مثالية الاسلام

قد نتكلم عن المثالية,ولكن قلما نعرف معاناها ومغزاها,وقد يستشعر المرء انه شخص مثالي بحكم ذاتي على نفسه,من خلال عمل قدمه فأحس أنه اجاد العمل,ونسي أن الحكم على نجاح العمل أو فشله يكون من المحيطين به,ويكون من مؤشرات تدل نسب النتائج.
وقد يستشعر اخر انه الانسان المثالي,لأنه ألجم لسانه عن تجريح الاخرين,ونسي أن الحاق الضرر بالاخر قد يكون بجوارخ اخرى غير اللسان,فقد يكون قلبا حاسدا,او يدا متسلطة,او كبرا بينا.
وقد يخال احد انه الرجل المثالي,لأنه تصدق على مسكين,فأمسى ينسج حكايات الفخر بصدقته,ونسي أن المتصدق النبيل هو من اعطت يمناه صدقة لاتعرف يسراه قيمتها,فجعله الله في قائمة المستظلين بظله يوم لا ظل الا ظله.
وقد تظن امرأة أنها الزوجة المثالية,من خلال مظهرها الخارجي,وهدوئها الدائم,لكنها نسيت أن ذلك ما هو الا جزء بسيط من صفات المثالية,فالحياة الزوجية تتطلب صفات أخرى غير المظهر ومنها الاحترام واللباقة والتفتح والاخلاص والتحمل.
وقد يظن الميثالية رجل,بأناقته وحسن لباسه,وطيب روائحه,ونسي أن الميثالية أبعد مما يظن,لأنها ليست في المظهر الجميل بل هي في الصفات العلا,ونبل الأخلاق وحلية الفضائل,ومنها الثقة الجامحة في النفس,الصدق في الاعمال والاقوال,الجدية والاجتهاد في العمل مهما كان,حس المغامرة والشجاعة وقوة الشخصية.
ولا غرو فان كثرة المثاليين في مجتمع معين تقوده لا محالة الى المثالية العظمى,ولن اكون مخطئا اذا قلت أن التاريخ لم يشهد مجتمعا مثاليا كما شهده مع الاسلام,خاصة في المجتمع النبوي,لأن المجتمع النبوي تمسك بتعاليم الدين الحنيف من الأحكام والتشريعات فتمثلت في الرحمة والصدق والاخلاص والاتقان والحب والاخاء والسماحة واليسر والتواضع والرفق,ومن الضروري أن يفوز هذا المجتمع بالرتبة الاولى في المثالية,لأن النبي (ص)عاش في كنفه,وهو القدوة والمثل الأعلى في الاخلاق وحسن المكارم.
وقد يتساءل البعض,السنا اليوم على ملة النبي المصطفى,فكيف تقلصت معالم المثالية؟
ان الله وحده الموصوف بالكمال,والبشر من شأنه التقصير والخطأ,وحتى المجتمع النبوي لم يخل من هذا الخطأ الا أن الله شرع عددا من أنواع التاديب في حق المخطئين,بغية الحصول على مجتمع على هذه الدرجة الرفيعة من الجودة,لأنه المجتمع الذي أخذ بيده مشعل الرسالة,وقد قال (ص):خير القرون قرني ثم الذين يلونهم
ان التفاوت في تطييق مثالية الاسلام يتجلى من مجتمع لاخر حسب الظروف والتوجهات,ومثالية الافراد قلت بقلة مثالية المجتمعات,لأن الفرد يتأثر بما يراه في مجتمعه,الا من كان راسخا في العلم,متشبثا بتعاليم الرسالة وتقاليد الاجداد.






Aucun commentaire