجل شعار له علاقة بالبطون . فلا يليق بمكانة الأئمة والخطباء أن يقفوا كما تقف شرائح اجتماعية أخرى أمام البرلمان للمطالبة بلقمة العيش . فالأئمة والخطباء هم الخاصة ، وهم قدوة العامة في صيانة الكرامة مما يدنسها . وأقبح ما يدنس الكرامة الشكوى من ضيق ذات اليد ومن الفقر ، وإظهار الحاجة للخلق عوض الحاجة للخالق جل شأنه . ولقد عاش الأئمة والخطباء في هذا البلد قرونا طويلة شعارهم العفة والزهد فيما يملك الناس ، ولم يخرج في يوم من الأيام إمام أو خطيب يطالب بلقمة العيش ،أويشكو الحاجة أو الفاقة بل عاش الأئمة والخطباء فقراء يحسبهم الجهال أغنياء من التعفف . ومن المؤسف أن يتحول من كانوا قدوة إلى أتباع ومقلدين لما تعرفه الساحة الوطنية من حراكات بعضها له ما يبرره وكثير منها محض عبث. وفي اعتقادي أن مجرد وقوف الأئمة والخطباء أمام بواية البرلمان يعد أكبر إمتهان للكرامة إذ كيف يرضى أخيار الناس بفضل ما معهم من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما معهم من علم أن يقفوا أمام مبنى فيه من لا يبلغ مبلغهم من القرآن والعلم لطلب متاع الدنيا التافه الزائل ، وقد ندبهم الله عز وجل لما هو خير وأبقى (( وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى)) . ولأمر ما قالت الحكمة العربية : » حر وإن مسه الضر » كما قالت : » تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها » فهذه الحكمة تحث على صيانة النفس من خسيس الكسب . فكان على الأئمة والخطباء ألا يرفعوا شعارا له علاقة بلقمة كفلها الله عز وجل كما كفل لقطة الطير الخماص. وفي اعتقادي أن الوزارة الوصية عن الشأن الديني إذا ما تعمدت إفقار الأئمة والخطباء الذين لا دخل لهم سوى الصلة التي تصلهم منها ،فهي إنما تتعمد إلصاق العار بنفسها وتعرض بسمعتها ،ذلك أن هؤلاء الأئمة والخطباء إذا ما عاشوا المسغبة بين الناس وهم قدوتهم كان ذلك سبة للوزارة إذ كيف يعقل أن يكون من يتخذهم الناس قدوة وإسوة عرضة للاستجداء ؟ وكيف يكون للدين قيمة عند الناس والمشتغلون به وبتبليغه لهم يعيشون شظف العيش المفضي إلى ذل السؤال ؟ وفي اعتقادي أن توجه الأئمة والخطباء إلى من بيده خزائن السماوات والأرض كان أولى وأجدر من التوجه إلى قبة برلمان معظم من دخلها إنما فعل ذلك طمعا في الصلة المادية للبرلمان ، وطالما تحدثت أخبار عن صرف بعضهم أموالا من أجل الجلوس تحت هذه القبة طمعا في استرداد ما أنفق على كرسي البرلمان ، أو استغلاله بشكل من الأشكال من أجل تعويض ما أنفق من أجل الحصول عليه . والأشد أسفا أن يكون بين الأئمة والخطباء من يشبه جوعه جوع كلبة حومل الشهيرة التي أكلت ذنبها من شدة الجوع. ولقد ابتلي الحقل الديني بنوع من المحسوبين على الدين لا هم لهم سوى الطمع الطاعون . فمنهم من انتسب إلى المجالس العلمية طمعا في الصلة المادية ليس غير ، ومنهم من صار همه الوصول إلى هذه المجالس لنفس الغرض أو لنفس الطمع ، ومن هؤلاء وهؤلاء من لو يئس من الصلة المادية لما جمعته بالدين آصرة لأنه إنما ينتسب إليه طمعا في الدنيا لا رغبة في الآخرة . ومنهم من يتهافت على السفر خارج الوطن ولعابه يسيل من أجل ذلك كلعاب الكلب اللاهث طمعا في أموال الجاليات في الخارج ، أو في الصلات التي ترصدها الوزارة الوصية لذلك .