Home»National»هل ما زال البرتقال … فاكهة الفقراء؟؟

هل ما زال البرتقال … فاكهة الفقراء؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

البرتقال .. فاكهة الفقراء

تعرف أثمنة البرتقال بأسواق و »سويقات » وجدة، غلاء لم يعرف له العباد نظيرا من قبل، حيث بلغ الكيلوغرام الواحد، تسعة دراهم معدودات، والكيلو لا يتجاوز ثلاث أو أربع برتقالات كأقصى تقدير، وهي كمية لن تشبع نفرا واحدا فما بالك بالأسرة المغربية التي يراوح معدلها ستة أفراد، والسلعة المعروضة غير ذات جودة عالية لأن الجودة تسر لجهات أخرى؟

فسبب الاحتجاج هنا مرده لكون منجم البرتقال لا يبعد عن وجدة سوى بخمسين كيلومترا. إنها مدينة بركان التي تتخذ البرتقالة شعارا لها، وقد وضع لها لبراكنة تمثالا وسط مدينة آيث يزناسن المقاومة. لهذا يحق لنا كمستهلكين لهذه الفاكهة التي هي محسوبة ضمن فواكه الفقراء أن نستغرب غلاءها بهذا الشكل؟ طبعا إنه وحش المضاربة والمضاربين الجشعين الطماعين الذي يحبون المال حبا جما الآكلين السحت الناكرين لفضل الله الذي أنعم علينا هذا الموسم بالمطر الوفير؟ ثم هناك المتواطئين من مراقبين زمن أوكل إليهم المخزن حماية المستهلك؟

أما وفرة البرتقال فتقابلها عملية تهريب واسعة لهذه الفاكهة نحو الأسواق الداخلية لنصبح نحن أهل الدار في خانة « جزار ويتعشى باللفت ». فيكفي للواحد من هؤلاء المسؤولين « المنتخبين » والإداريين الذين لا تستهويهم فاكهة البرتقالة، أن يقوموا بجولة بين أحياء المدينة ليقفوا على معاناة ساكنة وجدة التي هي معاناة مزدوجة. فمن جهة يمترس عدد من الباعة المتجولين وسط هذه الأحياء وعند مدخل جل المساجد يفتنون المصلين والمارة بزعيقهم وفي بعض الأحيان بكلام ناب أو مشاجرات تشل حركة المرور، ومن جهة ثانية ما يخلفونه من أوساخ تحول المكان إلى مزبلة لتزكم روائحها الأنوف، هذا لكون نصيب البسطاء الغلاء والمزابل. فما عسانا نقول غير قوله تعالى، »ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار »(إبراهيم 42)

— محمد حماس–

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *