ألا يجدر بالسيد بنكيران أن يصمت وهو الذي صار إذا تحدث لا يقول خيرا ؟
ألا يجدر بالسيد بنكيران أن يصمت وهو الذي صار إذا تحدث لا يقول خيرا ؟
محمد شركي
من المعلوم أن كل إنسان تلزمه المرجعية التي يدّعيها بغض الطرف عن صحة أو زيف ادعائه الذي يؤكل أمره لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور سبحانه وتعالى ، ولهذا نتوجه بالكلام في هذا المقال إلى السيد بنكيران بما يعكسه عنوانه من مرجعية يدعيها لكنه يبدو أنه لا يحترمها حين يطلق العنان للسانه كل مرة بما لا خير فيه لهذا البلد ، وقد وضع فيه الشعب من قبل ثقته لكنه لم يقدرها حق قدرها حين تولى رئاسة الحكومة والوطن يومئذ استفحل فيه الفساد، فلم يستطع أن يواجه المفسدين من عفاريت وتماسيح كما سماهم ، وانتهى معهم مضطرا لا بطلا بمقولة : » عفى الله عما سلف » ، وزاد بذلك من استفحال مشاكله ، ولسانه يفخر بمنجزات وهمية ، يسخر منها واقع الحال ، وهو يحول كل فشل إلى نجاح ، وحملت سياسته الشعب المغربي من الأوزار ما لا طاقة له به ثم صرف عن رئاسة الحكومة بعدما انتهى دوره، ونال أجره ، وكان سببا في هزيمة نكراء مني بها حزبه الذي ساءت سمعته، وهو مع شديد الأسف يدعي المرجعية الإسلامية التي صارت هدف كل من هب ودب بسببه ، وهي براء من كل من يدعيها ولا يرعاها حق رعايتها .
وبعدما كثر كلام السيد بنكيران بعد رحيله عن رئاسة الحكومة حتى بلغ حد التطاول على الكلام في كتاب الله عز وجل من خلال ما سماه وقفات عند آياته البيّنات وفق هواه، وهو لا يحذر الوقوع في مقولة منسوبة لأنس بن مالك رضي الله عنه كما ذكرذلك الإمام الغزالي رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين والتي قال فيها : « رب تال للقرآن والقرآن يلعنه » ،وهي مقولة تحذر من تلاوة القرآن مع تعطيل العمل به ، فصار صاحبنا لا يحدث حدثا في الوطن إلا وكان له فيه رأي وقول لا يمنعه إيمانه أن يصمت حيث يحسن الصمت .
ومع كثرة النقد المصاحب لفشل سياسة رئيس الحكومة الحالي في تدبير أزمة غلاء الوقود الذي نشر بدوره الغلاء غير المسبوق في المعيشة ،وبئس الغلاء فيها وسواد الشعب كثير محاويجه ، عمد الناس عندنا إلى رفع أصواتهم منددين بهذا الغلاء مطالبين بوضع حد له خصوصا وقد جاء مباشرة بعد الوباء ، وهما معا ما اجتمعا على أمة إلا ذلّت، وساء حالها ، فرأوا أن يتّحدوا ويوحّدوا مطلبهم الملح عبر » هشتاغ » ليكون تنبيها للحكومة ورئيسها عسى أن يبادر بسياسية رشيدة موفقة تجعل حدا لآفة الغلاء درءا لما قد ينتج عنها مما لا تحمد عقباه خصوصا في ظرف صارت فيه شعوب العالم التي يسوءها الغلاء تخرج إلى الشوارع غاضبة هادرة كأمواج البحر الهائج منددة به، وآخرها شعب سيرلنكا الذي اضطر رئيسه إلى الفرار بجلده خارج البلاد متاحشيا غضب شعب جوّعه إلا أن السيد بنكيران لم يعجب هذا الهشتاغ ، وانبري لانتقاده ، وهو الذي لا زال لحد الساعة لم يعتذر للشعب كما ارتكبه في حقه من أخطاء كانت سببا في عسر معيشته وشدتها ، كما أنه لم يقبل أبدا أن ينتقد ، وهو الذي يزبد ويرغي كلما انتقد ، وما نظن موقفه من الهشتاغ الموجه إلى رئيس الحكومة الحالي سوى تعبيرا عن عقدة الفشل التي لا زالت تطارده في يقظته ومنامه ، وليس انتقاده للهشتاغ حبا في خصمه بل هو تنفيس عما يؤرقه ،لأنه هو السابق في التضييق على الشعب في معيشته وخصمه اللاحق ، وهما في ذلك سيّان . وكان الأجدر به أن يصمت خيرا له من انتقاد الهشتاغ لأن انتقاده ليس من الخير بل أصله فريضة إنكار المنكر حسب المرجعية التي يدعيها السيد بنكيران .
وأخيرا نقول لإخوان بنكيران أليس فيكم رجل رشيد ينصحه بالتزام قاعدة الصمت إذا لم يكن في كلامه خير ؟ وعليكم أن تلتزموا بينكم قاعدة لا خير في قوم لا يتناصحون ، ولا خير في قوم لا يقبلون نصحا .
Aucun commentaire