قصيدة : » إلى المولى الضراعةُ والشكاةُ + وقد فسد المُسدِّدُ والسدادُ » شعر : محمد شركي

قصيدة : » إلى المولى الضراعةُ والشكاةُ + وقد فسد المُسدِّدُ والسدادُ «
شعر : محمد شركي
ظرف القصيدة : حلول مناسبة الهجرة النبوية الشريفة .
وَلِهــــتُ بها وأضناني السُّهــــــــــاد ومــا رقّـــــتْ لِذِي ولــهٍ سعــــــــــادُ
يُعـَــــاوِدني سُهـــــــادي كل ليــــــلٍ ومُضْنِيَتي يَلِـــــــــــذُّ لها الرُّقـــــــــادُ
وأرقـــــبُ طيفَهــــا ليــــلاً فَيجِفـُــــو ويَضْرَى العِشــــــقُ ليس له رمــــادُ
جُنِنْتُ بهــــا كمخبـــــــولٍ بِلَيْلَــــــى فمــــــا اهتمـــتْ لـِـــِذي خَبَلٍ سعـــادُ
صرفـــتُ شبِيبَتِي في عِشق رِئْـــــٍم وفاتنـــةٍ بهـــا عَلِــــــــقَ الفــــــــؤادُ
وَبَعْــــدَ الشَّيْــــبِ لازمنــــي هَوَاها لـــه ضـــــرمٌ ودَيْـــــدَنـُـه العِنــــــــادُ
هِــــــيَ الدُّنيــا وعاشقُهـــا تَــــــوِيٌّ وخُلَّبُهــــا بـــه يشقـــــى العِبــــــــــادُ
تُغْريهِـــــــمْ ومنظــرُهــــا بَهِــــــيٌّ وتـُـــؤْذِيهـــمْ ومَلْمسُهـــــا قَتَــــــــــادُ
وتُــــــــزْهِرُ فــــي أَوَانٍ ثـــم تغدو مُحطَّمَـــــــة ً أَطَايِبُهـــــــــا تُبَــــــــادُ
وناكثـــــــةٌ كَرِيطَــــــةَ بِنْتِ عَمْرٍو فَتُخْلِفُنــــــا ويَنْتَكـِـــسُ المُـــــــــــرادُ
متـــــاعٌ من غُرورٍ ثـُــــمَّ تَفْنَــــــى ويَقْنِصُنا الــــرَّدى ولــه زِنَـــــــــــادُ
فنُقْبَـــــرُ في الثَّرَى جِيَفًا ونَفْنَــــــى وتُعْــــوِزُنا المَطَــــــــارفُ والوســـادُ
ونُبعث ُ في القيامـــــة من جديـــــدٍ تُسائِلُــــــــنا ملائكـــــــــــةٌ شــــــــدادُ
ولا يَخْفَــــــى على الدَّيَّـــــانِ شيء ٌ لَنَــــا صُحـُـفٌ يُسَوِّدُهـــــا المِــــــداد ُ
فَيَنْجُـــــــو من تَزَّكَّـــــــى في حياةٍ ويَشْقَـــــــى مَنْ تَعــــاَوَرَهُ الفســــــادُ
وَمَــــا تُرْجَــــى الشفاعـــةُ مِنْ نَبِيٍّ سِوَى المَّاحِـــــــي يُشَفِّعُـــــهُ الجـــوادُ
هُــــوَ المَبْعـُـوثُ في الآنَـــــامِ طُرًّا وَمُنْقِذُهـــــــم شفاعتُـــــــــــه تُــــــرادُ
فَمَــــنْ كَمُحَمَّــــدٍ لِلْخَـــــــيْرِ يَهْدِي شريعتُــــــــه الهدايـــــــــــةُ والرَّشادُ؟
بِمَولـــــــدِه ومَبْعثِــــــــــــه تَنَاهَى كمــالُ الدِّيـــــن وانْعَتَـــــــقَ العِبــــــادُ
وهِجرتـُـــه هَدَتْ قومًــــا وشادَتْ لَهُـــمْ عِــــــزًّا فكـــــــان لَهـُمْ قِيـــــــادُ
وخلَّــــــف لِلْوَرَى هَدْيًــــا ونُورًا وهالتـُــــــه يُضَـــاءُ بِهـــــــا السّــــــوادُ
أميـــــنٌ قبـــــل بعثتِـــــــهِ صَفِيٌّ وذُو سَمْــــتٍ يَهُـــــــشُّ لَـــــــهُ الـــوِدادُ
حباهُ الله عِـــــــزًّا واصطفـــــــاهُ علــــــى رُسْــــــلٍ فكــــان لــه الـــرِّيـادُ
ولقَّنَـــــــهُ مــن التَّنْزِيـــــــــلِ آيًا ليُنْقـِــــــــــــذَنا إذا أَزِفَ المَعـــــــــــــادُ
رســــــــــولُ الله أمدحه بِشعري لِيَـــــرْفِــدَنِي إذا عَـــــــزَّ الـــــرِّفـــــادُ
مديحـــــــك يا نبـــيَّ الله طَوْقِــي ومَنْجَاتِـــــــــي إذا يَئِــــــس العِبـــــــــادُ
ألم يُعْتِــــقْ رســـولُ الله كَعْبـًــــا جَــــــــرِيرَتُه عُقوبتـُــــــــها الصِّفـــــادُ؟
فكيــــــف بِمَـــــنْ يُتَيِّمُه غــــرامٌ بِخَيـْـــــرِ الخلــــــقِ حَـــــقّ لـــه الوِدادُ؟
أهيـــــــمُ بـــه وما يُرْوى غليــلٌ وهَـــــــلْ يُـــرْوَى إذا صَــــدِيَ الفــــؤاذُ؟
بطلعتِـــــــه البهيّـــــةُ قــــد تَمَلّى ذَوُو قُـــــــرْبٍ ومــــــا حَظِـــــيَ البِعَـــادُ
تُمَنِّهـــــــــمْ بِـــــرؤيتـِـــه مَنَامًــا قلــــــــوبٌ قـــــد تَمَلَّكـــــــها الــــــــِودادُ
عظيــــــمُ الحَـــظِّ في الناس راءٍ يَــــــــــرَى بَـــــدْرًا تَنُـــــــورُ به البـلادُ
ومــــا شُــــدَّتْ لِذِي قَدْرٍ رِحــالٌ سِـــوَى المبعــــوثِ خُــــصَّ بــــه الوِدادُ
ومَــــــرْقَدُهُ ومِنْبَــــــرُه جِنــــانٌ تُعَطِّــــــرُها رياحيـــــــنٌ جِيـــــــــــــــادُ
لَئِــــــنْ أجثـــــو بِروْضَتِه رجاءً يُخلِّصُنــــــي مِــــنَ الرِّبْــــــقِ الجــــــوادُ
رســــــولَ الله قَـــدْ حُـــــمَّ البلاءُ وأنــــــــتَ لَنـَــــا الوليجـــــــةُ والمـــــلاذُ
فَأَدْرِكْــنَـا لقــــد عَظُـــم المُصابُ وهـــــــذا الجيـــــــلُ أَثْخَنَـــــــهُ الفســـــادُ
وَلَــمْ يَهْجُــرْ مَعَاصِيَ إِذْ تفشَّــتْ وَلاَ الأَعْـــــراضُ يُحْصِنـــــها الـــذِّيـــــادُ
كتـــــــابُ الله منبـــــــــوذٌ وراءً وَسَنُّـُـــكَ والهُــــــــــدَى وهُمَـا العِمَـــــــادُ
وَمَـــــا تَسْدِيــــدُ تَبْلِيــــٍغ بِمُجْدٍ ومِنْبَــــــــــرُهُ يُغَــــــرْغِـــــرُ أو يَكـَــــــــادُ
وَمَــــا تَسْدِيــــدُ تَبْلِيـــــٍغ بِمُجْدٍ إذا خُطَـــــــــــبٌ يُهـَــــــدِّدُها الكَسَــــــــــادُ
وَمَـــا تَسْدِيــــدُ تَبْلِيـــــٍغ بِمُجْدٍ بِأَقْــــــــــــَوالٍ تُكَـــــــــــــرَّرُ أو تُعــــــــادُ
وَمَـــا تَسْدِيـــدُ تَبْلِيــــــٍغ بِمُجْدٍ إذا الإبـــــــداعُ أَبْعَـــــــــــدَهُ الجِحَـــــــــــادُ
وَمَـــا تَسْدِيـــدُ تَبْلِيــــــٍغ بِمُجْدٍ إذا أَهْقـَـــــــــى مَعِيشَتَـــــــنا النَّــــــــــــكَادُ
وَمَــا تَسْدِيـــدُ تَبْلِيــــــٍغ بِمُجْدٍ إذا التَّعْلِيــــــــمُ أَعـْــــــوَزَهُ الرَّشــــــــــــادُ
وَمَــا تَسْدِيـــدُ تَبْلِيـــــٍغ بِمُجْدٍ إذا التَّطْبِيـــــــــــبُ أَفْلَـــــــــسَ والعَتَـــــــادُ
إلى المَوْلَى الضَّرَاعَةُ والشَّكَاةُ وَقَـــــــــدْ فَسَــــــــدَ المُسَـــــــدِّدُ والسَّــــدَادُ





Aucun commentaire