والناس يتداولون من أخبار هذا الصنف ما يندى له الجبين حيث يمتهنون كرامتهم وهم أصلا بلا كرامة أمام لجان الإشراف على المساجد في المهجر، ويستطيبون أموال المنة والأذى القذرة ، ويكررون امتهان أنفسهم كل عام طمعا في زبالة الخارج . ومنهم من تحول إلى فرق على غرار الأجواق الفلكلورية لا هم لهم إلا التحضير للولائم من أجل لقمة الذل ، واستجداء حتى الأذلاء من الخلق . ومنهم من سقط في مستنقع الشعوذة والسحر ، ومحاربة العفاريت ، والعرافة والكهانة بدافع الطمع في المال المدنس المنتن . وقليل منهم الأشراف الذين لا يرضون الدنية في الدين ، ويظهرون الشموخ أمام زبالة أموال الخلق مهما كانوا ، وهؤلاء هم الأئمة والخطباء بحق . ومما يؤثر أن ملكا من الملوك سمع بفيلسوف فقصده ووجده يرعى غنما له فوقف بينه وبين شمس الشتاء الدافئة ، وسأله أن يطلب ما شاء مكافأة له على فلسفته، فابتسم الفيلسوف في وجه الملك باستهزاء وشموخ قائلا : أرجو من جلالة الملك أن يخلي بيني وبين الشمس ، هذا هو طلبي منه . فهكذا كان من المفروض أن يكون أئمتنا وخطباؤنا يطلبون من الوزارة الوصية على الشأن الديني أن تخلي بينهم وبين أداء مهمتهم المقدسة دون عراقيل مما هو شائع ومعروف عند العامة والخاصة عوض استجدائها بطريقة مهينة مخزية بلغت درجة تعزيرهم جلدا أمام أنظار الناس ، وأمام البرلمان على يد قوات مكافحة الشغب كما نقلت ذلك بعض وسائل الإعلام . ومن المفارقات العجيبة أن تنتقل العصا المباركة من يد الفقيه أو الخطيب والتي كان يوظفها لغاية نبيلة إلى عصا الجهالة بيد من يجلس منه طلبا لعلمه وبركته ، وتصير وظيفتها إهانة وامتهان أهل القرآن وأهل الله وخاصته ـ يا حسرتاه ـ يا ليتني مت قبل أن أسمع بإهانة من هذا النوع ، وبسبب هذه الإهانة نسأل الله تعالى أن يجعل لنا الموت راحة من شر . اللهم نسألك جوارك قبل أن نذل ونخزى بين يدي من أخزيت من شر خلقك .
8 Comments
كلامك يجب أن يوجه إلى وزير الأوقاف وليس إلى هؤلاء البؤساء الذين طحنتهم تكاليف المعيشة،وإذا لم يتيسر لك توجيه اللوم إلى معالي الوزير فاطلب من أئمة المساجد والقيمين عليها ألا يتزوجوا وأن يتجمعوا في الأديرة. هؤلاء الأئمة لا يطلبون تحسين وضعيتهم المادية فحسب بل يرفضون أيضا أن يتحدث أحد باسمهم وهذا هو بيت القصيد: هذا الموقف يحرج أكثر من جهة
3la lwazir an yokadima istikalataho lihada lhadat
الأئمة هم أولا وقبل كل شيء بشر يطمحون إلى راتب شهري محترم، فما علمت بإمام يشتري الخضر واللحم بالكرامة أو يقتني الكتب بالعزة في حين شاهدت كبار ‘العلماء’ بالمغرب يتمتعون بشتى أنواع ملذات الدنيا من جاه ومال وسلطة. عندما قرأت خبر احتجاج الأئمة فرحت كثيرا ولن أتمنى الموت مثلك بل سأطلب الله عز وجل أن أحيا كي أرى الأئمة المقهورين في عيش رغيد. ولو أنك ابتعدت يا أخي شركي عن العنف في التعبير لأثمر نقاشك.
استعى أحد الأمراء عالما من علماء السلف الصالح فقال له اطلب ما تريد وأنا ألبي حاجتك، فقال له العالم، ما سألت الدنيا يوما من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها.
هكذا ينبغي أن يكون الإمام واخطيب إذا أراد أن تسمع كلمته، ويؤثر وعظه، وتؤتي دعوته ثمرتها.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. اما بعد: فاشكرك اخ الشركي على ما سطرته اناملك من قول صادق يحزنه ويضره مايراه من فعل بعض المنتسبين للدين من ائمة ووعاظ الذين اصبح هم بعضهم التكسب بالقران والوعظ لا القيام بواجب الدعوة والنصيحة الخالصة من الرياء . والشهرة كما ان البعض اصبح واعظا وهو لايفقه في العلم شيئا وان شئت ان ترى نموذجا لهؤلاء فما عليك الا ان تشد الرحال الى مسجد الشاطبي بحي الزيتون عشية الاربعاء لترى مقاولا معروفا في اوساط المقاولين بالغش في البناء واكل اموال الناس بالباطل ومع ذلك يتصدر .للوعظ دون حياء. واخيرا اتمنى من المشرفين عن الحقل الديني ان يهتموا بفقهائنا وائمتنا الشرفاء وان يطهروا المساجد من كل المتاجرين بالدين والسلام عليم ورحمة الله. ..
