Home»Débats»هل صارت الطريق ممهدة سالكة لانطلاق قطار المغرب العربي الكبير بعد قرار مجلس الأمن القاضي بسيادة المغرب على صحرائه ؟؟؟

هل صارت الطريق ممهدة سالكة لانطلاق قطار المغرب العربي الكبير بعد قرار مجلس الأمن القاضي بسيادة المغرب على صحرائه ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل صارت الطريق ممهدة  سالكة لانطلاق قطار المغرب العربي الكبير بعد  قرار  مجلس الأمن  القاضي بسيادة المغرب على صحرائه ؟؟؟

محمد شركي

خمسون عاما ضاعت من عمر مغرب عربي كبير علقت شعوبه  على ميلاده الآمال العريضة ، وكان من المفروض أن يكون اليوم وبحكم  تنوع جغرافيته الطبيعية وموقعه الاستراتيجي وغناه بما فوق أرضه وما تحتها  من ثروات هائلة قوة اقتصادية عظمى يحسب لها حساب في العالم  كله ،ولكن ومع شديد الأسف والحسرة  حالت دون تحقيق هذا الحلم اللذيذ عقلية متحجرة محدودة الآفاق   ومتعصبة لسردية (سايكس بيكو)  وهي التي وجدت  أصلا لتفكيك أوصال الوطن العربي مشرقه ومغربه كي يظل خاضعا لهيمنة القوى الاستعمارية الغربية التي نهبت خيراته ومقدراته ثم رحلت  عنه عساكرها  وظل آثار احتلاله جاثمة على صدره  في عدة أصعدة ومستويات ومجالات  بسبب انصياع أصحاب العقلية المتحجرة لها واتخاذها عقيدة  ومبادىء وقناعة ، واعتبارها قدرا محتوما .

ولقد أنست سردية ( سايكس ـ بيكو ) تلك العقول أو لنقل أنها تناست  تاريخ الوطن العربي، وتاريخ جناحه الغربي الذي يمثل المغرب العربي الكير، وبنسيان أو تناسي هذا التاريخ وهو أصدق شاهد لا ترقى إلى شهادته شهادة غيره مهما كان مصداقية الجغرافية بنوعيها الطبيعية والبشرية المواكبة لمصداقيته بالضرورة  إلا أنه مع الأسف القفز المتعمد والمغرض على المصداقيتين معا  من أجل تمرير سردية  تفكيك الجغرافية الطبيعية لهذا الحيز المغاربي، وتمزيق أوصال جغرافيته البشرية .

فمن ذا الذي يستطيع أن يزعم أن صحراء المغرب الأقصى لم تكن تاريخيا وجغرافيا طبيعة وبشرا جزءا لا يتجزأ من هويته ضمن محيطه المغاربي وهو الجناح الأقصى إلى جانب وسطه و جناحه الأدنى ؟

لم توجد جهة أكثر مصداقية أو أشد وثوقية من التاريخ  احتاج المغرب  شهادتها بسيادته على صحرائه ، ومع ذلك سلك طريق العدالة الدولية فاستشارها ولم تجد مندوحة عن العودة  بدورها إلى شهادة  التاريخ ، فأقرت بوجود قرائن وحجج دامغة تثبت بجلاء مشروعية سيادته على ربوعه الجنوبية ،  وهي شهادة دينية متمثلة في روابط البيعة الشرعية ومع ذلك أصرت عقلية  الانصياع  لمؤامرة (سايكس ـ بيكو ) على التنكر لحقه في هذه السيادة التي لا غبار عليها ، وضرب شهادة التاريخ عرض الحائط . ولم يكن تسيير المغرب لمسيرته الخضراء نحو ربوع صحرائه سوى تأكيدا  لتلك السيادة  التي لا يمكن  أن تغمط  تحت أي ذريعة أومبرر مهما كان ومن أية جهة مهما كانت ، ولهذا لم يستجد المغرب  دول العالم التي أقرت له  من تلقاء نفسها بحقه التاريخي  في السيادة على ربوعه الجنوبية كما فعل خصوم وحدته الترابية  الذين صرفوا رشاوى فاحشة لدول عدمت ضمائرها وأخلاقها وهانت عليها مصداقيتها، فانحازت إلى أطروحة هؤلاء الخصوم الأشقاء ـ ياحسرتاه ـ الذين سلحوا المغرر بهم من أبناء وطنهم وقد استهواهم عقوقه ، وحشر معهم  مرتزقة من لاتين القارة الأمريكية ومن بعض الأفارقة الذين خاضوا حرب عصابات لم تنل من عزيمة  جيش باسل صدها في كل نزال وكانت دائما تنقلب على أعقابها منهزمة خاسئة.

و لقد انطلق قطار التنمية في  الصحراء المغربية قبل نصف قرن بوتيرة راشدة وهي اليوم تستهوي الزوار من كل أصقاع العالم للتمتع بما حباها به الله تعالى من سحر الطبيعة وكرم الضيافة .

ولم تنقطع يوما  ما دعوة الوطن الأم رعاياه متمردين أو سجناء رغم أنوفهم  في خيام وأكواخ تندوف المطوقة بالعسكر الجزائري إلى العودة معززين مكرمين إلى أحضانه رافعا الشعار الدائم والأكيد :  » الوطن غفور رحيم  » ومع ذلك أصروا على عقوقهم مصدقين  وعود أعداء وحدته الترابية السرابية  وهم في الحقيقة ألد أعدائهم لو كانوا يعقلون أو يشعرون ،لا يريدون لهم خيرا حسدا من عند أنفسهم  وطمعا في خيرات وطنهم .

وها هو المغرب اليوم كما كان دائما فاتحا ذراعيه يقدم لهم وعده الصادق بتمكينهم من حكم ذاتي تحت سيادته التي هي  في الحقيقة رمز قوتهم وصون بيضتهم من كل الأطماع المحتملة ، وهو أيضا  يمد يده  إلى خصومه الأشقاء  كما كان دأبه طيلة نصف قرن من الزمان، يناشدهم باسم أخوة الدين والعروبة والمصير المشترك كي  يعودوا إلى رشدهم ، و يغلبوا منطق العقل على  منطق الهوى ، و يقتنعوا بمنطق لا غالب ولا مغلوب ، وبمنطق كفى من هدر الطاقات ، وبمنطق الاستجابة إلى إرادة شعب اشتاق إلى معانقة أشقائه و إلى صلة أرحامه  لاهجا على الدوام بعبارة  » خاوة خاوة  » . وكفى من تسويق الكراهية والبغضاء  عن طريق تجييش الذباب  الإلكتروني ، وتسميم الأجواء بالإعلام الفج ، وكفى من سياسة حفر الخنادق ، وإيصاد الحدود ، ومنع الأجواء تحقيقا لانطلاق قطار المغرب العربي الكبير الذيل هو رمز انطلاق مشروع اقتصادي نهضوي عملاق  من شأنه أن يحقق رفاهية  طالما تتطلعت إليها شعوبه بلهف والتي ستجعل كل العالم يحترمه ، والتي  من شانها أن تقضي على أطماع الطامعين في إجهاض هذا المشروع العملاق عن طريق أساليب التحريش الخبيثة والماكرة .

فهل ستجد الأيادي الممدودة من المغرب أياد تصافحها وأحضانا تحتضنها ذلك هو المؤمل إن شاء الله تعالى ؟ وليس  هذا الحلم  بعزيز ولا مستحيل إذا صفت وصدقت النوايا وغُلِّبت  مصالح شعوب الوطن العربي الكبير على حب الرياسة والسلطة و على التشبث بوهم الأنفة  الزائفة التي لا مبرر لها  وليس وراءها سوى الإجهاز على حلم المغرب العربي الكبير لا قدر الله ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *