Home»National»الوزارة الوصية على الشأن الديني تصدر قرارا بمنع تثبيت كاميرات المراقبة في المساجد

الوزارة الوصية على الشأن الديني تصدر قرارا بمنع تثبيت كاميرات المراقبة في المساجد

0
Shares
PinterestGoogle+

الوزارة الوصية على الشأن الديني تصدر قرارا بمنع تثبيت كاميرات المراقبة في المساجد

محمد شركي

أبلغني هذا الصباح أحد الفضلاء أن أحد المصلين سرق منه معطفه  بما فيه من المكان المخصص للوضوء بأحد مساجد مدينة الدار البيضاء وهو يتوضأ ، فقرر تطوعا منه اقتناء كاميرات المراقبة  لفائدة هذا المسجد لمنع عمليات السطو على رواده إلا أن الوزارة الوصية على الشأن الديني أصدرت قرارا بمنع استعمال تلك الكاميرات في جميع المساجد مع أن بعضها كان مزودا بها منذ مدة دون علمها .

وإذا كان من غير اللائق تثبيت كاميرات المراقبة في الأماكن المخصصة للوضوء لأنها بيوت خلاء ، كما  أنه لا يمكن تثبيتها في الحمامات لأنها ستكشف عن العورات ، فإن وجودها داخل المساجد لا يوجد ما يبرر منعه  بل قد تكشف عمن يمارسون السرقة فيها حين ينشغل المصلون بأداء الصلوات . وقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات للصوص ذكورا وإناثا يسطون على حقائب وأحذية  وحاجيات المصلين والمصليات .

ويبدو أن قرار الوزارة ربما كان لأسباب أخرى لم تفصح عنها منها على سبيل المثال رصد تلك الكاميرات خطب الخطباء ودروس ومواعظ الوعاظ ، الشيء الذي  يؤثر على عمل من يسدون مسد عيونها من الذين يوافونها بالأخبار والتقارير ما صح منها وما لم يصح أو ما يتأولونه تأويلا ـ الشيء الذي ربما سيجعلها تستغني عنهم باستعمال كاميرات المراقبة .

ولعل هذا الذي أصدرت الوزارة قرارا بمنعه يكون ذا جدوى كما أفادت تقنية  » الفار  »  في لعبة كرة القدم التي صارت تحمي الفرق الرياضية من حيف الحكام وأخطائهم  وهفواتهم في التحكيم . وإذا كانت لعبة كرة القدم وهي مجرد لهو قد فكر أصحابها في هذه التقنية لتصحيح الأخطاء المحتملة فيها من شرود أو ما يستوجب ضربات الجزاء أو العنف بين اللاعبين ، فأولى بالوزارة الوصية أن تعتمد هذه التقنية لتصحيح ما قد يقع في بيوت الله عز وجل  حيث الجد من أخطاء وتجاوزات سواء كانت صادرة عن الخطباء والوعاظ أو عن المراقبين أو المخبرين .

ومعلوم أن المراقبين أو المخبرين مهمتهم كمهمة حكام لعبة كرة القدم ، وربما كان عدده كعدد هؤلاء أو يزيد حسب ظروف المساجد . ولما كانت قرارات حكام كرة القدم معرضة للخطإ في التحكيم و التقدير ، فمن الممكن أن يقع نفس الخطإ في تقدير من يراقبون الخطباء والوعاظ ، فيقوّلونهم ما لم يقولوا أو ما لم يكن ذلك قصدهم ، لهذا يحسن بالوزارة الوصية على الشأن الديني أن  تستفيد من تقنية  » الفار  » هي الأخرى وتستعملها في المساجد خصوصا في ما يقدم فيها من خطب ودروس ومواعظ . ولا شك أن وجودها سيمنع الخطباء والوعاظ من الوقوع في المخالفات وفي نفس الوقت يجعلهم  يقتنعون حين تصدر عنهم ، كما أنها تحميهم من افتراءات المفترين من المراقبين والمخبرين .

وإذا كانت الوزارة لا تقبل بهذه التقنية ،فهذا يعني أنها تتعمد الاعتماد على ما يرفع إليها من تقارير دون تأكد من صحتها ومصداقيتها ، كما أنها تتعمد إخفاء الأدلة الدامغة على ظلم من تريد توقيفهم من الخطباء والوعاظ  مع أنه يوجد نص قرآني يدعو إلى تبيّن الأخبار المنقولة حتى لا يصاب أحد  بجهالة . وما أظن أنها توجد وسيلة لتبيّن الأخبار أفضل من تقنية  » الفار  » شريطة ألا يعبث بها العابثون لحاجة في نفوسهم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *