Home»National»« الدين النصيحة »

« الدين النصيحة »

0
Shares
PinterestGoogle+

 بسم الله الرحمن الرحيم

« الدين النصيحة »

نظمت منسقية الشرق للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، الملتقى الجهوي الثاني للغة العربية، في موضوع اللغة العربية في التعليم المغربي الواقع والرهانات، وذلك يومي 28 و29 دجنبر 2018. وقد حضر هذا الملتقى نخبة من المفكرين والأساتذة الجامعيين الذين أبلوا البلاء الحسن في الإلمام بموضوع اللغة العربية وأهميتها في الحفاظ على هوية المغاربة وبناء شخصيتهم، وكذا الدسائس التي حيكت ضدها منذ ما قبل الاستقلال والتي لا زالت تُحاك ضدها من خلال مخططات بدأت منذ النشأة الأولى للفرنكوفونية سنة 1889 مرورا بتبنيها في البرنامج السياسي للجنرال دوكول سنة 1944، ثم تخصيصها بميزانية فرنسية سنة 1962 والدفاع عنها بمقولته المشهورة « qui parle français achète français » حسب الأستاذ أبو زيد، وصولا إلى ما نحن عليه الآن من احتقار ممنهج للغة العربية وكل ما يرتبط بها، ضدا على الدستور  وعلى هوية المغاربة، كل ذلك بسبب الرضوخ الصارخ للفرنكوفونية وإملاءاتها في مختلف المجالات، ولنا فيما يُفْعَل في تعليمنا أسوأ مثال على ذلك.

وإذا كان من الإنصاف بل من الواجب تقديم الشكر الجزيل لكل المساهمين في تنظيم هذا الملتقى على المجهودات التي بذلت وعلى رأسهم الأساتذة الذين اتسمت مداخلاتهم بالتكامل في تطرقهم للموضوع بحيث يجد كل مهتم ضالته من الزاوية التي تعنيه.فإنه كان من الممكن أن يكون الملتقى أكثر جدوى وأكثر خدمة للغة العربية من خلال ربط القول بالعمل وإعطاء صورة حية للنموذج المتوخى، ومن ثمة محو الصورة القاتمة التي تُخيم على جل إن لم أقل كل الأنشطة التي تَمُتُّ للثقافة العربية الإسلامية بصلة والمتمثلة أساسا في عدم احترام الوقت. ولعل هذا ما يُعاتب عليه الإخوة المنظمون، ذلك أن تمكين الحضور ببرنامج اعتمدوه في إعداد برامجهم الخاصة، ثم اعتماد برنامج مخالف يصعب الدفاع عنه رغم كل التبريرات الممكنة. إذ كيف يمكن لعاقل يعرف قيمة الوقت أن يستسيغ الإعلان عن الشروع في تقديم العروض ابتداء من الساعة التاسعة صباحا ولا يتم إلا في حدود العاشرة، ولا كيف يتم الإعلان عن تدخل في البداية ويتم تأجيله إلى النهاية، وذلك دون إعلان صريح عن التأجيل. ألم يكن من الممكن إعداد برنامج جديد يستجيب للمستجدات التنظيمية إن كانت فعلا تستحق تغيير البرنامج وعرضه بشكل مستمر على الشاشة الإلكترونية احتراما للمنظمين أنفسهم قبل احترام الحضور، أمَّا أن نقوم بأسر الحضور لمتابعة جميع المداخلات دون أن يعرفوا المداخلة التي تلي سابقتها، حتى إذا خرج أحدهم لأداء الصلاة فاتته المحاضرة التي انتضرها مند التاسعة صباحا.

من أجل هذا ومن أجل أمور أخرى لا أريد الخوض فيها، وانطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم « الدين النصيحة » أرجوا أن يَقبل مني الإخوة المنظمون الذين لا أشك في إخلاصهم في خدمة اللغة العربية وثقافتها النصائح التالية:

  • العمل على احترام الوقت والالتزام به تنفيذا لقول رسول صلى الله عليه وسلم: ((اِغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ)) حيث لا يمكن التعامل مع هذه المراحل خارج الوقت، وإنما يتعين الإسراع بإنجاز أكبر ما يمكن إنجازه لأنه إذا كان الإنسان يعلم بداية مرحلة ما فإنه لا يعلم نهايتها، وهو الاتجاه الذي ذهب إليه البيت الشعري التالي: « الوقت أنفس ما عُنيت بحفظه ـــــــ وأراه أسهلَ ما عليك يضيع »
  • الالتزام بالبرامج التي يتم الإعلان عنها في البداية خاصة وأنه يتم بذل مجهود معتبر في إعدادها إن على مستوى الوقت أو على المستوى المادي حيث استعمال الورق المقوى والألوان مكلِّف.
  • إدراج أوقات الصلاة ضمن البرامج لأنه لا يمكن لمن ينتسب للثقافة العربية الإسلامية أن يغفل عن هذا الأمر لقوله تعالى: » إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا » (الآية 103 من سورة النساء)، مع العلم بأن أهمية اللغة العربية من أهمية الدين والقرآن ولولاهما لما كان للعربية شأن يذكر.
  • في حالة حدوث طارئ يُضطر معه لتغيير البرنامج يتعين إخبار الحضور بالطارئ وبالتغيير الذي يرافقه حتى يكون الكل على بينة من أمره ويعلم أن الأمر جَدٌّ وليس مزاجا أو إرضاء لرغبة عابرة، ومن ثم يعمل كل واحد على تكييف برنامجه الخاص مع التعديل أو التعديلات الطارئة.

إن كتابتي لهذه الكلمات تتغيى النصيحة لا غير وهي ناتجة عن غيرتي عن اللغة العربية والثقافة المرتبطة بها والتي نسيء إليها في أحيان كثيرة أكثر مما نخدمها من حيث لا ندري، مما يعطي الفرصة كاملة لأعدائها قصد مهاجمتها بربطها بممارستنا هاته التي لا تمت لها بصلة. أرجو أن يتم بذل مجهود إضافي والعمل مستقبلا على تجاوز مجموعة من العوائد السيئة التي أصبحت عنوان كل لقاءاتنا على الرغم من نبذنا لها. » إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ  » صدق الله العظيم.

الحسن جرودي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *