الإسلام والبيئة:دروس وعبر
الإسلام والبيئة:دروس وعبر(1)
ربما يتساءل الكثير من الشباب الصاعد عن مكانة البيئة في ديننا الحنيف.وقد يكون هذا التساؤل مشروعا نظرا لثقافتنا السطحية عن تراثنا الإسلامي في هذا الموضوع.وإسهاما مني في تنوير الناشئة بهذا الموضوع الخطير سأحاول التنبيه إلى بعض المحطات الرائعة التي تناولت المجالات البيئية المحيطة بالإنسان من ماء، وهواء، وأرض، ونبات، وحيوان وسماء.وإذا علمنا أن الإنسان جعله الله مركز هذه المخلوقات باعتبارها مسخرة لإسعاده وجعله يحيى بها حيلة طيبة.أيقنا حينئذ أن الحفاظ عليها مما نص الشرع عليه.لأنها تندرج ضمن الجزئيات الواردة في دائرة الكلية الثانية من الكليات الخمس، ألا وهي كلية الحفاظ على النفس.فلا يمكن أن يتحقق هذا المقصد الأسمى »حفظ النفس » إلا بالحفاظ على هذه المجالات المحيطة بالإنسان.
وحينما يريد الله أن يحل بقوم « رجزا » فإنه لا يقتلهم أويبيدهم، وإنما يحدث خللا في نظام بيئي ما، فيكون هذا كافيا لتعذيبهم من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية. وتأمل معي ما وقع لقوم فرعون مثلا حينما أرسل عليهم تلوثا سمعيا متمثلا في عدد لا يحصى من الضفادع والتي تبعث نقيقا وأصواتا ،تسمع من مسافات بعيدة ،من فوق غرفهم، ومن تحت أرجلهم، وعن أيمانهم وشمائلهم، وصباح مساء. ويكفي أن يتصور الواحد منا هذه المشاهد المرعبة والمزعجة للنفس، والعين، والأذن، والملمس، والأعصاب.قال تعالى في سورة الأعراف: « فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ .وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ .فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ . فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ.135« صدق الله العظيم.
د:خالد عيادي
7 Comments
ومن خلال قراءتي المتمعنة لهذا النص من سلسلة « الإسلام وعبر » استفدت كثيراً وقمت بغرس بتنظيف حديقة عمومية وسقيها بالماء ….شكراً على هذا الموضوع وشكراً لموقع oujda city ونحن في المتابعة
جزاك الله خيرا
جيد جدا بالتوفيق
ولا ننسى أن في ديننا الحنيف تحريم غليظ للتبذير وهو ما يطلق عليه بالاستغلال المفرط في العلوم البيئية الحالية
كماأضيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بعدم قطع أي شجرة في حالة الحروب، وأن كل من غرس شجرة وأكل منها أي مخلوق فله بها أجرا عظيما، وأكثر من هذا فقد أمرنا الله عز وجل بالتدبر في مخلوقاته وليس بتدميرها.
شكرا جزيلا
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌٌ
جزاك الله خيرا عنا خير جزاء
بسم الله أبدأ. وعلى رسول الله السلام أقرأ. ولطاقم هذه الصفحة شكر لا يكدأ. أما بعد. فمن خلال قراءتي للنص المقالي قراءة سطحية، لاحظت أن صاحب المقالة قد نشر مقالته بعنوان « دروس وعبر »، وهو عنوان المقالة بأكملها. لكن عندما تمعنت في النص تمعنا دقيقا، إكتشفت أن صاحب هذه المقالة قد أراد بالدروس ما ورد في الفقرة الأولى من النص، حيث قام بطرح تنبيهات بالحفاظ على البيئة المحيطة بالإنسان، فلا تحفظ النفس إلا بالحفاظ على ما يحيط بها. أما الفقرة الثانية فالعبرة مرمقها، فمثل ما ذكر صاحب النص في فقرته الثانية كمثل قوم نظروا إلى رحمة الله في السماء تمطر قطرات، فأبخلوا الله رحمته، وما حذروا غضبه، لتصبح رحمة الله إليه جندا عليهم كقوم نوح لما أغرقهم الله بالطوفان.
ما اجمل ان يذكرنا الاستاذ خالد بهذه المعاني الشائقة والمغرب يستضيف مؤتمرا عالميا حول البيئة.ان لدى ديننا الحنيف مقالا في كل ما يتعلق بحاضر الانسان ومستقبله ،تنزيل من حكيم حميد.