دفاعا عن إفريقيا
تستمر جائحة كورونا المستجد في الانتشار عبر العالم, مخلفة آلاف الضحايا من مختلف الأعمار , وتهدد بالمزيد من الخراب والدمار,
ويجتهد العلماء والباحثون لإيجاد لقاح أو دواء لهذا الداء, تحت ضغط الزمن وصراع من اجل البقاء.
تتنافس الدول المتقدمة في صناعة الأدوية بان يكون لها قصب السبق, فمختبراتها تعمل ليل نهار للوصول للمبتغى, و من اجل ذلك تقوم بالتجارب اللازمة, وهنا مربط الفرس لان ما صدر من تصريحات عن بعض الخبراء في الميدان يدعو للاستغراب, كيف ذلك؟
حملة إعلامية مواكبة للتطورات الراهنة
تعمل مختلف وسائل الإعلام على مواكبة تطورات الوباء وتقدم بالإضافة إلى الإحصائيات , ندوات ومناظرات تخص التوعية وطرق الوقاية من العدوى من نظافة وحجر صحي , وإجراءات مصاحبة .
وفي هذا الإطار استضافت إحدى القنوات الإخبارية الفرنسية خبيرين في الميدان الصحي, وهما ..
– كميل لوشت, مدير الأبحاث بالمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي.
– جون بول ميرا ,رئيس مصلحة الإنعاش بمستشفى كوشيين.
وعند التطرق للاختبارات التقييمية لفعالية لقاح ب س ج المستعمل ضد داء السل كتجربة لمعالجة المصابين بفيروس كورونا –كوفيد تسعة عشر , قال ميرا بالحرف » إذا كان بإمكاني أن أكون مستفزا , ألا يكمن إجراء هذه الدراسة بإفريقيا , حيث لا وجود للأقنعة ولا للعلاجات ولا للانعاشات ؟ , كما هو الشأن بالنسبة لبعض الدراسات حول السيدا (الايدز ) ,حيث يجري على العاهرات تجريب أشياء ,لأننا نعلم بأنهن أكثر عرضة ولا يحمين أنفسهن » .
كاميل لوشت , أجاب » بالتأكيد إن الفكرة قيد الدرس , موضحا بان هذا لا يمنع إجراء الدراسة باروبا وباستراليا »
انتقادات للفكر العنصري
كان لتصريحات الطبيبين الفرنسيين صدى سلبيا بالقارة الإفريقية , حيث عم الاستياء وساد الأسى وتوالت الانتقادات من كل حدب وصوب لتصريحات أعادتنا إلى زمن مضى من العهد الاستعماري البغيض الذي سلب القارة خيراتها واستعبد إنسانها , لينمي الغرب اقتصاده ويبني حضارته وازدهاره على أنقاض شعوب مسلوبة الإرادة ومفروض عليها الحجر والوصاية , وتحويلها إلى فئران تجارب لمختلف الفيروسات والجراثيم والدراسات البيولوجية , وما خفي كان أعظم .
كما حولت ارض إفريقيا إلى مزبلة للنفايات الصناعية والبشرية بتواطؤ مع ذوي النوايا السيئة والمستفيدين من الوضعية, المفضلين لمصالحهم الشخصية ممنين النفس بحماية تقيهم من كل مسائلة أوحساب.
رغم استقلال كل دول القارة السمراء فان المستعمر السابق لازال يحن لذلك العهد البائد , ولم يكتف بالاستعمار الاقتصادي ولا الاستلاب اللغوي وتواجده العسكري ببعض الدول تحت ذريعة حمايتها من الفتن ما ظهر منها وما بطن , وهي التي قد تحركها تحت الستار لبيع الأسلحة والمعدات وإبرام الصفقات , ومآرب أخرى .
تصريحات تدق ناقوس الخطر
إن التفكير في إجراء تجارب على الأفارقة , للقاحات لازالت قيد الدراسة بل موضوع خلاف بين المختصين خاصة بفرنسا , – وما قضية الدكتور راؤول المثير للجدل ودواء » الكلوروكين » ببعيدة – , يعد جريمة مكتملة الأركان , فكيف يسمح ضمير أطباء في بلد الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان ومبادئ الحرية والأخوة والمساواة بمجرد التفكير في ذلك , فإذا كانت التجارب ذات فائدة فلماذا لا تجرب في البلد المخترع لها حتى يكون أول المستفيدين أو المتضررين لا قدر الله,لان النتائج غير مضمونة ,ونحن لسنا فئران تجارب .
وخير ما اختتم به قوله تعالى …
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور (صدق الله العظيم ),
جمال الدين مصباح
Aucun commentaire