الحرب الدائرة في أوكراتيا كشفت النقاب عن مدى الشر المتأصل في أقوياء العالم
الحرب الدائرة في أوكراتيا كشفت النقاب عن مدى الشر المتأصل في أقوياء العالم
محمد شركي
لقد كانت الحروب العبثية وهي خلاف تلك التي لا تكون إلا لرفع ظلم أو نصرة مظلوم أو استرجاع حق ضائع أو نشر خير عام أو حفظ سلام وقيم منذ فجر التاريخ سبة لموقدي نيرانها، ولعنة لهم تلاحقهم في العاجل والآجل .
ولقد سجل التاريخ كل تلك الحروب العبثية لتكون عبرة للأجيال البشرية المتتالية لكنه مع شديد الأسف والحسرة والحزن والألم لا زالت تلك الأجيال المتعاقبة لا تتعظ ، ولا تعتبر ، وتخوض مثل تلك الحروب العبثية بنهم شديد لشر متأصل فيمن يقدحون زنادها من كبار الأشرار .
وها هم اليوم شرار الساسة من الكبار المهيمنين على ثروات العالم والمالكين لأسلحة الدمار الشامل يشعلونها في أوكرانيا ، وقد فضحتهم وأسقطت أقنعتهم أمام سائر البشرفي المعمور ، وها هم يتبادلون التهم فيما بينهم ، ويكشفون عما كانوا يخفونه من شر مستطير في مخابر أعدوها لهلاك البشرية بأسلحة فتاكة بيولوجية وجرثومية وكيماوية … وما لا علم به إلا عند الخالق سبحانه وتعالى .
إن هذا الذي كشف عنه النقاب أوسقط القناع عنه من أمر هذه الأسلحة البالغة الخطورة ، والشديدة البأس يعكس مدى درجة الشر المتمكن من قلوب شرار هذا العالم من الساسة المتغطرسين الذين تسلطوا على البشرية لتهديدها بأخطار الدمار الشامل ، وإن هؤلاء لا آدمية لديهم ، ولا صلة لهم بالطبيعة البشرية بل طبيعتهم شيطانية ماردة يظهرون كل الشطارة والذكاء في نشر الشر وتعميمه في الأرض التي خلقها الله عز وجل للسلام والأمن والطمأنينة ، ويا لبتهم أظهروا تلك الشطارة وذلك الذكاء في المحافظة على سلام وأمن وطمأنينة ما استخلفهم فيه رب الأرض ورب كل الأكوان جل في علاه .
إنهم لا يعرفون سوى لغة التهديد والوعيد ، والدعوة بالويل والثبور وعواقب الأمور . وإنهم ليتكتلون في حلفين كليهما حلف شر مستطير يهدد الحياة البشرية في وجودها . وإن كل حف منهما يستعرض عضلاته على الآخر ، ويلوح ويهدد باستعمال آلة الدمار الشامل . وها هما الحلفان الخصمان يقحمان العالم بأسره ، والبشرية عن بكرة أبيها في الصراع الدائر بينهما في أوكرانيا ، ويجعلونها تدفع فواتير حربهم العبثية ، وهي أثقل بالنسبة للشعوب الفقيرة المقهورة التي كل همها قوت يومها البسيط ، وجرعة دواء تدفع بها قهر الأوبئة والأمراض الفتاكة . وما كادت هذه الشعوب البائسة تتنفس الصعداء من جائحة الكوفيد 19 ، التي يعلم الله وحده سرها وما قد يكون وراءها من أيد خفية آثمة تسببت في انتشارها بين الخليقة حتى صارت جائحة أخرى تهددها وهي جائحة مجاعة منتظرة ليجتمع بذلك عليها شرّان: الوباء و الجوع ، كل ذلك لأن أن شرار الساسة الكبار يعبثون بآدميتها وإنسانيتها من أجل إشباع نزواتهم العدوانية الشيطانية .
إن آخر الأخبار عن تلك الأسلحة البيولوجية والجرثومية والكيماوية ، وتبادل التهم بخصوصها بين هؤلاء الكبارمن أشرار العالم لتنذر بعواقب وخيمة تهدد البشرية في وجودها وسلامتها وسلمها وأمنها وطمأنينتها . وإن لسان حال هذه البشرية يردد وبأعلى صوت كفى من هذه الأحلاف الشيطانية ، كفى من التنافس بينها في الشر ،والخبث، والعدوان ، كفى من إظهار الشطارة والذكاء في تدمير العالم ، وإهلاك النسل والحرث .
ولم يبق أمام هذه البشرية المستضعفة إلا اللجوء إلى خالقها العلي العظيم ليتولى بقوته القاهرة ردع هؤلاء الأشرار بما شاء وأنى شاء ، ويرد كيدهم في نحورهم ، و يواجه مكرهم الخبيث الذي يمكرونه بمكره الشديد، وهو خير الما كرين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
Aucun commentaire