كفانا من نفس الوجوه والأسماء سكان الجهة الشرقية يستحقون فعاليات شابة وأطر كفئة لتمثيلهم

على بعد أسابيع معدودة من استحقاقات 07 شتمبر المقبل، بدأت تظهر ملامح المرشحين لهذه الاستحقاقات لتمثيل الجهة الشرقية في البرلمان، ملامح لا تعدو أن تكون لوجوه مكررة وأسماء مجترة.. ليبقى نصيب الجهة الشرقية كلمات من هوى وجدان المرشحين وسماسرتهم.
الأسماء التي طفحت على الساحة لا تعكس مستوى ساكنة الجهة لا عمريا ولا ثقافيا ولا حتى سياسيا، فجل المرشحين ألقت بهم أمواج الجهل والأمية، وربما الأرصدة المالية غير المشروعة في غياهب السياسة، فمنهم من لا يستطيع كتابة اسمه، ومنهم من عمر طويلا في البرلمان دون فائدة تذكر، ومنهم من سقط سهوا على السياسة بعدما لفظته قطاعات أخرى…
طبعا الإشكال المطروح لم يعد يخص أسماء المرشحين بقدر ما بات يهم الأحزاب التي بدورها ألقت بالمبادئ جانبا مقابل الظفر بمقعد قد يضيف القوة العددية للوصول إلى الحكم وتحقيق أكبر عدد من الحقائب الوزارية، وعوض أن ينصرف بعض الزعماء للتقاعد وفسح المجال أمام الشباب والأطر القادرة على مواكبة سرعة مغرب العهد الجديد، لا زالوا يكرسون عبر التزكيات التي تشوبها عدة شبهات نفس الوجوه التي شاخت في السياسة، ونفس الأسماء التي أصبحت ثقيلة على مسامع السكان والمواطنين.
لا غرابة إذن أن يظفر أمي أو جاهل أو محدود المعرفة بتزكية حزب دون أن ينالها الوزير، ولا عجب أن نجد أطر الأحزاب متذمرة عاجزة عن فعل أي شيء وكأن قدرها أن تدير أو تشارك في حملات انتخابية دون أن يكون لها حظ خوض التجربة في يوم من الأيام.
المطلوب بالجهة الشرقية اليوم أن يكون لها برلمانيون يحملون هم الجهة ويشاركون في دفع عجلة التنمية الاقتصادية حتى لا تتكرر أخطاء الماضي، والمفروض في قيادات الأحزاب أن تجدد دمها، وتتطور أداءها، صحيح أن نسبة الأمية مرتفعة، وصحيح أن الديمقراطية تقتضي أن يتم تمثيل هذه الفئة، لكن ماذا عساها تفعل لنفسها وهي لا تمتلك أدوات الحوار والتمثيلية الفعالة؟
لقد حان الوقت أن يحيل زعماء الأحزاب الدين شاخوا في هرمها أنفسهم على التقاعد قبل أن يرغموا على ذلك، فمغرب الملك محمد السادس لم يعد في حاجة إلى أمثال عصمان واليازغي و أحرضان والقادري واسماعيل العلوي وعباس الفاسي، وغيرهم، لقد دخل هؤلاء تاريخ المغرب حتما وتركوا بصماتهم بالأكيد، وما عليهم اليوم ليحترموا تاريخهم سوى أن يمنحوا المشعل للجيل الجديد بكل روح رياضية وبكل ديمقراطية، لأن هذا السلوك هو الذي سوف يبعث دما جديدا في البرلمان والمجالس والجهة والحكومة…
وهذا السلوك هو الذي سوف يفرض تحديد الشروط الموضوعية لدخول الانتخابات وعدد المشاركات في البرلمان.
إن الجهة الشرقية ستكون أفضل بفعاليات شابة تقدر المسؤولية وتصنع القرار، ولن تكون على دربها الصحيح مع استمرار تكريس نفس الوجوه والأسماء التي لم تقم سوى بحفظ امتيازاتها ومصالحها، ولم تتخلص من سلوك البيع والشراء في الذمم ودخول سوق النخاسة الانتخابية.
لقد حان الوقت ليقوم المواطن بدوره، وبعد ما بدأت مؤسسات الدولة تستعيد ثقة المواطن، ما على الأحزاب سوى أن تتحرك في نفس الاتجاه للتأطير واستعادة ثقة الشباب في هيئاتها التي هرمت دون أن تتجدد ولو بعد عقود. وما على المواطن المثقف عبر صناديق الاقتراع غير القيام بدوره وبعث رسالة واضحة المعالم لمرشحي النوبة الانتخابية…




1 Comment
تحتاج العملية السياسية فعلا الى دعم من قبل الطاقات الشابة ، لتضخ بذلك دما جديدا في الحقل السياسي. الا اننا دوما نلوم شيوخ السياسة بانهم يقطعون الطريق بوسائلهم الخاصة امام هذه الفئة حتى يعمها الياس . وفعلا تحقق لهم مرادهم ، فانطلق الشباب الى الشواطىء والجبال الباردة والفنادق الفاخرة واللهو بحثا عن المتعة، متناسين ان هناك استحقاقات مهمة يتوجب عليهم الانخراط فيها.
وقد يعود هؤلاء الشباب الى بيوتهم بعد العطلة ليجدوا ان الانتخابات قد ولت وفاز فلان وفلان ،ويشرعون انذاك في النقد والتجريح والقاء التهم يمينا ويسارا ، ناسين انهم اهدروا الفرصة وتركوا الملعب فارغا ، اما بغيابهم او بعدم تسجيلهم في اللوائح اصلا.
لذا علينا ان نحاسب الشباب اولا قبل ان نعاتب شيوخ السياسة ، لانه من حق كل مواطن ان يتنافس للوصول الى قبة البرلمان…ولا يحق لمن غاب عن هذا الاستحقاق الكبير ان ينتقد العملية مهما كانت النتائج..