تحرك فلسطينيي الشتات نحو فلسطين قدم الحل المنشود للقضية الفلسطينية
.jpg)
إن المذابح التي ارتكبها الجيش الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني على حدود فلسطين من جهة لبنان ومن جهة سوريا وداخل فلسطين بضفتها وقطاعها أمر جد محزن ولكنه وضع قاطرة الحل الحقيقي للقضية الفلسطينية على السكة ، وكشف عدة أقنعة وعدة حقائق . وأولى الحقائق أن الكيان الصهيوني لا زال يراهن على عامل الزمن لطمس هوية فلسطين من حيث الجغرافيا الطبيعية بعد أن ظن أن تهجير جغرافيتها البشرية يمكن أن يحقق له ذلك خصوصا مع تعذر ذلك الطمس من حيث التاريخ. ولقد أكدت الجغرافيا البشرية الفلسطينية أنها حامية الجغرافيا الطبيعية . والكيان الصهيوني الذي اعتمد على جغرافيته البشرية المهجرة من كل أصقاع العالم إلى فلسطين لتهويد جغرافيتها الطبيعية لم يستسغ صيانة الجغرافيا البشرية الفلسطينية لجغرافيا فلسطين الطبيعية لهذا حاول إعادة لعبة العنف من جديد لتمديد عمر كيانه المفتقر إلى البعد التاريخي والجغرافي معا. وثانية الحقائق التي كشفها الزحف الشعبي الفلسطيني من أجل التذكير بالعودة هو وقوف الأنظمة العربية الفاسدة في وجه مشروع العودة ذلك أن الانتفاضات الشعبية العربية كشفت أقنعة هذه الأنظمة التي صرح بعضها صراحة أن وجودها يحقق السلم للكيان الصهيوني كما هو شأن النظامين الليبي والسوري .وإن استمرار الأنظمة العربية الفاسدة في الوجود معناه مساعدة الكيان الصهيوني على تثبيت وجوده في الأرض المحتلة والرهان على عامل الزمن لتغيير معالمها. وبات من المؤكد أن صمود بعض الأنظمة الفاسدة أمام الثورات الشعبية يقف وراءه الكيان الصهيوني المحتمي بالغرب وبالولايات المتحدة .
فمع أن الأنظمة الفاسدة أكثرت وأسرفت في تقتيل أبناء الوطن العربي وبأعداد فاقت ما يمكن أن يسمى المذابح الجماعية وجرائم الحرب ، فالغرب لم يحرك ساكنا ولا زالت مواقفه لا تبارح الشجب لأن مصلحة الكيان الصهيوني في بقاء هذه الأنظمة التي توفر له نوعا من الحماية المتمثلة في العمل على منع تحقيق العودة . فسكوت النظام السوري على احتلال الجولان هو بمثابة حراسة للكيان الصهيوني من جهة سوريا الشيء الذي أعطى لهذا الكيان فرصة الاستقواء والانفراد بالفلسطينيين . و ما قيل عن النظام السوري الذي بطش بالثورة الشعبية السورية ينطبق على كل نظام باطش بثورة شعبه من أجل تكريس وضع الجمود على الساحة الفلسطينية . ولقد انتفض الشعب الفلسطيني مرارا ولكن جمود الحراك العربي أجهض الانتفاضات الفلسطينية لأن الكيان الصهيوني انفرد بها نظرا لاطمئنانه على هدوء باقي الحدود العربية مع فلسطين . ولقد اعتبر زعماء الكيان الصهيوني أن فكرة العودة هي أخطر ما يهدد كيانهم لهذا بطشوا بعنف لصرف أصحاب الحق بنفس الأسلوب المتبع سنة 1948 وسنة 1967 . ولقد سقطت أقنعة الأنظمة العربية الفاسدة التي تناست حق العودة ، ولم تساعد عليه ، وتبين أن وجودها هو أول عقبة في وجه العودة.
ولقد أكد فلسطينيو الشتات للأمة العربية أن حراكها من أجل محاربة الفساد لا بد أن يتضمن ضمن مطالبه مطلب عودة الشعب الفلسطيني كورقة ضغط على هذه الأنظمة السلبية . وكل نظام لا يستطيع ضمان حق العودة عليه أن يرحل حتى لا يساهم في بطء العودة وتجميدها كما يريد الكيان الصهيوني الذي يراهن على عامل الزمن لتحقيق حلم التهويد المستحيل مع وجود شعب فلسطيني له هوية، وهو يتكاثر بفضل الله عز وجل لتحقيق العودة. فعلى الشعوب العربية ألا تقتصر في حراكها على مطالب البطون بل لا بد من مطالب الكرامة وعلى رأسها الدفاع عن هوية أرض فلسطين . ولقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن زحف الشعوب العربية نحو فلسطين هو خريطة طريق حل مشكلة فلسطين فلن يستطيع الكيان الصهيوني أن يبيد أمة عربية برمتها بل سيجد نفسه مضطرا للرحيل من حيث جاء أول مرة بعد الزحف الشعبي العربي العارم والداعم للاجئين الفلسطينيين في عودتهم. فعلى الشعوب العربية أن ترابط وبشكل دائم على الحدود مع فلسطين المحتلة في انتظار ساعة الزحف والفتح . وإذا كانت الدماء العربية تسيل وديانا اليوم فمن أجل الكرامة وعلى رأسها استرجاع فلسطين ، ومن العواصم العربية التي قدمت الضحايا والشهداء ضد الفساد سينطلق الزحف نحو تحرير فلسطين بسلاح العودة الذي لا يقوى الكيان الصهيوني على مواجهته مهما كان بطشه وعدوانه .
Aucun commentaire