العلاقات الانسانية المثلى

لا احد ينكر ان العلاقات الانسانية,المبنية على الاخاء والمودة والاحترام المتبادل,سبيل الى صفاء القلوب من الضغينة والحقد وتصفية الحسابات,لكن حينما يتخذ البعض هذه العلاقات,لتحقيق الاغراض الشخصية,فان لم تتحقق انقلب الصفاء الى كدر,والاخاء الى عداوة,والاحترام الى تطاول.
والعلاقات الانسانية التي لا تخضع الى كظم الغيظ والعفو والتسامح,علاقات مبتورة بدون شك,لان الذي لا يكظم غيظه في مواقف الغضب تطاول على الحلم,والذي لا يتسامح في مواقف الخلاف حشر نفسه في ديجور الحقد والضغينة.
وما اكثر الذين تبدو ثغورهم باسمة,فتعري على بياض اسنانهم,لكنهم يخفون سواد الحقد في قلوبهم,وما اكثر الذين يعجبك حديثهم بزخرفة الاقوال الوديعة,لكنهم يغفون الغيبة والنميمة واكل لحم الناس بالباطل,فاذا كانت النفس الانسانية تتسربل بالرياء ,وتظهر مالا تخفي,فاني اخالها تسير الى سوء المصير,واني اخال صاحبها ذئبا يكتسي بلباس البشر.
ولقد تبرا الاسلام من هذه النفوس,ونعتها بالخبث,وفي ان الوقت نعت النفوس المتجنبة لهذه الصفات بالنفوس الطاهرة,وبشرها بجنة عرضها السماوات والارض,قال تعالى:
سارعو الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض,اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء,والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس,والله يحب المحسنين صدق الله العظيم,
والى القارئ الكريم قصة صاحب رسول الله ابي بكر الصديق مع احد الاعراب,اذ يحكى ان الصديق كان يجالس الرسول حينما اقدم عليهما اعرابي كان على خلاف مع ابي بكر,فنزل من متن راحلته ليتوجه الى ابي بكر ويصيح في وجهه بكلام جارح في حقه,لكن ابا بكر لم يكلمه ببنت شفة,فانصرف لكنه عاد للمرة الثانية ليعيد نفس السلوك,وبادله الصديق بالجفاء كما فعل في المرة الاولى,فانصرف ثم عاد للمرة الثالثة,ففقد الصديق هدوء اعصابه واجابه بالمثل ,الشيء الذي اغضب رسول الهدى ,فتساءل الصديق عن سبب غضب الرسول الاكرم عليه افضل الصلوات,فاجاب الرسول ص نعم يا ابا بكر غضبت لان في المرة الاولى والثانية وكل الله لك ملكا يدافع عنك,اما في المرة الثالثة فقد ذهب الملاك وحضر الشيطان وانا لا ابقى في مكان فيه الشيطان وهذا سر غضبي,فندم الصديق على اجابته للاعرابي في المرة الثالثة.
انه معلم البشرية الذي لا ينطق عن الهوى,يامرنا في هذه القصة بالتحلي بالحكمة,والصبر وسعة الصدر والتسامح,عليه افضل الصلوات




Aucun commentaire