منطق الزيادة ومنطق المزايدة(2)

البلبل يتوقف عن التغريد: شاعر المدح يتكلم
لكن عندما تألفت الحكومة بقيادة الحزب الاشتراكي (أظنها سنة 1996)بقيادة الأستاذ « عبد الرحمن اليوسفي »،وكان وزيره في الاقتصاد و المالية « السيد فتح الله ولعلو » المعارض القوي في زمن المعارضة.فقد عالج،وهو وزير الاقتصاد و المالية، الكثير من الملفات الشائكة(المديونية،والضرائب المتراكمة على المقاولات و الشركات،وملف الترقية الداخلية الخاص بالموظفين {بطريقة اقل ما يمكن القول عنها أنها مجحفة لكثير من فئات الموظفين}وإصدار الأمر بصرف الأجور إلى آخر الشهر :30 او31 من كل شهر عوض: 24او25منه(وهذه سابقة لم يجرؤ احد من الوزراء التقنوقراط على فعلها).مما جعل كثيرا من الموظفين المرتبطين بقروض مع البنوك يتعرضون لغرامات التأخير.وكان هذا من حسنات السيد الوزير الذي كان في وقت من الأوقات الماضية شاعر الهجاء، يدافع باستماتة عن المواطنين.لقد توقف البلبل عن التغريد(الهجاء و الانتقادات و اللكمات على المنبر المسكين،حتى الصراخ و الصداح الذي يحدث الصداع تلاشى.و تحول المعارض الجسور من أسد ضرغام وليث بصوته يرعب الكراسي البرلمانية إلى خروف لا يكاد صوته يسمع في الانتقاد.)كل الهلوسة طارت إلى عالم الغيب، عندما أصبح واحدا من أعضاء الحكومة.وأصبح يدافع عن أشياء كان ينتقدها في السابق(التوازنات المالية ،ومحاربة التضخم …).و أصيب الكثير من البسطاء مثلي، بالصعقة الكهربائية من نوع: la haute tension،وتساءل الناس في عجب و ضجر،هل المنصب الوزاري يفعل الأفاعيل بصاحبه إلى هذه الدرجة؟؟ماذا يحدث لصاحبنا لو عثر على مال قارون؟ لقد قالت الصحافة حينها،أن الوزير « مول الشكارة » غير المدخل لوزارته،وكان له مدخل خاص له كوزير(الصدر الأعظم وهو لقب كبير الوزراء عند الإمبراطور العثماني).
تساءلت وأنا الإنسان الذي لم ينس نشأته الأولى من التراب(وسيعود إليه)،لو خيرت أن أكون وزيرا من الطراز الأعظم(مول الشكارة)،وبين موتة مفاجئة /لاخترت الثانية،لأنها ستضمن لي قبرا(كنت دائما منشغلا به) ونهاية من آلام كآبة مزمنة و مستعصية.ولأني عاجز و معاق لسانيا،أن أكون من أهل المدح وأهل الهجاء في نفس الوقت، و نفس المكان.أو أن أكون كالطقس في الأرض و السماء.لقد قال الحكماء:خير للإنسان أن يريح و يستريح…
3)الشعراء يتبادلون المدح و الهجاء
الحقيقة أن لعبة الصراع بين الحكومة التي تمدح مشروعها التنموي،والمعارضة التي تذم هذا المشروع،جعلتنا نحن الذين نوجد خارج اللعبة السياسية،نقول الآن وليس بالأمس:الكل يغني على ليلاه(الحكومة تمدح و المعارضة تهجو)هي لعبة جعلت الناس الآن تعرف أن كل حكومة ستأتي ستعلن عن زيادات في الأسعار و الضرائب و الذعائر،وستمدح مشروعها التنموي،وستصفق له(هذا من مهام الوزراء) و تزغرد( وهذه من مهام الوزيرات). والأحزاب المعارضة ستهجو هذا الاتجاه هجاءا لاذعا(إنهم الأصدقاء الأعداء، ليس على غرار الإخوة الأعداء(هابيل و قابيل) أو الإخوة كرامازوف( ل دوستوفسكي) الكاتب الروسي المعروف عند أهل الكتابات الروائية. وسيضحكون جميعهم ،من يحكم ومن يعارض/ على سذاجتنا وغفلتنا في جلساتهم الخاصة…ألم يقل واحد من الوزراء رحمه الله،عنا أننا بقر.مع انه لم يحدد أي نوع من البقر(البنغالي(بلا شك) او الإفريقي(هذا هو المقصود من كلام الوزير) أو الهولندي(هذا مستبعد)…
انجاز:صايم نورالدين





Aucun commentaire