عندما يصاب حكام الجزائر بمرض اسمه الهذيان فتلك هي الطامة الكبرى
انتابتني حالة من الضحك وأنا اقرأ ما نشرته جريدة المخابرات الجزائرية الأولى « الشروق » في خبرها اليومي الصادر يوم الاحد 22ماي2011،حيث قالت : »إن المخابرات المغربية هي التي ترسل المرتزقة من أرض الجزائر إلى ليبيا للقتال مع كتائب القذافي » .مارايكم في هذا الخبر؟ .أليس الأمر مضحكا؟،عفوا بل هو مخز لدرجة الغثيان.فإنه حينما ينزلق منبر إعلامي و الذي اتخد من ضمن اهدافه تنوير الرأي العام ووضع المواطن الجزائري والعربي في دائرة الخبر الحق، في إطار من الحياد والتجرد من كل فكرملغوم ،الهدف منه هو الإساءة إلى الآخر في مثل هذا الإنزلاق ،فإن الأمر يدعو لوقفة تأمل، في نظركم ماذا يمكن أن نكتب كتعليق على هذا الغباء البين الذي كشف عورة خصوم وحدتنا الترابية مرة أخرى،وعبر عن مدى ارتباكهم ومدى الهبل واللخبطة التي طالت كل أجهزتهم. وخاصة إذا علمنا أن إمبراطورية الجينيرالات التي تحكمت في رقاب المواطنين الجزائريين والتي جثمت على على قلوبهم لزمن غير قصير، لقد دقت ساعتها ،وأصبح رحيلهم قاب قوسين أو ادنى، لأن الشعب الجزائري الذي خرج للشارع ،هو مصر على التغيير والإطاحة بمثل مصاصي الدماء هؤلاء.على العموم تعالوا نناقش معا هذا الخبر ونضع له جملة من الإحتمالات مادام قد تفوه به عباقرة الجزائر برئاسة محمد مدين الذي شاخ عقله وأصبح عقيما ولا يقوى على تدبير الشأن الاستخباراتي الجزائري.لأنه أعطى كل ما لديه وما بقي في دماغه هو فراغ.·
الاحتمال الأول:لو افترضنا جدلا ما تفوهت به المخابرات الجزائرية حقيقية، وأن المغرب يقوم بتجنيد مجموعة من المرتزقة انطلاقا من عمق التراب الجزائري للقتال إلى جانب كتائب معمر القدافي ،،فهذا إذا اعتراف صريح ينفي ما تتشدق به الجزائر،حينا تحكي بأنها أرقى بلد في شمال إفريقيا ،وأنها تمتلك قدرات عسكرية خارقة في حماية ترابها.أقول لو كان هذا صدق ،فهذا يعبر بأنها لا تملك أية قوة في التحكم في ترابها ومراقبته، وما تتشدق به هو فراغ كفراغ رأس « مدين »،والمغرب في هذه الحالة،و بالمقابل قوي بما فيه الكفاية، وقادر على فعل أي شيء في هذا البلد الذي تنكر للجوار ورابطة الفرابة والدم والأخوة في الإسلام.·
الاحتمال الثاني:لو افترضنا هذا الكلام حقيقة وسلمنا به ،وقلنا بأن المغرب استطاع أن يخترق التراب الجزاري، وهو بالفعل يقوم بتجنيد المرتزقة للدفاع إلى جانب كتائب القدافي.فمن أين له بالمرتزقة الذين سيجندهم؟ المغرب كما هو معروف في كل المحافل الدولية هو في حرب مع المرتزقة الذين قامت الجزائر بتجنيدهم لضرب وحدة المغرب في صراع مفتعل اسمه الصحراء.تجنيد المرتزقة هو تخصص جزائري ليبي، وليس مغربي.والسؤال المنطقي لو كان المغرب له القدرة على تجنيد المرتزقة لسار في نفس الطريق الذي سارت فيه الجزائر وليبيا ،فبدلا من أن يدفع بجنوده لمحاربة مرتزقة البوليزاريو.على الأقل كان بإمكانه تجنيد المرتزقة وحقن دم جنوده المغاربة.
لكن الحقيقة التي تم تأكيدها ومرت الصور الفاصحة لها في كل المنابر الإعلامية التي تغطي الحرب في ليبيا، هي أنه بالفعل الجزائر هي التي تجند مرتزقة البوليزاريو لدعم كتائب القدافي في ضرب المواطنين الليبيين.والأفضع ،هو أن جينيرالات الجزائر قد دفعت بمجموعة من الطيارين لإمطار الليبيين بالقنابل وإزهاق أرواحهم في عمل إجرامي مكشوف وغير مبرر.لأنهم يدركون بأنه حينما يسقط القدافي كمعقل من معاقل الفكر الشيوعي السادي فإنهم سينهارون مباشرة من بعده.وقد استفادت الجزائر من هذه التجربة بحيث اكتشفت ضعف السلاح الجوي السوفياتي أمام نضيره الفرنسي والأمريكي.مما دفع بها إلى مراجعت كل صفقاتها في ميدان التسلح مع روسيا.هذه الحقيقة التي توصلت إليها الجزائر حينما اكتشفت ضعف طياراتها هي إدانة قوية لتورطها في قتل الليبيين الأبرياء.لقد حاولت الجزائر دائما أن تبعد التهمة عليها ، كانت دائما تحاول أن تظهر بذلك الوجه المزيف الذي يخفي خلفه صورة بشعة لتجار الدم والمآسي.
لكن التقارير الواردة من ساحة الميدان والصور والفيديووتصريحات المرتزقة المعتقلين في الحرب الليبية، كان صفعة قوية وفاضحة أسقطت ورقة التوت لتكشف عن مدى قبح وبشاعة عوراتهم.إنهم تناسوا بأن المغرب عضو في الحلف.وأنه حينما قررت دول الحلف ضرب الطاغية الليبي لكان المغرب قد شارك في هذه العملية بحكم ما تربطه بالحلف من قرارات ملزمة وتفرض ذلك، لكن المغرب اختار الوجه المشرف.
اختار أن تكون مشاركته هي تقديم الحياة بدلا من سلبها.لقد نصب مستشفى ميداني متعدد الإختصاصات وأورد له صفوة من الأطباء والممرضين المهرة لاستقبال المرضى والجرحى ضحايا الحرب في ليبيا في راس اجدير بالتراب التونسي والذي يستقبل يوميا ما بين 300 و500 مريض.وقد شهد واشاد بهذه الخطوة الإجابية الجبارة العالم كله، ناهيك عن آلاف الأطنان من الأدوية والأغطية والطعام التي سلمت للذين هاجروا التراب الليبي وأصبحوا مشردين في التونس.ماذا يمكن أن نضيف أكثر مما قيل.إننا نقول لكل أولائك المرضى بالمغرب.أولائك المسكونون بعقدة المغرب.المغرب سيظل مزدهرا وشامخا يسير قي ركب التقدم والتطور،وأبناؤه مرفوعي الرأس لأن ليس لهم ما يخجلون من أجله (فالكية كيتكم)كما يقول المثال الدارج.ياحكام الذل والعار في الجزائر.

Aucun commentaire