خالد سعيد كيف يكون الموت فعلا جماليا وحضاريا

خالد سعيد
كيف يكون الموت فعلا جماليا وحضاريا
يوسف حجازي
الولادة والموت ثنائية مطلقة ، لأن الولادة حقيقة وجودية وقدر بيولوجي ، والموت حقيقة وجودية وقدر بيولوجي ، وجسد الإنسان العاري لا يوجد خارج المكان والزمان ولكن تحدده كيمياء الولادة والموت ، لكن حتمية الموت داخل المسار الوجودي تجعل منه قضية يصعب في كثير من الأحيان ترسيم حدودها ، وتجعل الإنسان يسأل
هل الموت نهاية ؟
هل الموت عدم ؟
هل الموت قطيعة مع الوجود ؟
هل نموت لنحيا أم نحيا لنموت ؟
أين توجد حقيقة العالم ؟
هل توجد في الوجود ؟
هل توجد في اللاوجود ؟
هل توجد في الوجود وفي اللاوجود في نفس الوقت ؟
أسئلة مسكونة بالسؤال وكل سؤال مسكون بالسؤال سؤال حي ، لأن الموت حقيقة وجودية وقدر بيولوجي ، ولكنه موقف من الوجود في نفس الوقت ، ولذلك لا يمكن ان يكون فعل الموت فعل موت فحسب وإنما فعل موت من أجل الحياة ، وهذا يعني أن يكون الموت فعل من أفعال الثقافة يتساوى فيها الدم مع الحبر ، وان نكون أقوياء في معركة الموت بقدر ما نكون أقوياء في معركة الحياة ، وهذه رسالة خالد سعيد ، وخالد سعيد هو القانون والقانون هو مقياس كل شيء ، ونحن لا يمكن أن نشرب بعد قانون الجمال محمد بوعزيزي وقانون القانون خالد سعيد نظريات تقيئها التاريخ ، ولا يمكن ان نقول بعد قانون الجمال محمد بوعزيزي وقانون القانون خالد سعيد أننا نعيش في حالة جهل تام بكل شيء ، وان كل ما نعرفه أننا سوف نموت ، ولكننا نجهل كل الجهل هذا الموت الذي لا نستطيع تجنبه ، لأن كلمة الموت تتعدى معناها البيولوجي أي توقف نشاط الخلايا الحسية الى الموقف من الوجود ، لأن حقيقة العالم توجد في الوجود وفي اللاوجود في نفس الوقت ، ولذلك كان موت خالد سعيد موقف من الوجود ، وموقف من الدكتاتورية ، وموقف من الفساد ، وموقف من التبعية والاتباعية ، وموقف من التخلف والجهل والتجهيل ، وموقف من الفئوية والطائفية ، وموقف من العنصرية الصهيونية والامبريالية الأميركية ، وفي نفس الوقت فعل تحرر وتحرير للأرض والإنسان ، ولذلك لا يمكن أن يكون موت خالد سعيد البيولوجي نهاية ، ولا يمكن أن يكون موت خالد سعيد البيولوجي عدما ، ولا يمكن ان يكون موت خالد سعيد البيولوجي قطيعة مع الوجود ، لأن موت خالد سعيد البيولوجي لم يكن فعل موت من اجل الموت ولكنه كان فعل موت من اجل الحياة ، ولأن موت خالد سعيد البيولوجي لم يكن فعل موت من اجل الموت ولكنه كان فعلا جماليا وحضاريا وإنسانيا ، ولأن موت خالد سعيد البيولوجي لم يكن قطيعة مع الوجود ولكنه كان موقفا من الوجود ، ولأن موت خالد سعيد البيولوجي لم يكن فعل موت ولكنه كان فعل ثقافة يتساوى فيه الدم مع الحبر ، ولأن موت خالد سعيد البيولوجي لم يكن فعل موت ولكنه كان فعل مقاومة ، لأن خالد سعيد كان قويا في معركة الموت كما كان قويا في معركة الحياة ، ولأن حقيقة خالد سعيد موجودة في الوجود وفي اللاوجود في نفس الوقت ، ولذلك يخطأ من يعتقد ان حياة خالد سعيد تنحصر بين كيمياء الولادة والموت ، لأن حياة الأبطال الذين يسهمون في صناعة التاريخ لا تنحصر بين كيمياء الولادة والموت ، ولأن هؤلاء الأبطال يتحولون الى فعل حضاري ، ولأن هذا الفعل الحضاري يستمر بعد الموت البيولوجي ، ولأن هؤلاء الإبطال يخرجون من فردية الإنسان الى طموح الأمة وتطلعاتها ، لذلك نحن نحتاج خالد سعيد حيا وميتا ، حيا قائدا وميتا رمزا ، وأخيرا لا أجد على شفتي ما اهتف به سوى أهلا ، أهلا خالد سعيد ، أهلا أم البطل خالد سعيد ، وأتمنى ان تمسحي دموعك وأن ترفعي رأسك كما ترفع الأزهار تيجانها عند قدوم قطرات ندى الصباح ، وأهلا رفاق خالد سعيد ، وأهلا الإسكندرية ، وأهلا مصر ، وأهلا ثورة 25 كانون الثاني ( ثورة 25 يناير ) وأهلا شباب ثورة 25 كانون الثاني وأتمنى ان تحترسوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتون إليكم في ثياب الحملان ومن داخلهم ذئاب قاتلة كما قال المسيح عليه السلام
Aucun commentaire