الباحث في علوم التربية الأستاذ محمد الصدوقي يجيب عن الأسئلة التسع حول المقروئية والرواج الصحفي ب

الباحث في علوم التربية الأستاذ محمد الصدوقي يجيب عن الأسئلة التسع حول المقروئية والرواج الصحفي بالمغرب 5/30
عزيز باكوش
لاحظ المتتبعون لأداء الصحف بالمغرب ، انخفاضا في مبيعات جريدة "المساء" المغربية ، ابتداء من شهر أكتوبر المنصرم ، حيث بلغ رقم السحب 124 إلف نسخة أكتوبر ، مقابل 132 ألف نسخة عن شهر شتنبر ، كيف تقدرون هذا التراجع من موقعكم كصحفي ؟
1- أظن أن تقدير تراجع مبيعات المساء خلال شهر واحد،لن يعطينا مؤشرات دقيقة وموضوعية حول هذا التراجع،لان الأمر يتطلب انتظار شهور أخرى لنرى حقيقة منحنى هذا التراجںبالإضافة أن الأمر يتطلب دراسة ميدانية علمية للتعرف على مختلف المتغيرات التي ساعدت على هذا التراجع،وعليه،يمكن المغامرة بسرد بعض الفرضيات التفسيرية:
– طبيعة بعض المواضيع المثيرة للقرائية.
– طبيعة الظرفية السياسية والاجتماعية.
– الشبع القرائي النمطي من الجريدة،حيث تكرار نفس المواضيع،ونفس القوالب التحليلية الصحفية،يحدث نفسيا بعض الملل الذي يسببه التكرار.
– تصاعد استعمال الموقع الالكتروني لجريدة،والاكتفاء بذلك،عوض شراء الجريدة(لكن هذه الفرضية تثير بعض التحفظ ؛ على اعتبار أن يومية الصباح رغم توفرها على موقع إلكتروني عرفت ارتفاعا في مبيعاتها،كما أشرت لذلك).
1.
كيف تقرأون ارتفاع سحب جريدة" الصباح " من 93 ألف نسخة سحب خلال غشت الماضي الى 135 ألف خلال شهر أكتوبر المنصرم ،على ضوء التنافس البين الجريدتين المستقلتين؟
2- لا أتوفر على معطيات او معلومات دقيقة بالنسبة لهذا السؤال.
2. ..كيف تقرؤون مفهوم الاستقلالية في العمل الصحفي ، وهل لهذه الاستقلالية دور في ارتفاع او انخفاض مؤشر الأداء الجريدة في سوق الرواج
الصحفي ؟
3-
أظن أن مفهوم الاستقلالية في المجال الصحافي يظل مفهوما ضبابيا،آلم نتفق عن إطار مرجعي لتحديده؛هل نقصد الاستقلالية الإيديولوجية أم السياسية أم الاقتصادية…؟
وأظن أن التحديد السائد،يحدد الاستقلالية بالنسبة للصحف الحزبية:صحف مستقلة أي غير تابعة لحزب معين،أما الاستقلالية بصفة عامة لا توجد نظريا،دائما هناك تبعية لمرجعية سياسية ما،أولجهة اقتصادية ما(ممولين،لوبيات…)او لمصالح ما تفرضها الضغوطات المالية لكي تستمر الجريدة…أما الاستقلالية المحضة(وخصوصا عن كل أشكال السلط السياسية او الاقتصادية او الإيديولوجية)ممكن أن تكون لو كان هناك وعي ونضج صحفي علمي وإرادة مستقلة لصحافيي الجريدة.
وحسب التاريخ المغربي القريب لواقع انتشار الصحافة،هناك حقيقة ارتفاع مبيعات بعض الصحف المستقلة(حزبيا)،حيث انهارت مصداقية وثقة بعض الأحزاب جماهيريا،ومنطقيا انهارت مبيعات صحفها.
3.
هل تتوقعون الاسوء في غضون الأشهر القادمة ، أم تعتبرون التراجع مرحلي ، بالنسبة جريدة المساء؟
4- أظن أن منحنى أي جريدة لا يسير في خط مستقيم دائما،هناك تموجات إلى الأعلى أو الأسفل حسب طبيعة عدة متغيرات متشابكة: ترتبط بخصوصية القارئ وتغير توجهاته،وجودة وكفاءة العمل الصحفي، واستمرار نفس الصحفيين الذين لهم مصداقية وثقة لدى القراء،ومدى جاذبية المواضيع الصحافية وجدة وأهمية الأحداث الإخبارية،والتوفر على المصادر الصحيحة والقريبة من صناع القرار ولفاعلين الأساسيين،وتماسك وانسجام الخط التحريري،والوفاء لحاجيات الفئات المستهدفة،عدم تعرض الجريدة للوبيات ضغط للتعجيل بنهايتها او تغيير خطها…وحسب هذه المتغيرات المتعددة يصعب التنبؤ بالاستمرارية او التدهور.
على كل حال شهر اوبعض شهور لن تسعفنا بمعطيات موضوعية للتنبؤ.
4. جريدة" الخبر" الجزائرية تعتبر من اكبر الجرائد انتشارا في شمال إفريقيا ،إذ بلغت أرقام سحبها لوحدها خلال شهر أكتوبر 600 ألف نسخة. هل
الشعب المغربي قارئ مزاجي ؟
5 و7- هنا يجب الانتباه جيدا،على الأقل إلى جغرافية التغطية(النشر)،وللخصوصيات السوسيو ثقافية لزبناء صحيفة ما،وللقدرة والدعم المالي أيضا،وعمر تجربتها:جريدة الخبر الجزائرية تتوزع في شمال إفريقيا،ولها دعم مالي كبير…أما الصحف المغربية،غالبيتها محدود التوزيع(المغرب)،ويعاني من أشكال عدة من الضغوطات(أولها مالي)…وهناك تعددية كثيرة لحد التمييع وتشتيت اهتمام القارئ،بالإضافة إلى تدني الشروط الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للقرائية،وتأثيرها السلبي على سيكولوجية الاتجاهات القرائية عند المجتمع المغربي،بالإضافة إلى التنافسية الكبيرة لوسائل الاتصال والإخبار الحديثة(فضائيات،انترنيت…).
انحدار الصحافة الحزبية بل موتها سريريا كيف تقرؤونه،
6-
انحدار الصحافة الحزبية له علاقة جدلية ومنطقية بانحدار مصداقية الأحزاب لدى مختلف الجماهير او المنخرطين أنفسهم،بالإضافة إلى تفشي بعض أشكال الفساد داخل صحف هذه الأحزاب(الزبونية، احتكار المناصب،عدم إنصاف الصحفيين،غياب المهنية والجدية والطموح،حيث يتم الاكتفاء بغنيمة الدعم،عدم الالتحام الصادق بالقضايا والحاجيات المجتمعية الحقيقة،حيث أصبحت مجرد صدى تجميلي للحزب أو لبعض الزعماء أوللسلط الحاكمة…مع استثناء بعض المنابر،طبعا ،التي لا تدخل في هذا التصنيف.
5.
ما الاقتراحات التي تراها مناسبة لجريدة ما كي تحافظ على مكانتها في سوق القراء؟
8-
المهنية والكفاءة،الدعم المالي، التسيير العلمي والعقلاني والديمقراطي،مصداقية الخط التحريري،المعرفة العلمية والموضوعية لحاجيات سوق التوزيع والقراء،التوفر على مصادر وازنة ونافذة،تنويع مواد الجريدة ليمس اهتمامات واتجاهات اكبر شريحة ممكنة من القراء،والانفتاح على مختلف الآراء والتوجهات المجتمعية الموجودة…
هل تنطبق نفس الوصفة على الصحافة الحزبية ؟
9- الوصفة(8)تنطبق أيضا على الصحافة الحزبية، مع شرط ضروري آخر هو المصداقية السياسية والجماهيرية لحزب هذه الجريدة.
…………………….




Aucun commentaire