Home»International»العالم العربي بين معطيات الماضي وآفاق المستقبل

العالم العربي بين معطيات الماضي وآفاق المستقبل

0
Shares
PinterestGoogle+

بين معطيات الماضي وآفاق المستقبل

بقلم : ذ.عبد الفتاح عزاوي

       عرف الوطن العربي منذ حرب الخليج الأولى تراجعات متتالية على جميع المستويات والأصعدة ،نتيجة السياسات الفاشلة التي نهجتها القيادات العربية ،مما أدى إلى تبخر أحلام الشعوب العربية في الوحدة واللحاق بركب الدول المتطورة ،فهل نؤدي اليوم ثمن السلوكيات المتسلطة لنخبة عربية مريضة حولت الأحلام إلى أمال ،وما السبيل إلى استنهاض الهمم والتوجه نحو مستقبل أفضل ؟.

       إن الوضع المتشظي الذي تشهده العديد من الأقطار العربية المتسم بالتدمير والتخريب وتفكيك البنى الاجتماعية ، يعكس هول السقوط الأخلاقي الكارثي الذي وصل إليه الإنسان العربي حاكما أو محكوما ، في لحظة زمنية  أصبح فيها التضامن العربي من ذكريات الماضي ، وتم التخلي التدريجي عن القضية الفلسطينية التي كانت توحد الأمة في أكثر من مناسبة ، وأضحى فيها شعار التنمية مناسباتيا رغم الإمكانيات الضخمة التي يعج بها هذا الوطن، فتحولت النعم إلى نقم وأدوات دنيئة تستعمل في إذكاء نار الفتن الطائفية وتصفية الحسابات الضيقة ، هذا فضلا عن تقزيم دور الجامعة العربية واستبدالها بتكتلات إقليمية كمجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي الذي لم يفعل لحد الآن.

        لو أردنا تعداد مستويات الفشل والإخفاق ، فـلن تكفينا عشرات المقالات ، إذ يكفي أن ننظر من أعلى لخريطة هذا الوطن الجريح التي أصبح لونها أحمر قاني ، وأصبح معها صوت أبي العلاء المعري ينبعث في ذواتنا مرددا : خفف الوطء … ماأظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد .  

        في خضم التكهنات السياسية الراهنة ،لايمكننا إلا أن ننظر إلى المستقبل بوصفه يقدم إمكانيتين تاريخيتين لامفر منهما : إما استمرار هذه الأزمات الداخلية التي أصبحت تهدد وجود العديد من الأقطار العربية ، وإما تجاوزها إلى وطن عربي يعانق حلم الوحدة والتضامن والتنمية المستدامة شكلا ومضمونا وآفاقا .فهل تستيقظ أمة العرب من سباتها ،أم أنه لاحياة لمن تنادي .

fattahazz@yahoo.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *