لماذا تعرض اميركا ذهاب السلطة الى الامم المتحدة
لماذا تعارض أميركا ذهاب السلطة إلى الأمم المتحدة
يوسف حجازي
هذا سؤال مسكون بالسؤال ، والسؤال هو هل تكفي هذه المعارضة لكي تتحمس السلطة وتندفع إلى الذهاب إلى الأمم المتحدة ، وهذا سؤال مسكون بالسؤال ، والسؤال هو هل تعني المعارضة الأميركية أن ذهاب السلطة إلى الأمم المتحدة خيار في الاتجاه الصحيح ، وهذا سؤال مسكون بالسؤال ، والسؤال هو هل يعني الذهاب إلى الأمم المتحدة القطيعة بين السلطة وأميركا ، وبعبارة صغيرة لأن أكثر المشاكل تعقيدا يمكن حلها بأبسط العبارات نستطيع أن نقول ومن خلال نظرة موضوعية تتطابق مع طبيعة الواقع وطبيعة الأمور، لأن من يريد مغالبة الواقع يجب عليه أن بفهم طبيعة الواقع ، ومن يريد مغالبة الأمور يجب عليه أن يفهم طبيعة الأمور ، أن المعارضة الأميركية ليست كافية لكي تتحمس السلطة وتندفع إلى الذهاب إلى الأمم المتحدة ، لأن المعارضة الأميركية لا تنطلق من موقف موضوعي حيادي يتطابق مع المنطق والتاريخ والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية وحقوق الإنسان ، ولكنه موقف ينطلق من منطلقات أيديولوجية دينية بروتستانتية تؤمن بالنبوءات التوراتية ، ودور البعث اليهودي في تشكيل المرتكزات الفكرية للأمة الأميركية ، وخاصة المرتكزات الفكرية للديانة البروتستانتية التي تتقاطع مع الديانة اليهودية من خلال العهد القديم ( التوراة ) ، المرتكزات التي دفعت الرئيس ودر ولسون إلى القول ( أن ربيب بيت القسيس يجب أن يكون قادرا على المساعدة في إعادة الأرض المقدسة إلى أهلها اليهود ) ،
ومن الموقف الأيديولوجي الديني البروتستانتي تنطلق كل المواقف الأخرى السياسية والتاريخية والثقافية في حماية وجود إسرائيل ، وحماية أمن إسرائيل ، وحماية مصالح إسرائيل ، ودعم الاستيطان والتوسع الإسرائيلي ، والضغط على النظام الإقليمي لرسم خارطة سياسية جديدة للشرق الأوسط تكون إسرائيل فيه دولة المركز ، وذلك بالإضافة إلى القواسم المشتركة الأخرى بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ، لأن كل دولة من الدولتين قامت علي ارض مسروقة ، أميركا قامت على أرض مسروقة من الهنود الحمر وإسرائيل قامت على ارض مسروقة من الفلسطينيين ، ولأن كل دولة من الدولتين قامت على الهجرة ، أميركا قامت على الهجرة الأوربية البروتستانتية والكاثوليكية وإسرائيل قامت على الهجرة الأوروبية اليهودية ، ولأن كل دولة من الدولتين قامت كرأس جسر للاستعمار ، أميركا قامت كرأس جسر للاستعمار البريطاني في العالم الجديد وإسرائيل قامت كرأس جسر للاستعمار البريطاني في الوطن العربي ، ولأن كل من الدولتين قامت على الإرهاب والتطهير العرقي ، أميركا قامت على الإرهاب والتطهير العرقي للهنود الحمر وإسرائيل قامت على الإرهاب والتطهير العرقي للفلسطينيين ، ولأن كل دولة من الدولتين قامت على يد المغامرين الإرهابيين ، أميركا قامت على يد المغامرين الارهابين الأوروبيين البروتستانتيين وإسرائيل قامت على يد المغامرين الإرهابيين الأوروبيين اليهود ، ولأن كل دولة من الدولتين قامت على عقيدة أن الدولة كائن حي ، أميركا احتلت جمهورية تكساس في عام 1845 وكاليفورنيا وجزء كبير من جنوب غرب أميركا في خطة القدر الحتمي في عام 1848، وإسرائيل احتلت الضفة والقدس وغزة والجولان وسيناء في عام 1967 ، وجنوب لبنان حتى العاصمة بيروت في حرب 1982، ولأن كل دولة من الدولتين وبقدر ما تتغنى بالديمقراطية نظريا بقدر ما تمارس الدكتاتورية سلوكيا وخاصة في سياستها الخارجية ، ولأن كل دولة من الدولتين دولة تجميعية ، أميركا قامت على تجميع المغامرين الأوروبيين من المهربين والمساجين والمضطهدين دينيا ، وإسرائيل قامت على تجميع المرابين من الانعزاليين والمجرمين وعصابات المافيا وتجار الجنس اليهود ، ولذلك نرى أن كل دولة من الدولتين تمتلك نفس الأساس في النشأة ، ونفس الأساس في التطور ، ونفس الأساس في الفكر ، ونفس الأساس في الفعل ، وأن كل دولة من الدولتين تنطلق في العلاقات الإقليمية والدولية من موقف إذا ربحت يجب أن تربح كل شيء وإذا خسرت يجب أن لا تخسر شيئا ، وهذا يفسر موقف أميركا من ذهاب السلطة إلى الأمم المتحدة ، لأن الرفض الأميركي ينطلق من مكونات السياسة الأميركية وطبيعة المجتمع الأميركي التجميعية والمصالح الأميركية ، لأن الذهاب إلى الأمم المتحدة قد يعني خروج ملف الشرق الأوسط من يد أميركا ،
وقد يعني فشل أميركا في حل مشكلة الشرق الأوسط أو إدارة مشكلة الشرق الأوسط ، وقد يعني تغيير مرجعية المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية من المرجعية الأميركية إلى المرجعية الدولية وأميركا تعارض أي مرجعية دولية لمشكلة الشرق الأوسط ، وقد يعني تجاوز رؤية باراك اوباما في دولة فلسطينية في حدود الجدار وبدون حدود مع الأردن وعدم فتح ملف القدس واللاجئين مقابل اعتراف فلسطين بيهودية الدولة الإسرائيلية ، وقد يعني فشل تيار المساومة وانتصار تيار المقاومة وربيع الثورات العربية ، ولذلك لا يمكن أن يكون هذا الموقف الأميركي سببا كافيا لكي تتحمس السلطة وتندفع في الذهاب إلى الأمم المتحدة ، ولا يعني أن موثق السلطة في الذهاب إلى الأمم المتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح لأن ثمن هذا الموقف سوف يكون في حالة النجاح الاعتراف بالكيان الصهيوني ، والاعتراف بالكيان الصهيوني عدم الاعتراف بفلسطين ، وإلغاء القرار 181 وهو القرار الذي تشترط قيام دولة يهودية غير مسماه بقيام دولة عربية غير مسماة على مساحة 42%22 من مساحة فلسطين ، وإنشاء اتحاد اقتصادي بين الدولتين وحل مشاكل القدس والحدود واللاجئين ، والقرار 194 إلي يتضمن عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم وتعويضهم ، والقرار 273 قرار قبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة الذي يتضمن التزام إسرائيل بالقرار 181 والقرار194 ، ولكن وفي حالة الفشل في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة فسوف يؤدي ذلك إلى زيادة ضعف السلطة مما قد يؤدي إلى المزيد من التنازلات على طاولة المفاوضات ، ولكن وفي كل الأحوال لا يمكن أن تحث قطيعة بين السلطة وأميركا بسبب ذهاب السلطة إلى الأمم المتحدة بسبب البنية السياسية للسلطة ، وبسبب خيار المفاوضات الاستراتيجي للسلطة من جهة ، وبسبب حاجة واشنطن لوجود السلطة في المفاوضات .
Aucun commentaire