Home»International»أنهى التصريح الأخير لنتنياهو آمال الأنظمة العربية المراهنة على التعايش مع كيانه المستنبت في أرض فلسطين

أنهى التصريح الأخير لنتنياهو آمال الأنظمة العربية المراهنة على التعايش مع كيانه المستنبت في أرض فلسطين

0
Shares
PinterestGoogle+

أنهى التصريح الأخير لنتنياهو آمال الأنظمة العربية المراهنة على التعايش مع كيانه المستنبت في أرض فلسطين

محمد شركي

لا حديث اليوم  في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلا عن تصريح رأس الكيان الصهيوني الذي كشف عن أطماعه علانية فيما سماه الوطن التلمودي القومي لليهود ،وقد خط له حدودا جغرافية  طالما تحدث عنها ساسة هذا الكيان من قبل، وهي كما يلي :

 بعد تهويد كل الوطن الفلسطيني بضم غزة والضفة الغربية ،سيتم ضم لبنان ،وكل الأردن ، وجزءا كبيرا من سوريا ، وجزءا من العراق مع  كامل الكويت ، وجزءا كبيرا من شمال السعودية ، وجزءا لا يستهان به  من مصر ، وهو ما كان يشار إليه  دائما بالوطن القومي لليهود ما بين الفرات والنيل .

ولا ندري هل هذا التصريح قصد من ورائه نتنياهو التهديد لإسكات العرب عن ضم الضفة والقطاع أم أنه رأى الوقت مناسبا للتصريح  بأطماعه  في البلاد العربية  ،وهي أطماع لا يمكن أن تقف عند الخريطة التي لوح بها ،بل ستمتد جغرافيا إلى أبعد من ذلك بكثير ؟

و لقد كان من المفروض أن يؤخذ هذا التصريح  الخطير والمتهور من مجرم حرب مطلوب لدى العدالة الدولية بسبب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة  أن يسمع العالم برد فعل عربي كعقد قمة عربية طارئة أو دعوة مجلس الأمن للانعقاد أو إلغاء المعاهدات الموقعة مع هذا الكيان المارق أو إلغاء كل  أشكال التطبيع معه أو حتى إلغاء الاعتراف بوجوده ،واعتباره محتلا يهدد الأمن والاستقرار في الوطن العربي من خليجه إلى محيطه ، وهو تهديد لأمن واستقرار العالم باعتبارالأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية إلا أنه لا شيء من مثل ردود الفعل هذه أو غيرها سمعنا بها ،بل مرالحدث وكأنه أمر طبيعي أو كأن الأمر يتعلق  بمؤامرة حيكت بليل وحان أوان تنفيذها .

ومع انعدام التناغم بين الأنظمة العربية فيما بينها من جهة ، ومن جهة أخرى فيما بينها وبين شعوبها الرافضة للاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ولتهويد القدس ، ولهدم المسجد الأقصى ، و نسف باقي المقدسات الإسلامية بلغ الغرور برئيس وزراء الكيان المحتل حد كل هذا التجاسر المعلن على العرب قادة وشعوبا وهو مستقو بالإدارة الأمريكية ،وببعض مثيلاتها الأوروبية  التي عطلت  من أجله كل المؤسسات والقوانين والأعراف الدولية كي يعربد كما يريد دون رادع من قوة أو من قانون يوقفانه عند حده .

وإذا كانت الأنظمة العربية قد لزمت الصمت إزاء هذا التصريح المتهور  من مجرم حرب  كان من المفروض أن يكون وراء القضبان ينتظر المحاكمة والعقاب ، فإن الأمة العربية لا يمكن أن تسكت عليه ، ولعل ما فاه به سيكون الشرارة  الولى التي ستقدح نيران غضبها الكاسح وقد طال بها انتظار قرارات صارمة من لدن أنظمتها ، وشق عليها  كثيرا أن ترى الشعب الفلسطيني يباد بكل وحشية وهمجية تقتيلا، وتجويعا ،وتهديدا بالتهجير .

ولئن تم سكوت الأنظمة العربية على ضمن الضفة والقطاع  إلى الكيان المحتل كما يصرح بذلك كل مجرمي الحرب الصهاينة ، فإن ما أدلى به من يرأس كيانهم واقع لا محالة ،وأول ضحاياه هو هذه الأنظمة التي تستخف بإرادة شعوبها ، وهي  في الحقيقة تغامر بوجودها واستمرارها مصدقة وعود وعهود من عهود لهم ، ولا يؤمن غدرهم بشهادة خالقهم  في الكتب المنزلة من عنده  قبل شهادة الخلق ممن عاشروهم وساكنوهم ، وقبل شهادة التاريخ  الذي لا يمكن طمسه .

ويبدو أنه لا بد من تصريح مضاد وجاد مصحوب بإجراءات فعالة مقابل تصريح نتنياهو من  طرف الأنظمة العربية كلها دون استثناء، ومن طرف كل الشعوب العربية، وهو ما سيضطر الكيان المحتل للزوم غرزه ، والتفكير الجاد في العودة  إلى حيث كان سنة 1948 عوض الحلم  والوهم بالتوسع ، وبسط النفوذ مع الاستقرار والأمن وسط محيط بشري زاخر هادر لا قبل له به قبل أن يضطر إلى ذلك اضطرارا ،وهو مندحر،ذليل ،حقير كما يعتقد ذلك اعتقادا  راسخا جازما ،وهو عنده في حكم اليقين ، علما بأنه لا يأمن نوائب الدهر الذي قاعدته المطردة الراسخة  » يوما لك وآخرعليك » إلا مغرور متهور، ومن سره زمن ساءته أزمان.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *