Home»International»الكتائب : أو القواسم المشتركة للأنظمة العربية

الكتائب : أو القواسم المشتركة للأنظمة العربية

0
Shares
PinterestGoogle+

استأثرت الكتائب الليبية بحصة الأسد في الأخبار العربية والدولية فقد احتلت الصدارة في افتتاحيات كبريات الصحف العربية والأجنبية ،وفي نشرات أخبار القنوات الفضائية، ونالت حيزا كبيرا من اهتمامات المحللين والدارسين، وطغت على باقي الأحداث الساخنة إقليميا ودوليا ، وبالرغم من الاحتجاجات التي عرفتها مجموعة من الدول العربية ، فإنها لم تحظ بما حظيت به كتائب ألقذافي ،لأن هذه الكتائب تعاملت مع الشعب الليبي ومنذ الوهلة الأولى بطريقة جد متخلفة، فقد كشفت جميع أوراقها وأظهرت الهدف من خروجها إلى الشارع الليبي وهو إخضاع الشعب وإركاعه ولم توري كما فعل غيرها ، كما أنها استعملت في ذلك من الوسائل ما لم تستعمله باقي الأنظمة التي تعيش نفس المخاض ، فقد لجأت كتائب العقيد إلى الطائرات والصواريخ والراجمات ومختلف ألأسلحة الثقيلة لسحق )الجرذان( كما استعمل الحاكم الليبي ولأول مرة ضد شعبه من العنف المادي والمعنوي ما لم يستعمله أحد قبله، وسيسجل التاريخ لهذا الزعيم العربي الكبير!الذي وصفه بعض أشقائه العرب – من الزعماء طبعا – بملك ملوك إفريقيا !

يسجل له التاريخ إضافة إلى استعماله للأسلحة الثقيلة استعمال كلمات مهينة بذيئة في حق شعبه، فالزعيم  القائد هو أول من نحت كلمة الجرذان في حق من خدمه وصبر على جنونه وغطرسته لمدة تزيد عن الأربعين عاما، كما يسجل التاريخ الحديث على الأقل أنه الزعيم الوحيد الذي استعان بالمرتزقة من مختلف الأجناس وفتح لهم أبواب الجماهيرية  لإبادة الشعب وهتك عرضه وسفك دمه

 

يسجل له التاريخ إضافة إلى استعماله للأسلحة الثقيلة استعمال كلمات مهينة بذيئة في حق شعبه، فالزعيم القائد هو أول من نحت كلمة الجرذان في حق من خدمه وصبر على جنونه وغطرسته لمدة تزيد عن الأربعين عاما، كما يسجل التاريخ الحديث على الأقل أنه الزعيم الوحيد الذي استعان بالمرتزقة من مختلف الأجناس وفتح لهم أبواب الجماهيرية لإبادة الشعب وهتك عرضه وسفك دمه، مع أنه كان يدعي وفي مختلف المناسبات أنه لا يحكم، وإنما الحكم للشعب بواسطة اللجان الشعبية، أما وظيفة العقيد فرمزية تاريخية إذ يعود له الفضل في القيام بالثورة لصالح الشعب، وكاد الجميع أن يصدق ذلك لكثرة ما رددها النظام والإعلام حتى صدقها العقيد نفسه ، ويظهر ذلك في الطريقة التي استدل بها على أنه لا يملك أي منصب وهو يتحدث بهستيرية ؛ أنا لا أملك أي منصب ولو كنت أحكم لرميت الاستقالة في وجوهكم ! فالعقيد بدا له بأنه لا يحكم !!

فمن يحكم إذن..؟ و لماذا كل هذه الدماء والدموع ؟.

ولكن هناك سؤال يطرح نفسه بحدة هل ينفرد الحاكم الليبي بهذه الخصيصة أم هي قاسم مشترك لمعظم الأنظمة المتخلفة ؟

هل الحاكم الليبي وبحكم ما يقال عن جنونه يختص بميزات ومواصفات مسجلة ؟ أم أن جل الأنظمة العربية تشترك في هذه الميزات وفي هذه الخصائص ؟

هل كتائب ألقذافي تنفرد وتتميز بمجموعة من الصفات العالقة بها منذ نشأة هذا النظام ، أم أن الأنظمة المتخلفة بصفة عامة والعربية بصفة خاصة توحدها مجموعة من الخاصيات؟.

إن المتتبع لتعامل الأنظمة العربية مع الثورات الداخلية يجزم وبدون تردد أنها تتحد وتشترك في جملة من الصفات ، وردود ألأفعال .

– فهي جميعها تضع للشعوب سقفا يجب ألا تتجاوزه ،وألا تتخطاه في مطالبها وأثناء التعبير عن حقوقها ، وإلا اعتبرت صنيعة الامبريالية والصهيونية …

– الإصلاح في العالم العربي رهين بتقديرات النظام الحاكم ، فهو الذي يملك الميزان ويقيس درجة حرارة الجسم العربي ، ويعطيه ما يناسب حالته ووضعه ، وكل من لم يساير تقدير الحاكم في التدرج والحكمة ، فهو خارجي خائن ، يقوض مصلحة الوطن !.

 

الحرية والحقوق والعدالة في النظام العربي  منحة من الحاكم لشعبه ، حسب تقديراته الدقيقة  فهو يعطيه إياها  بالتقسيط ، وحسب الضرورة والحاجة ، حتى لا تعم الفوضى وينقلب النظام رأسا على عقب .

– في الأنظمة العربية لا الأحزاب ولا الهيآت ولا  الشعب  ولا النخب المثقفة تعرف مصلحة الوطن وتحرص عليها ،وإنما نظام الحكم هو الوحيد الذي يملك تقدير المصلحة ، حسب مقاييس ومعايير لا يعلمها إلا هو.

 

– الحرية والحقوق والعدالة في النظام العربي منحة من الحاكم لشعبه ، حسب تقديراته الدقيقة فهو يعطيه إياها بالتقسيط ، وحسب الضرورة والحاجة ، حتى لا تعم الفوضى وينقلب النظام رأسا على عقب .

– في الأنظمة العربية لا الأحزاب ولا الهيآت ولا الشعب ولا النخب المثقفة تعرف مصلحة الوطن وتحرص عليها ،وإنما نظام الحكم هو الوحيد الذي يملك تقدير المصلحة ، حسب مقاييس ومعايير لا يعلمها إلا هو.

– كل الأنظمة العربية سعت لتجعل الحكم في عقبها فالرئيس السوري الأسبق تركها لابنه الطبيب ، والرئيس المصري قدم كل التنازلات من أجل عيون -جمال- وعقيد ليبيا كان يعد لتنصيب ابنه سيف …

– ردود أفعال الأنظمة العربية على احتجاجات الشارع كانت موحدة ،فكلها لجأت إلى مخزونها من القمع ، ومن نفذ مخزونه الداخلي ، أو لم يكفه نظرا لشدة الطلب وقلة العرض ،فقد استعان بالأشقاء العرب ، الذين لم يبخلوا عليه بإرسال من له تجربة و خبرة بكسر العظام وإحداث حفر بالجماجم ، كما فعلت البحرين ؛ أو وظف المرتزقة مقابل دولارات لقتل كل متحرك بالأسلحة الثقيلة والرصاص الحي ، كما فعل العقيد ، أو استنجد بمن تجمعهم به رابطة المذهب الديني حتى لا تأخذهم بالمتظاهرين الخارجين على الشرعية رأفة ، كما فعلت سوريا ، أو الاحتماء بالقبيلة وبرجالها الأشداء كما فعل النظام في اليمن …

– توحدت الأنظمة العربية في طريقة التعامل مع احتجاجات الشارع فجميعها سعت لفرض الطاعة والولاء بالقوة ،فلم يكن المشهد العربي يختلف في دولة عن الأخرى فيما يخص الاستعانة بالبلطجة الوطنية ، ومحاولة توريط المحتجين واتهامهم بالانتماء إلى الإرهاب .. .

وهم كلهم يسعون إلى نتيجة واحدة والى هدف واحد هو الإخضاع والسيطرة والتمكن والتحكم ، وإن اختلفت الوسائل التي لجأ إليها كل نظام حسب الموقع والعلاقة ونظام الحكم ،فالنظام العربي الذي تعامل مع شعبه بقسوة وشدة وأحيانا إبادة لم تكن تحكمه العقلانية ولا الحداثة ولا حقوق الشعوب في التظاهر السلمي التي يتغنى بها النظام العربي عندما لا يكون معنيا ، وإنما الذي يستحضره وهو يسلب من شعبه كبرياءه ورجولته ويلغي تطلعه للحرية والمساواة هو كيف يضمن استمرار نظامه ؟ وكيف يتم السيطرة على الشعب وعلى الشباب المحتج ؟.

ولذلك فالنظام العربي من المحيط الى الخليج ، تعامل مع شعبه بنفس الطرق المتخلفة ، أيا كانت النتائج فالذي يخلص إليه كل متتبع للثورات العربية وردود أفعال الأنظمة عليها ، يستنتج أنه لا خصوصية ولا استثناء لأي نظام عربي في تعامله مع هذه الاحتجاجات ، وإنما الفارق في الكمية والكيفية أما طريقة المعالجة فواحدة ، كما يستنتج طول نفس الأنظمة في الاستمساك بعروشها ،فمنذ شهور والشعب في اليمن وفي ليبيا – و في سوريا – بمآت الآلاف تردد ارحل ارحل ارحل حتى بحت حناجرها ، ولكن النظام يزداد تمسكا بالحكم رغم كل المآسي .

ولذلك فالنظام العربي من المحيط إلى الخليج تحكمه نفس العقلية، ونفس ردود الأفعال وربما نفس النتائج…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *