أو ليس قد جنت على أقطار الوطن العربي ثرواتُها ؟

أو ليس قد جنت على أقطار الوطن العربي ثرواتُها ؟؟؟
محمد شركي
أقبح جناية، وأفدح خسارة، وأعظم مصيبة ، وداهية الدواهي هي تتحول النعم إلى نقم حين تغري بأهلها حسّادَهم ، فيسيل لها لعابهم ، ويكيدون لهم كل كيد ، ويمكرون بهم كل مكر لانتزاعها من أيديهم ، وهذا ما حصل للعرب اليوم في وطنهم الذي حباه الله تعالى بخيرات و ثروات ومقدرات يعجز عن وصفها اللسان، ولا يحصيها عد أو تعداد ، وهي ما بين مطمورة في باطن أرضهم من ذهب أسود وآخر إبريز، وما يفوقهما نفاسة من نادرالمعادن ، وما فوق سطحها مما تنبته بماء السماء أو بما تجري به أنهارها ، وليست بحارهم بأقل خيرات ومقدرات من يابستهم ، فبسبب هذه الخيرات كثر أعداؤهم فأغاروا عليهم في فترة ضعف مروا بها، فاحتلوا أرضهم وقسموها بينهم وخطوا بين أهلها حدودا ذات أسلاك شائكة لا سابقة لها بعدما نفخوا بين جهالهم في أوار النعرات العرقية والطائفية ، وحولوهم إلى إخوة أعداء ، وسعروا بينهم أم قشعم لصرفهم عما يراد بهم من استباحة بيضتهم وهم عن ذلك غافلون ،وعن طمع الجشاع في خيراتهم ساهون ، وكتاب الله عز وجل يتلى فيهم ليل نهار منذرا وواعظا يقول لهم : (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) ، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيهم مرشدة ناصحة ، يقول صاحبها عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام :
» إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، فإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، فإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبح بيضتهم، فإن ربي قال : يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعطيك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من أقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا » .
فها قد تحققت اليوم نبوءة الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام إذ مزق الوطن العربي وفيه أمته كل ممزق، وصار أتباعه يهلك بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا. وآخر هلاك وسبي ما يحدث اليوم في أرض لقمان الحكيم أرض السودان بلاد الحكمة والشهامة والعلم والأدب ومكارم الأخلاق وقد حرش بين جندها المتهور محرش خبيث استأجره لذلك عدو الأمة الورم الخبيث الذي زرع في قلب وطنها المقدس طمعا في الثروات والخيرات والمقدرات ، فسالت الدماء بين المتهورين ،وانتهكت الأعراض ، وبكت الحرائر عرضها ، وجاعت هي وصبيتها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وما يحصل اليوم في السودان حصل بالأمس القريب من قبل في العراق حين أضرم الأعداء بين أهله نار العصبية العقدية فتهالك شيعتهم وسنتهم وانتهكوا أعراضهم ، وانتهى بهم الأمر إلى استباحة العدى بيضهم ، والسطو على خيراتهم . ومثل ما حصل في العراق حصل في اليمن السعيد الذي شقي بجراح صراع أهله بسبب العصبية العقدية المنتنة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدد في النهي عنها . ومثل ذلك حصل في الشام وبنفس العصبية المنتنة أهدرت الدماء وأزهقت الأرواح ، وانتهكت الأعراض . و حصل مثل ذلك في ليبيا الجريحة بسبب عصبية قبلية منتنة فمزقت إلى شرق وغرب أشتد البأس فيهما بين أهلها .
ولا زال المحرشون الخبثاء المستأجرون من طرف أعداء الأمة الملاعين يكيدون للمغرب العربي الكبير لنقل عدوى الهلاك والسبي إليه ـ لا قدر الله ـ وقد حذر منهما رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا وقد وجد الأعداء والمحرشون آذانا صاغية عند بعض السفهاء المتعطشين للدماء الذين يردّون اليد الممدودة إليه بالإخاء وحسن الجوار مصرين على تحقيق ما يرومه الأعداء من أجل الظفر بالثروات والخيرات والمقدرات .
فمتى ستفيق أمة العرب من غفلتها التي طالت وقد انجلى لها مكر الماكرين وكيد الكائدين وطمع الطامعين ، وخبث المحرشين المستأجرين ؟؟؟
أوليس قد جنت على أقطار الوطن العربي خيراتها ؟؟؟





Aucun commentaire