نتائج ظــــــــلم
بقلم علي حسو من أئمة اكادير أكادير المغرب
نتائج ظلم ما أرى متجـــــــــــــددا إلاهي متى جمع لشمل تبــــــددا
أسائل دوما كل غاد ورائـــــــــــــح لماذا كرام أخرتهم يـــــــــــد الردى
تداس بأخمص الصغار أئمـــــــــــة على أنهم أهل العلى قبل والندى
أئمتنا أنتم شموس هدايــــــــــــة بكم يهتدي قومي إلى الحق رشدا
لئن قاد نشء فلك تغيير مشهــــد فقد أبحرتم فيها على اللج مزبــدا
وإن قيل هذي للشباب شمائـــــل وأنت إمام قل :ألم أك مخـــــــــردا
ألم يسلبوا مجدي أما يسبوننــــي ألم منحوا حقي سواي ليسعــــدا
بأي كتاب أم بأي سنــــــــــــــــة أهانوا تليد المجد نفسا ومحتــــدا
يطالب هذا النشء بالعل حقبــــــة فكيف أسيغ الدهر غلي صيـــــهدا
يمن بما يسدي علي وزيرهـــــــم وإن كان نزرا بذله متهبــــــــــــــــدا
ولا غر ربي إذ يرونني جاهــــــــــلا سليل عقود الجهل قدمها أوغـــــدا
وكل الذي عندي من الدر عندهم زيوف ولو كان الذي لي عسجـــــدا
نسوا أو تناسوا ما بنته أجلــــــــة علوما ومجدا جاري في الافق فرقدا
سلوا تخبروا تلك التواريخ ساعــة سلوا تخبروا عمن أشاد وشيــــــدا
سلوا تخبروا عمن أقام منائــــــرا بها لسبيل الرشد والعلم يهتـــــدى
سلوا تخبروا تلك العتائق من بنى حماة لهذا الدين صرحا ممــــــــردا
مطالبنا شيئان لا غير بعدهــــــــا معيشة عز رد غصتنا أعيــــــــدا
القصيدة تدعوا كل غيور على الإسلام وأهله إلى النضال من أجل تحقيق مطالب الأئمة المشروعة وتذكره بأمجاد أهل الفضل والمعالي ممن درجوا من الأئمة والفقهاء
بسم الله الرحمان الرحيم
صديق قديم.طالما كان منجــــــدا وأبـــكاه ما يـلقى علي.مهــددا
أشاطرك البلوى عليا ولم أكـــن بناء. عن الأكدار مثلك مبعدا
وأعظمت ما نشكوه طرا بمعزل عن العطف. كم مكر خبيث تعدد
وأدمى فؤادي مادهاك .مؤرقا جفـــوني. وأعلنت الحداد مجددا
.تنكرت للإعلام والحزب والدعـــــــــا. وأعلنت كفري بالمنادب. مُوعدا
فلا للذي .يرونه من رذائـــل إ ذا انتصروا للمين. أوقاتلوا الهدى
سنهزم أسراب الغواية إننـــا سننشده ثأرا فويل الذي اعتدى
فدى لبيوت الله.مضمارناالذي يعودنا الإقدام .نقتحم الــــردى
لئن قطعوا رأسي وطافوا به فلا تنــــــــازل عن حق.نمــــد له يدا
ولست الذي ترضيه.منة أحمد وأشكــــــرها عبدا.يناديه سيدا
ألا. لايخالن.البليد انتفاضتي يحيط بها عـــــام .سيعرفنا غدا
سنأتي على السكرىونهزم جمعهم .ونستأصل الأورام.أو نبرح المدى
فما للمضلين المساجد.موطـــن وإن طاردونا بالتقارير والعــدا
ستلفظهم يوما. وتلفظ أحمــــــدا وأذياله الأوباش.طــالعهم بدا
سلام على الأمجاد في كل مسجد يطالهم الإقصاء.من حاربوا سدى
فصيحوا .فمولانا الإمام لصرخكم سميع.مجيب .إن تنادونه غــــدا
ليحفظه . الرحمان. والآل أسرة وينصره نصرا.به كلنــــا اقتدى
كلامك هذا أخي فيه الكثير الكثير من المغالطات،أولا الأئمة بشر لهم متطلبات كثيرة في هذه الحياة،والزمن ليس كالزمن،إذ كيف سيعيش الإمام مطمئن البال وأبناءه يذهبون إلي المدرسة عراة وجوعي،يتعرضون للسخرية من طرف زملائهم،إلي متي سيبقي الإمام متسولا في الاحزان والأفراح،بالله عليك هل ما يأخذه من فتات سيضمن له عيشا كريما،ومسكنا لائقا يسكن فيه؟
ثانيا: لماذا خرج الإمام للنضال؟
خرج بعد ما وصل سكين الوزارة إلي أضلعه،ووجد نفسه مجرد بيدق تتلاعب به أهواء المكلفين بالمسجد الذي يزاول فيه مهنته والمندوبية
،يكفي أن ياتي آخر واحد في القرية يطرد الامام من المسجد،
التابعة للوزارة والداخلية