Home»International»الطب والصيدلة في الأندلس

الطب والصيدلة في الأندلس

3
Shares
PinterestGoogle+

الطب والصيدلة في الأندلس

                                   ذ. عبد الكريم الفيلالي _

 

    الطب والصيدلة في الأندلس جزء من تاريخ الطب العربي، فالتواصل بين العناصر الأندلسية والمشرقية كان قائما سواء من خلال الرحلة فيما بين الصقعين أو من خلال انتقال الكتب، كما أن التواصل بين الأقوام من الحضارات الأخرى ظل مستمرا على مرّ العصور مما نتج عنه تلاقح حضاري متميز  يمثل فيه الطب حلقة من حلقات الازدهار الحضاري،  كان الهدف الأسمى منه في مجال الطب تخفيف الألم والمعاناة عن المرضى. وكان لعناية ملوك الأندلس بأهل العلم دور كبير في تطور العلوم والمعارف. ويعدّ كتاب « طب العرب » لعبد الملك بن حبيب المتوفى سنة (238 ﻫ) من أول الكتب التي أُلّفت في الطب بالأندلس.

  ويعود الفضل في ازدهار العلم والمعارف  في ما بعد  إلى  ما أولاه عبد الرحمن الثالث (300 ﻫ 350 ﻫ) من عناية بالعلم وأهله، وكان للطب والصيدلة نصيب من هذا الازدهار، وقد أرخ ابن جلجل في كتابه « طبقات الأطباء والحكماء » الذي ألفه سنة 377ﻫ لكثير من الأطباء العرب والأندلسيين وغيرهم.

  وتبدو عناية المستنصر بالله (350 ﻫ _ 366 ﻫ) بالطب في تقريبه للأطباء كما هو حال أحمد بن يونس الحرّاني إذ «سكّنه المستنصر في قصره بمدينة الزهراء، وكان لطيف المحلّ عنده. كان يعقد بين يديه في غلالة في الصيف، وكان يرتب أكله بين يديه». كما «تولى إقامة خزانة بالقصر للطب لم يكن قط مثلها». (طبقات الأطباء والحكماء. ابن جلجل: 113.)

  ولا يعني هذا أن الاستفادة من التطبيب والعلاج كانت مقتصرة على الملوك والأمراء، فتشير كثير من الأحداث والوقائع إلى استفادة العامة من العلاج مجّانا.

  وكان لاهتمام هذين الخليفتين بالعلم نتائج إيجابية حتى بعد وفاتهما إذ برز بعد ذلك كثير من الأطباء. ومن بين أهم الأطباء الذين أنجبت أرض الأندلس نذكر: الزهراوي (ت بعد 400 ﻫ) وأبو مروان ابن زهر (ت557 ﻫ) وأبو الخير الإشبيلي (القرن السادس الهجري) وابن رشد الحفيد (ت595 ﻫ) وابن فرج القربياني (ت761 ﻫ) وابن البيطار(ت646 ﻫ) وابن الخطيب (ت776 ﻫ)… جمَع هؤلاء بين الممارسة الطبية والاهتمام بالأعشاب قصد العلاج ، وقد رأينا أن نتطرق لموضوع الطب أولا ثم للصيدلة (الأعشاب الطبية) ثانيا.

1 ـ الطـب:

  • « الكليات في الطب » لأبي الوليد محمد بن رُشد الحفيد (520 _ 595 ).

الطب العام.

  لم يكن في القديم التخصص قائما في مجال الطب أو غيره، وإنما  قد تتساوى لدى العالم علوم مختلفة ولكن يبرز في جانب واحد، وقد رأى آنخل بالنثيا أن الطب في الأندلس ازدهر حين جمع فيه الفلاسفة بين الحكمة والطب إذ يقول: «بلغ الطب العربي أوجه في إسبانيا خلال القرن الثاني عشر الميلادي، أي في ذلك العصر الذي جمع الفلاسفة فيه بين الفلسفة والطب، كأبي الصلت أمية بن عبد العزيز الداني، وابن ماجة الذي اشترك مع سفيان الأندلسي في تأليف « كتاب التجارب » وقد استدركا فيه على وافد الطليطلي ما فاته في كتابه عن الأدوية المفردة، وكذلك أبو الوليد ابن رشد، الذي تداول الناس كتابه « الكليات » واستعملوه في خلال العصور الوسطى كلها، إذ إنه يتناول التشريح ووظائف الأعضاء والأمراض وأعراضها والأدوية والأغذية وحفظ الصحة والعلاج». (تاريخ الفكر الأندلسي. آنخل جنثالث بالنثيا. ترجمة حسين مؤنس. ص: 562).

 لقد كان ابن رشد موسوعيا، إذ جمع بين الفلسفة والفقه والطب، فكما يقول عنه ابن الأبّار: «وكان يفزع إلى فتواه في الطب كما يفزع إلى فتواه في الفقه، مع الحظّ الوافر من الإعراب والآداب». (التكملة. ابن الأبار. تحقيق بشار عواد. 2/248).

 ويتضمن كتاب « الكليات » سبعة أبواب (كتب) هي: التشريح _ الصحة _ المرض _ العلامات _ الأدوية والأغذية _ حفظ الصحة _ شفاء الأمراض.

  وعرّف ابن رشد الطب تعريفا محكما إذ قال: «إن صناعة الطب هي صناعة فاعلة عن مبادئ صادقة، يتلمس بها حفظ صحة بدن الإنسان وإبطال المرض، وذلك بأقصى ما يمكن في واحد واحد من الأبدان». (الكليات في الطب. ابن رشد. تحقيق أحمد محفوظ. تقديم محمد عابد الجابري. ص: 127).

  ويتميز كتاب ابن رشد بنقده للآراء المخالفة للصواب لقد اعتبر »الكليات » «كالتذكرة أيضا لمن نظر في الصناعة ونتحرّى في ذلك الأقاويل المطابقة للحق، وإن خالف ذلك آراء أهل الصناعة (= صناعة الطب)». وقد رأى محمد عابد الجابري «أن كتاب « الكليات » في الطب لابن رشد يفرض نفسه كأول كتاب يطرح للنقاش موضوع التفكير العلمي في الطب»،(الكليات. المقدمة. ص: 11) وهذه الأهمية هي التي جعلت كتاب « الكليات » يحظى بمكانة خاصة في أوروبا لفترة طويلة.

  • « التيسير في المداواة والتدبير » لعبد الملك بن زُهر (ت557).

 ينتمي ابن زهر لأسرة عريقة في ممارسة الطب يقول عنه ابن الأبار: «أخذ عن أبيه أبي العلاء علْمَ الطبّ وتقدَّم في صناعته وتحقّق به، مع جلالة البيت ونباهة السلف. وكان، مع مهارته، موفّقا في مزاولته، تقيّل أباه في جودة العلاج وحسن التدبير… وكان القاضي أبو الوليد بن رُشد يُثني عليه ويجلُّ أبا مروان هذا ويُفصح بتقدُّمه في علمه». (التكملة. ابن الأبّار. تحقيق بشار عواد. 3/218 _ 219).

  ومن أهمّ كتب ابن زهر « التيسير في المداواة والتدبير »، حقّقه محمد بن عبد الله الرّوداني ونشرته أكاديمية المملكة المغربية. ذكر ابن زهر في كتابه أهم الأمراض المعروفة في عصره وسبل علاجها بالأعشاب الطبية، وذلك من خلال المعاينة، كما استفاد من تجربة والده وجدّه وقد أشار إلى ذلك في أكثر من موضع في كتابه « التيسير ». ومن نظرات ابن زهر المتقدمة تفسيره للجنون وربطه بالتخيل، كما أشار إلى عدم ممارسته للتشريح بسبب ما يعرض له من الغثيان، وقد شكّك محقق الكتاب في هذا الأمر وأرجعه إلى تقية ابن زهر لتفادي تشدد السلاطين المرابطين في مثل هذه الأمور.

 وقال عنه الطبيب الجرّاح أيمن توفيق: «وحول جراحات الجهاز الهضمي كان ابن زهر (1135 _ 1204م) أول من فرق بين القرحة الحميدة في المعدة وسرطان المعدة». (تاريخ الجراحة منذ أقدم العصور. ص: 215).

  • « التصريف لمن عجز عن التأليف » للزهراوي (المتوفى بعد 400).

الجراحة

  يُعدّ أبو القاسم الزهراوي أحد أعظم المشتغلين بالطب في الأندلس، مما جعل ابن حزم يذكره ضمن تعداده لفضائل أهل الأندلس حين تحدث عن الطب إذ قال: «وأما الطب: فكتب الوزير يحيى بن إسحاق وهي كتب رفيعة حسان. وكتب محمد بن الحسن المذحجي أستاذنا رحمه الله تعالى، وهو المعروف بابن الكتاني، وهي كتب رفيعة حسان. وكتاب التصريف [لمن عجز عن التأليف] لأبي القاسم خلف بن عباس الزهراوي، وقد أدركناه وشاهدناه، ولئن قلنا إنه لم يُؤلَّف في الطب أجمع منه ولا أحسن للقول والعمل في الطبائع. لنصدّقن». (رسائل ابن حزم. تحقيق: إحسان عباس. 2/185).

  ويتألف كتاب « التصريف » من ثلاثين مقالة تطرق فيها الزهراوي لمواضيع مختلفة في الطب، مثل: صناعة الترياق، في أدوية الصدر، في ضمادات وأصنافها، في صناعة المراهم، الخ … وألّف الزهراوي كتابه لابنه ليستفيد منه ويكفيه «عن قراءة الكنانينش المطولات وكتب الأوائل المغلقة التي لا تجنى منفعة ثمرها إلا بعد عمر طويل ونصب شديد وعناية بالغة».

   وقد حقق محمد العربي الخطابي فصولا منه ضمنها كتابه « الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية »، وتعد المقالة الثلاثون التي خصها الزهراوي للعمل باليد، أي الكي بالنار وبالدواء الحاد والشّقّ والبطّ (الجراحة) وجبر العظام ذات أهمية كبيرة، فهو «أوّل طبيب عني بتصوير الآلات التي تتوقّف عليه هذه الصناعة من مباضع ومشارط ومجارد ومحاقن ومِدَسَّات وصنابير». (الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية. محمد العربي الخطابي. 1/211).

  ونظرا لليسر الذي تميز به كتاب التصريف والدقة في تناول موضوع الجراحة اهتم به الأوروبيون وظل متداولا في مراكز دراسة الطب لعدة قرون يقول الجرّاح أيمن توفيق: «وقد لعب كتاب « التصريف » منذ بدء ظهوره دورا كبيرا في نشأة الجراحة الأوروبية وتطورها، وتشهد بذلك تعليقات مشاهير الجراحين من أمثال وليام دي ساليسيتو (في القرن الثالث عشر الميلادي) وجي دي شولياك (1300 _ 1367 م)، وفابريكوس أكوابندينتي وكثيرين غيرهم. وظل « التصريف » الكتاب المدرسي الرئيسي عن الجراحة في الجامعات الأوروبية لمدة تقارب الخمسمائة عام، وكانت هذه الجامعات تفضله حتى على مؤلفات عمدة الطب اليوناني القديم جالينوس، وذلك لسلاسته وإيجازه ووضوح عباراته». (تاريخ الجراحة منذ أقدم العصور. ص: 236).

  • « مقنعة السائل عن المرض الهائل » لابن الخطيب (ت776).

علم الأوبئة.

  نجد علَمين متعاصرين تحدّثا عن الأوبئة (الطاعون) وهما أحمد ابن خاتمة (ت770ﻫ) وابن الخطيب (ت776ﻫ)، لقد عايشا وباء الطاعون الذي ضرب أوروبا وشمال إفريقيا خلال سنتي 749/750ﻫ الذي حصد أرواحا كثيرة، ويكفي تصفح كتب التراجم التي أُلّفت بعد هذه السنة للوقوف على الأعلام الذين توفّوا خلالها من علماء الأندلس وأدبائها ليظهر حجم الكارثة، ومن بينهم أخ لابن خاتمة من أهل الأدب «اعتُبط في الطاعون في أوائل ربيع الأول عام خمسين وسبعمائة». (الإحاطة. ابن الخطيب. تحقيق عبد الله عنان. 2/493).

  وقد حلل محمد العربي الخطابي في كتابه « الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية »، رسالة « تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد » لأحمد ابن خاتمة، وقد فصّل في رسالته أعراض المرض وسُبُل الوقاية منه، وقد آثرنا الاقتصار على رسالة ابن الخطيب « مقنعة السائل عن المرض الهائل »، التي قام بتحقيقها نور الدين الموادن من المغرب سنة 2005.

  عُرف لسان الدين ابن الخطيب سياسيا ومؤرخا وأديبا، لقد تولى مناصب سياسية خطيرة في دولة بني الأحمر، وقد عرّضّه انشغاله بالسياسة للقتل سنة 776ﻫ بفاس. ومن أهم مؤلفاته التاريخية « الإحاطة في أخبار غرناطة » الذي حققه عبد الله عنان، كما عُرف ابن الخطيب شاعرا ومترسّلا، غير أن صفة الطبيب ظلت باهتة أمام الصفات السابقة.

  ذكر ابن الخطيب في رسالته أعراض المرض، كما ذكر الكاتب طريقة انتشار عدوى الطاعون، وهي نظرة متقدمة إذا ما قيست بعصر المؤلف، إذ يقول: «وقد ثبت وجود العدوى بالتجربة والاستقراء، والحسّ، والمشاهدة والأخبار المتواترة، وهذه مواد البرهان، وغير خفي عمن نظر في هذا الأمر أو أدركه هلاك من يباشر المريض بهذا المرض غالبا، وسلامة من لا يباشره  كذلك ووقوع المرض في الدار والمحلة لثوب أو آنية حتى إن القراط أتلف من عُلّق بأذنه، وأباد البيتَ بأَسْره، ووقوعه في المدينة في الدار الواحدة، ثم اشتعاله منها في أفذاذ المباشرين، ثم في جيرانهم وأقاربهم وزوّارهم حتى يتّسع الخِرْق». (مقنعة السائل. ص: 26 _ 29).

2 ـ الصيدلة (الأعشاب الطبية):

  ارتبط الاهتمام بالأعشاب والنبات بالممارسة الطبية، إذ استعملت النباتات في علاج كثير من الأمراض، واهتم أهل الأندلس بموضوع الأعشاب الطبية من خلال شرح وتفسير كتاب « دياسْقُوريْدوس » و »جالينوس، وكانت لهم عليهما إضافات كما كانت لهم كتب مستقلة أفرغوا فيها معارفهم وتجاربهم في هذا الموضوع، واستفادوا في ذلك من التنوع النباتي بأرض الأندلس والمغرب.

  • « عمدة الطبيب في معرفة الأعشاب » لأبي الخير الإشبيلي. (ق السادس الهجري).

المعلومات شحيحة عن أبي الخير الإشبيلي رغم ما خلف من مؤلفات تشي بتقدمه في علم النبات والفلاحة، لقد عاش بإشبيلية بعد نزوحه عن طليطلة التي استولى عليها النصارى، كما زار المغرب.

ويتميز كتابه « عمدة الطبيب » الذي حققه محمد العربي الخطابي بالبراعة في التصنيف لقد اختطّ له منهجا لم يسبقه إليه الأوائل، فهو كان «سباقا إلى اصطناع نظام جديد لتصنيف النبات وتجنيسه، وهو نظام استنبطه من معينته لأوجه « المشابهة والمشاكلة » _حسب تعبيره_ الموجودة بين الأجناس والأنواع المتقاربة، وهو بذلك أول عالم نبات يستنبط نسقا للتصنيف في هذا العلم». (عمدة الطبيب في معرفة النبات، من مقدمة المحقق محمد العربي الخطابي: 1/28). وضم الكتاب أزيد من 4700 مادة وقد رتبت ترتيبا أبجديا.

  • « في الأدوية المفردة » لابن البيطار المالقي (ت 646).

  قال عنه تلميذه ابن أبي أصيبعة: «أوحد زمانه وعلامة وقته في معرفة النبات وتحقيقه واختياره ومواضع نباته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها». (عيون الأنباء في طبقات الأطباء. ابن أبي أصيبعة. تحقيق محمد باسل عيون السود. ص: 555). وقد جاب ابن البيطار كثيرا من الأقطار وتعرف على نباتاتها.

 وكتاب « في الأدوية المفردة » هو في تفسير كتاب دِياسْقُوريْدوس، حققه إبراهيم بن مراد تحقيقا متميزا، وقد قام بتفسير كتاب دِياسْقُوريْدوس عدة حكماء من المشرق والمغرب، يقول إبراهيم بن مراد: «تعد كتب الأدوية المفردة العربية أصدق الشواهد على ما كان بين اللغة العربية واللغات الأعجمية من التداخل في مجالات العلوم». (مسائل في المعجم. ص: 186).

 تميز موضوع النباتات الطبية بالأندلس بإفراده بكتب مستقلة بخلاف ما كان عليه الأمر في المشرق إذ كانت تدرج النبتات الطبية ضمن كتب الطب الكلية، كما تميزت هذه الكتب بإيراد اسم النبات وذكر مقابله من اللاتينية أو البربرية.

  ينبغي أن نضع ما حققه الطب الأندلسي في إطاره التاريخي، فالمعارف الطبية التي تم التوصل إليها آنذاك كانت تعتبر متقدمة مقارنة بالممارسات الطبية التي كانت سائدة في تلك الفترة في بقية العالم. وتكمن أهمية الطب الأندلسي في استيعاب ما كان رائجا من معارف طبية يونانية وفارسية وهندية ومشرقية، وإضافة الجديد بالاجتهاد وبما تم التوصل إليه بالتجريب والممارسة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. خالد عيادي
    02/05/2020 at 20:33

    الشكر موصول لزميلنا الدكتور الفيلالي عبد الكريم الذي أتحفنا ولا زال.. بمقالاته النوعية،والذي أعتبره من طبقة زملائنا الدكاترة الغيورين على الثقافة العربية والإسلامية أمثال:فريد أمعضيشو وسعيد عبيد والناقد نور الدين الفيلالي ورشيد سوسان…ولكون الدكتور مختصا في الأدب الأندلسي، فبلا ريب سنكون على موعد مع إحاطة متميزة،وبصيرة متجذرة، في كل ما يخص الثقافة الأندلسية . د:خالد عيادي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *