Home»Débats»وجدة، أوقفوا تدهور البيئة التحتية للمدينة!

وجدة، أوقفوا تدهور البيئة التحتية للمدينة!

1
Shares
PinterestGoogle+

محمد يوسفي

من المحزن جدا أن نرى ما آلت إليه الأمور في مدينة وجدة على مستوى تسيير الشأن العام، بنية تحتية مهترئة و مشاريع بدون فائدة تذكرو إهمال و تدهورعلى أغلب الأصعدة.
إن برنامج إعادة تأهيل مدينة الألفية و التي أنفقت عليه الدولة وعاء ماليا ضخما من أجل توفير فضاءات و مرافق تليق بتاريخ المدينة العريق و من أجل الرفع من جمالية المدينة و جاذبيتها لم تصاحبه أية أعمال صيانة حقيقية و مستمرة تمكن من المحافظة على المكتسبات لمدة معقولة تتناسب و الميزانيات التي صرفت عليها

.
فماذا لدينا اليوم؟ لدينا طرقات مليئة بالحفر و أرصفة محطمة و بدون إصلاح و أنوار معطلة و إشارات مرور بائسة، زيادة على العلامات الأرضية التي لم يبق منها إلا الأثر الملتبس. أما بخصوص الحدائق و الساحات و الفضائات العمومية، فحدث و لا حرج. راح مسؤولونا – و بطريقة غاب عنها الاحتراف- في عز الصيف و ندرة المياه ينقلون التراب و يغرسون النخيل و الأشجار خارج المدينة على امتداد الطريق المؤدية إلى المطار بينما الفضائات داخل المدينة، تلك التي يرتادها المواطنون للترويح عن النفس بقيت مهملة الإنارة و الكراسي و العشب و الألعاب.

و المقزز أكثر أن ترى ساحة جدة ، المكان الرمز بالنسبة لجيل كامل من الوجديين، بنافورتيها في ذلك المنظر الكئيب المخزي و قد تحولت إلى مطرح للنفايات و مكان للقمامة و الرذيلة؛ و نفس الحال بالنسبة لساحة زيري بن عطية، المؤسس لهذه البلدة الطيبة، بقوسها و مسرحها و رواقها. كل شيئ بها طاله الضياع أو التخريب، من البلاط إلى الإنارة، و من الأعمال الفنية التي تزين الساحة إلى رواق الفنون نفسه، الذي أصبح مكانا للتبول و التغوط أكرمكم الله.أما فيما يتعلق ببعض « المشاريع »، فشيئ لا يصدقه العقل. تم أنجاز « مشاريع » لم تكن ذات جدوى فعلية أو لم يستفد منها أحد البتة. فما الفائدة مثلا من كهربة الطريق من المطار إلى بنيدرار و زرع كل عواميد الإنارة تلك إذا ظلت هذه الطريق غارقة في الظلام ؟ و ما الفائدة من بناء كل تلك المنصات منذ سنوات و كل تلك الأكشاك إذا لم توظف فعلا لتشغيل الشباب و توفير العمل الكريم لهم؟ ما الفائدة من كل تلك الإنارة و تلك المظلات التي أنجزت بالگربوز و المكان يرتاده بائعون بسطاء يسوقون التين الشوكي بالنهار و هم ليسوا بحاجة إلى كل تلك البهرجة؟


فعلا، إنه لمن المحزن أن نرى المال العام يصرف بهذه الطريقة العديمة الرشد و الفائدة، و خاصة في منطقتنا هذه، و نحن نعلم أنها لا تساهم في خلق الثروة على الصعيد الوطني إلا بقدر ضئيل، و هي المحتاجة أن تستثمر بحكمة في كل درهم و أن توظف كل الإمكانات و القدرات من أجل اللحاق بركب المناطق المغربية الأكثر تطورا و تقدما في إطار جهوية متقدمة متزنة و متوازنة


إن سمات التبذير الفاحش و علامات الفشل الذريع في تسيير الشأن العام واضحة جلية، و لعل أبرزها لمن يريد التأمل، ذلك النصب العظيم الذي وضعه مسؤولونا عند مدخل المدينة العلمية تيكنوپول. فعند الدوار-الدائري، وضع ذلك الصرح و كان يراد منه بكل تأكيد أن يعبر عن العلم و النجاح و الجمال و الرقي و الإزدهار، لكن المشين و الذي تشمئز له نفس كل غيور، أنه و بعد كل السنين التي مرت، لم يره أحد أبدا يعمل، و لم يعرف أحد لأي شيئ يصلح، حتى تهالك و أتى عليه حكم الزمان و طالته يد الإنسان بالتخريب، فتحول إلى نقيض ما وضع من أجله. إنقلب إلى رمزحقير للجهل و الفشل و البشاعة و الإنحطاط و التخلف و وصمة عار على جبين كل من يتحمل مسؤولية هذا الوضع الكارثي. فعجبا لمدينة يرفع فيها المسؤولون أمام أعين الخلق « ثمثالا » كعنوان لتبذيرهم وسوء تدبيرهم و فشلهم في تسيير الشأن العام … و ناسها و كأنهم في سبات عميق

.
محمد يوسفي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Mohammed chergui
    13/10/2022 at 01:51

    حياك الله أخي الفاضل السي محمد
    سعيد بعودتك إلى أحضان وجدة سيتي
    لقد اصبت بهذا المقال المحز كما يقال وكشفت السكوت عنه
    نعم ابن مدينة الألفية البار

  2. حميد شفيق
    13/10/2022 at 13:44

    حقيقة منذ تولي حزب الإستقلال لدورتين و برئاسة عمر حجيرة عرفت مدينة وجدة تدهور خطير في البنيات التحتية للمدينة علما ان مواطنو المدبنة لم يصوتوا على حزب الإستقلال . أصبحت المدينة من بين المدن المغربية المتسخة ة شوارع و أزقة في حالة مزرية بما فيها الشترع الرءيسي للمدينة اتساءل أين هي مؤهلات المدينة . أصبحت مدينة وجدة قرية نائية بها إدارات عمومية و إنارة نهيك عن تواجد الكلاب الضالة بكل أزقة المدينة و هذا عيب على مجلس المدينة الذي لا يعتني و لا يهتم . أصبح المواطن الوجدي بدويا بإمتياز و يلاحظ متى تقدم المدن المغربية الأخرى التي جلها نظيفة . حسبنا الله و نعم الوكيل من سوء التدبير لهذه المدينة اللألفية .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *