خيمة القذافي وحارساته الحسناوات بين « ضحايا » الثورة

تتركز الأنظار على تطورات الموقف في ليبيا بعد فرار العقيد الذي شغل « البلاد والعباد » لأكثر من أربعة عقود بغرابة أطواره وتقلبات ميوله. وقد يكون السؤال الأكثر إلحاحا عن مكان اختفاء الرجل، لكن أسئلة أخرى باتت تطرح نفسها، ربما يكون بينها مصير حارسات القذافي والذكريات عن خيمته الشهيرة.
« أنباء موسكو » – ريما ميتا
تساءل كثيرون منذ بدء الاحتجاجات والمواجهات عن مصير خيمة القذافي الشهيرة التي رافقته في سفره، واستقبلت أهم الشخصيات العالمية وشهدت إبرام اتفاقات وتوقيع عقود، كما حلت ضيفا على الكرملين ذات يوم، وكان لها شرف استقبال زعماء العالم في كل مكان زاره العقيد.
كانت سيرة الخيمة تتردد على صفحات الجرائد كأحد أبرز رموز العقيد الذي طالما فاخر بأنه « أعرابي ينتمي إلى الصحراء ».
وقد يلوم التاريخ الثوار لأنهم أحرقوا الخيمة فور سيطرتهم على باب العزيزية بدلا من إبقائها شاهدا على عصر « ملك ملوك أفريقيا ».
وربما يفتقد كثيرون أيضا أزياء القذافي الغريبة التي كانت بدورها مادة للتندر، وقد يتحسر البعض على غيابها عن شاشات التلفزة فهي كانت تلفت الأنظار أكثر من أحاديث العقيد العتيد الطويلة جدا والتي كان الجزء الأكبر منها يستعصي على الفهم.
أما أكثر ما كان يميز القذافي في صولاته وجولاته فهو « فريق الحسناوات » اللواتي طالما تناقلت وسائل الإعلام صورهن واقفات حول العقيد.
اللافت أن الجيش الذي ضم كما تردد أكثر من 400 فتاة من بلدان مختلفة، اختفى فجأة، مع فرار القذافي وأفراد عائلته من باب العزيزية.
كانت مسألة « حارسات القذافي » مادة خصبة على مدى سنوات طويلة، ألهبت خيال الصحافيين بصور فيها من الإثارة ما يكفي.
فهي جمعت بين حرص العقيد على اختيار حارساته من الجميلات المفعمات قوة وحيوية وشبابا، ولم تقف عند وصف قدراتهن العسكرية وتمرسهن في فنون القتال.
وزاد الموضوع غموضا وإثارة ، حرص الفتيات على الابتعاد عن الأضواء وعدم اقبالهن على الحديث مع الصحافة، ربما بسبب تعليمات صارمة في هذا الشأن من صاحب النعمة.
وثمة قصص كثيرة تداولتها وسائل الإعلام، عن تفاني « جيش الحسناوات » في حماية العقيد، حتى أن بعضهن كن على استعداد لفداء زعيم البلاد بأرواحهن، مثل الفتاة التي ألقت بنفسها على طريق رصاصة قاتلة كانت تستهدف القذافي خلال هجوم على موكبه وقع في العام 1988.
لكن هذا الجيش تلاشى اليوم دون أن يترك أثرا.
قد يكون القذافي الذي لم يتوقع أن يهب الشعب ضده قرر في اللحظة الأخيرة، اصطحاب فتياته معه إلى مخبئه، ربما على أمل أن تحظى الحارسات المخلصات بشرف الدفاع عنه عند المواجهة الحاسمة.
لكن القذافي لم يكن من هذا الطراز، فهو كان مقتنعا بأن الشعب بملايينه سوف « يزحف على الجرذان ويسحقهم »!
ربما كان فاقدا للثقة ب »تلك الملايين الزاحفة معه »، واحتاج لذلك بضع مئات من فتيات حسناوات لحراسته، أو ربما تكشف الأيام أن قصة « جيش الفتيات » ليست إلا واحدة من الأساطير التي اخترعتها وسائل الإعلام للتندر على زعماء قضوا عقودا على العروش ورحلوا عنها وأبرز ما سيكتبه التاريخ عنهم يتعلق بـغرابة الأطوار!.
Aucun commentaire