هل بدأ عقلاء الشيعة يغيرون مواقفهم من الثورة السورية؟

تابعت باهتمام خبر المواقف الأخيرة التي عبرعنها بعض مرجعيات الشيعة اللبنانية،والذين أصدروا بيانا يدعمون من خلاله الثورة السورية،بل ذهبوا أبعد من ذلك حينما اعتبروا دعم الثورة السورية لايقل عن دعمهم للقضية الفلسطينية،ولكافة قوى التحرر في العالم العربي ،كما أنهم عبروا بصراحة عن تخوفهم من حرب طائفية،قد تأتي على الأخضر واليابس.وهذا تحول مهم في مواقف هؤلاء،وهو تحول له ما بعده باعتبار المكانة التي تحظى بها تلك المرجعيات لدى أتباعها،ولا أعرف كيف سيتصرف حزب الله الشيعي مع هذا المستجد ،خصوصا إذا علمنا أن حزب الله، أعلن منذ البداية دعمه للنظام السوري،ولازال زعيمه مدين لثوارسوريا بالاعتذار عن تصريحاته ضدهم.ذلك أنه إلى حد الساعة لم يجرؤ على الاعتذار،لتنكشف بذلك نواياه المعادية لحرية الشعوب وانعتاقها من نظام ديكتاتوري،رفع شعار الأسد أو إحراق البلد.

حزب الله هذا يريد أن يرد لسوريا الجميل على ما قدمته له إبان حربه مع إسرائيل،ونحن نتفهم ذلك وكنا سنبارك هذا الاعتراف بالجميل، لو أن سوريا احتاجت دعمه لمواجهة إسرائيل،أما وإن دعمه للنظام السوري  جاء لمواجهة شعب أراد أن يتنسم طعم الحرية ،وينعتق من قبضة حزب بعثي خنق الحريات وعاث في الأرض فسادا،فتلك مفارقة عجيبة، و نقطة سوداء في تاريخ حزب الله،الذي أصبح يساهم في إذلال الشعب السوري.

وإذا كان زعيم حزب الله يصدح في كل خطاباته بقولته الشهيرة:هيهات منا الذلة.فكيف به يرضى ذلك لشعب سوري تجمعه معه رابطة اللغة و الرحم، وقبل ذلك كله رابطة الدين .إنها الحسابات السياسية المبنية على المصالح الشخصية الضيقة، والمنافع المتبادلة.

إلا أن هذه الحسابات لم تمنع من ظهورأصوات عقلاء الشيعة خاصة من مرجعياتهم،الذين رأوا بأمهات عيونهم القتل اليومي لشعب أعزل، إلا من بعض الأسلحة الخفيفة التي أجبر على حملها دفاعا عن نفسه وعرضه،وبخروج هذه الأصوات ،قد تأخذ القضية السورية منحى آخر،خاصة إذا اتسع نطاق المعارضة لمواقف حزب الله ،من داخل الحزب نفسه .ونرجو صادقين أن يتحرك ضمير شيعة لبنان،ويهبوا لنصرة إخوانهم السوريين.

وأعتقد أنهم مؤمنون بأن إرادة الشعوب لاتقهر،وأنه مهما كسب الباطل من جولات،فشمس الحق قادمة لامحالة.