Home»International»لم يعد أمام الشعوب العربية الثائرة خيار سوى الحذو حذو تجربة الشعب الليبي

لم يعد أمام الشعوب العربية الثائرة خيار سوى الحذو حذو تجربة الشعب الليبي

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد ظلت الشعوب العربية تعير نفسها بالسلبية و الخضوع والاستسلام للأنظمة المستبدة لعقود من السنين خصوصا عندما كان غيرها من شعوب العالم ينتفض ضد الاستبداد والفساد . وكان الحد الأدنى المطلوب من الشعوب العربية هو التظاهر السلمي إلا أن استبداد أنظمتها لم يسمح حتى بهذا الحد الأدنى ، فواجه التظاهر السلمي بقوة السلاح . ولما تأكدت الأنظمة الفاسدة من زوالها بسبب التظاهر السلمي على غرار زوال النظاميين العاتيين التونسي والمصري ازدادت تمسكا بالعنف والدموية. ولقد كان الشعب الليبي أنضج من غيره عندما اختار الرد على النظام المستبد بالعنف المضاد من أجل حماية نفسه من الإبادة الجماعية ، بينما ظل الشعب اليمني والسوري يتعرضان للإبادة الجماعية أمام صمت العالم الذي لايتجاوز التحذيرات الكلامية التي لا تزيد النظامين إلا عتوا واستبدادا. وأمام تسلط النظامين اليمني والسورى وركوبهما قطعان الممجدين ـ على حد تعبير المصلح عبد الرحمان الكواكبي رحمه الله ـ من أجل البقاء في السلطة لأكبر مدة ممكنة لم يعد أمام الشعبين اليمني والسوري سوى نهج أسلوب الشعب الليبي وهو أسلوب الدفاع عن النفس الذي تجيزه كل الشرائع السماوية والوضعية . ولاحق لأحد أن يتهم الشعوب العربية الثائرة بعد خيارحمل السلاح ذلك لأنها خرجت أول الأمر سلميا تطالب بإصلاحات ، فواجهت الأنظمة خروجها السلمي بالعنف المفرط ، وبأنواع الأسلحة المختلفة وبالجيوش المنهزمة أمام الجيش الصهيوني في عدة حروب. وعندما تصير الأنظمة العربية المستبدة في مستوى فهم التظاهر السلمي لشعوبها من أجل الإصلاحات ، وفي مستوى التعامل معه بإيجابية ستلتزم الشعوب العربية به ، أما إذا ما كانت هذه الأنظمة الفاشلة والشمولية والفاسدة متشبثة بمنطق العنف والقوة وفي نفس الوقت رافضة لكل الإصلاحات المعقولة ، فمن حق شعوبها المضطهدة والمقهورة أن تواجه عنفها بالعنف المضاد المشروع والمقدس ، ولا لوم عليها لأن العالم يتفرج عليها وهي تضحي بشبابها بالعشرات يوميا ومنذ شهور. إن تجربة الشعب الليبي أثبتت أنه في حال فشل التجربتين التونسية والمصرية هي الخيار البديل والوحيد لأن الأنظمة الفاسدة بدأت تستعيد ثقتها في أن العالم سيسكت عن بطشها بشعوبها كما هو الحال في اليمن وسوريا . وإذا ما نجح أحد هذين النظامين في إجهاض الثورتين الشعبيتين ـ لا قدر الله ـ فإن باقي الأنظمة الفاسدة ستحذو حذوه ، وتراهن على أسلوب القمع خصوصا في ظل سكوت العالم عليه بسبب مصالح بعض الدول العظمى التي تكيل بمكيالين بالنسبة للثورات العربية لأنها من نوع واحد ولا فرق في الأوضاع بين الشعوب العربية.

والغريب أن بعض الدول الكبرى التي كانت بالأمس تدافع عن النظام الليبي وتشجب مهاجمته أصبحت تصرح بعدم شرعيته اليوم ، بعدما تأكدت من أن مصالحها صارت في حكم المضمونة مما يعني أن موقفها كان تبعا لمصالحها. ولا زال نفس الأسلوب يتبع مع النظامين اليمني والسوري وكل منهما يجدد التأكيدات للدول العظمى بأنه معها في صيانة مصالحها سواء تعلق الأمر بما يسمى محاربة الإرهاب أو ضمان سلام الكيان الصهيوني . ولا زالت الدول العظمى تراهن على النظامين اليمني والسوري بسبب مصالحها على حساب إبادة شعبين عربيين أرادا حياة العزة والكرامة . والشعوب العربية خلافا لما يروج عنها البعض تستطيع أن تصنع المعجزات والمستقبل القريب سيثبت ذلك لأن أوضاع الوطن العربي بلغت ما يسمى خط اللاعودة إلى زمن الاستبداد والفساد وسيادة شرطة المباحث والمخابرات ، وأحزاب الأنظمة ، وعصابات السطو على خيرات الوطن العربي ، وتبذير أمواله في اللهو والعبث ، وخدمة القوى العظمى ، وخوض الحروب الظالمة والباطلة إلى جانبها من أجل استنزاف هذا الوطن الذي يستحق أن يتبوأ المكانة اللائقة به بين شعوب العالم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Taha
    03/06/2011 at 13:40

    mais c est l exemple, le plus mauvais Mrs

  2. حمادي
    03/06/2011 at 15:53

    غريب هذه دعوة الى الفتنة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *