Home»International»العالم العربي و التأرجح بين خريف الظلم وربيع الحرية

العالم العربي و التأرجح بين خريف الظلم وربيع الحرية

0
Shares
PinterestGoogle+

« ……المُلك له بيد الله، يؤتيه من يشاء، فلا تآمر لأخده ولا كيد للوصول إليه …. ولن يـَحكُم أحدٌ في مُلك الله، إلا بمُراد الله، فإن كان عادلا فقد نفع بعدله و إن كان جائرا ظالما، بَشَّع الظلم و قَبَّحه في نفوس كل الناس فَيَكْرَهُون كل ظالمٍ و لو لم يكن حَاكِماً…. و آخر ما أُحِب أن أقوله لك ولعل هذا يكون آخر لقائي أنا بك إذا كنت قَدَرنا فليوفقك الله و إذا كنا قدرك فليعنك الله على أن تتحمل. »

كلمات قالها الشيخ محمد متولي الشعراوي ونصح بها رئيس الدولة حُسني مبارك سابقا، فعندما يسمع الإنسان هذا الكلام سيقول حتما يا ليته استمع له و استوعب كلامه، وعمل به قدر الإمكان…. لكن الله يسهل أسباب الخلاص و يرسم طريقا للحق والعدل، فسبحانه يمهل ولا يهمل.

ليست مصر وحدها هي التي عرفت ثورة شعب، بل استلهمتها من شعب كثر الظلم والجور فيه فانفجر مُؤكداً الخاصية الفيزيائية، التي تقول أن الضغط يولد الانفجار، فصنع ثورة ضد الطغيان والفساد.

فَعَلّم الأَخَرَ كيف يواجه الظلم، و » الحُكْرَة » ….نعم انه هو الشعب التونسي البطل الذي هَرِمَ واشْتَعَلَتْ رُؤُوسُ شعبه شَيْباً من أجل لحظة حرية و كرامة إنسانية، فظهر الحق وزهق الباطل، الظالم وَ »سَنْفَرَ » بِحَياته إلى الأرض المباركة ليَسْتَغْفِر ذُنُوبَه ويُكَفِّرَ عن خطاياه.

فكانت هذه الثورة، بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، فتوالت المظاهرات و الوقفات والتنسيقيات، لتنسق من أجل غد أفضل ومن أجل رفع الظلم عليها لأنه زمن « تسونامي » الكرامة والعدالة الاجتماعية فلا مجال للتقهقر والرجوع إلى الوراء، ولا ينبغي أن نسميها انتهازية واستغلال للظرفية بقدر ما نسميها حالة مد وجزر لأن الإستبداد عَمّر طويلا في العالم العربي فجاء المد وكَوَّن « تسونامي » من الغضب لِيَثْأَرَ لما فات.

كل أعمال البلطجة التي رافقت كل هذه الثورات العربية أرادت أن تفسد على المظلوم فرحته وعلى الشعوب التواقة إلى ربيع من الحرية والمساواة حريتها فبدأت بقطف كل الورود التي أينعت وصنعت ثورتها، فقطفت ما قطفت….. لكن في آخر المطاف لم تستطع أن توقف زحف الربيع الذي جاء من كل حدب وصوب وأعطى للشعوب نوعا من الكرامة ودفع بالعديد من الدول في الانخراط في مسلسل من الإصلاحات والعمل على إسكات وإخماد ما يمكن إخماده في أفق الإخماد الشامل.

لكن ما ينبغي الإقرار به هو أن الثورة التونسية والمتمثلة في البوعزيزي الذي عَزَّ شعبه وأسقط الذل عنه ومن خلاله كذلك استفادت مجموعة من الشعوب وذلك بتحقيق مجموعة من المكتسبات وتكريس مبدأ إشراك الشعب في إتخا د القرار.

فشكرا لك يا بوعزيزي يا بطل…. ونتمنى من الله العلي القدير أن يغفر ذنبك ويتوب عليك، ولا تنسى أن دعوات المظلومين من إخوانك التي ليس بينها وبين الله حجاب.

شفيق بنصفية

Chafik BENSFIA

debdoucity@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *