Home»Régional»علمتني كيف أحب وطني

علمتني كيف أحب وطني

0
Shares
PinterestGoogle+

حل الصيف و بدأت الوفود سياحا و جالية مغربية يفدون على أرض الوطن الحبيب للفسحة و الترويح عن النفس من عناء الحضارة الأوروبية و مشاكلها و صخبها الذي لا ينتهي ليل نهار ، أو لإحياء صلة الرحم ، و كنت من بين الأسر التي استقبلت الضيوف : أسرة فرنسية فقمت و قعدت على قدم و ساق لأحسن ضيافتهم و أعطيهم صورة مثالية عن كرمنا و جودنا ، و عملت و أسرتي الصغيرة جهدنا حتى يفرحوا و يستمتعوا بعطلتهم لمدة ثلاثة عشر يوما على التمام : نقدم لهم أطباقا مغربية و حتى أوروبية و نقترح عليهم فسحا و نصاحبهم في السواق و نشتري لهم الهدايا … بمعنى نحاول جهد إمكانياتنا إصلاح نظرتهم إلى الشرق ، فحتى كلامنا أصبح باللغة الفرنسية حتى فيما بيننا لنجعلهم يحسون أنهم قريبون منا و ليسوا غرباء . فساروا يتحركون في زوايا المنزل كأنه ملكهم الخاص ، يأمرون و ينهون و نحن علينا السمع و الطاعة ، كل هذا لإرضائهم و تحقيق التعايش المشترك و التواصل و التسامح … جميل هذا … لا عيب فيه لإنه يدل على حسن الضيافة و الكرم الذي يتصف به المغاربة خاصة و العرب عامة و هو نفس الكرم و الجود الذي تغنت به القصص و القصائد من عهد الجاهلية إلى الإسلام .

و في اليوم الأخير حيث بدأت الاسرة الجنبية في الاستعداد للعودة دار حوار بيني و بين طفلتهم التي عمرها أربع سنوات ، حول العودة إلى الوطن و ما ستتركه هذه العودة في نفوسنا من شوق و حرمان لبعضنا البعض و بينما كنت في قمة التعبير لها عن شعوري و احساسي بنوع من الإخلاص و الوفاء أجابتني بكلام صريح : كلام طفلة لا تعرف الكذب و لا التلاعب بالألفاظ … و قالت : " نعم سأعود إلى فرنسا لأن هناك بيتي و في بيتي غرفتي التي أحبها " كأنها أرادت أن تقول لي : رغم حسن ضيافتكم و كرمكم و رغم تنزهي في بيتكم طولا و عرضا فإنه ليس بيتي أي ليس وطنــــــــــــــــي…

أي روح وطنية هذه في نفس طفلة عمرها أربع سنوات لا أكثر و أي حليب رضعته منذ حداثتها … ايقظتني كلماتها الصغيرة ، لكنها كبيرة المعنى ، من سكرة شعوري المتدفق الذي ظننت أنه سيؤثر فيها و يجعلها تقبلني على الأقل لتبادلني نفس شعوري .

استيقظت من حلم جميل لأعرف أن هذه الطفلة أذكى مني : علمتني كيف أحب وطني و جعلتنبي أكتب هذه الكلمات لأقول لأبناء جاليتي هناك في بيت المهجر : تعلموا أعزائي من هذه الطفلة كيف تحبون وطنكم . تعلموا كيف تحافظون على هويتكم فرغم التعايش المشترك و رغم التاواصل و رغم ما نحاول تحقيق التسامح مع الغرب ، علينا أن نحافظ على كرانمتنا بحفاظنا على هويتنا و انتمائنا … لا تذوبوا في هوية الغرب … لا تنسلخوا من جلودكم و تنسوا أنكم مغاربة لكم وجود و كيان مستقل يميزكم عن أهل الغرب … تعلموا من هذه الطفلة أنكم مجرد ضيوف هناك فبيتكم الحقيقي هو المغرب الحبيب الذي فيه ستجدون غرفتكم الحقيقية …

و أقول لهؤلاء الذين يركبون قوارب الموت عودوا أحبائي إلى غرفكم ففيها تحسنون التفكير باطمئنان لتخدموا وطنكم لا وطن غيركم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. كوثر ابراهيم
    02/08/2007 at 00:11

    السلام أختي
    شدني العنوان فقرأت مقالك كاملا
    أحييك على روحك النضالية التي بعثت في نفس أي متدوق لسطورك معنى حبنا لهدا الوطن الكبير
    الوطن الدي ضمنا بحرارة قوية من يوم مولدنا …
    لنتركه في آخر المطاف و ننفث في قلوبنا عشق وطن آخر …
    ربما تركنا الوطن و دهبنا إلى غيره …
    و تعلمنا من تقاليد الغرب ما يجعلنا ننسى كل عاداتنا…
    إدن فلنتعلم من الغرباء معنى حب الوطن الجليل …
    وتكريس الغالي و النفيس لخدمة البلد الجميل …

    و شكرا

    أختك كوثر ابراهيم

  2. محمد الزعماري
    14/08/2007 at 15:54

    اولت يا اخي كلمات الطفلة تاويلا جميلا ولكنه ليس الحقيقة ،لانه لو سالت نفس السؤال لاي كان واجاب بصراحة لقال لك :لاارتاح الا في بيتي ولايهم ان كان في الوطن الاصل او في المهجر ،فالانسان مثل السمك ما ان يالف مكانا ويستقر فيه لمدة طويلة يتشبث به ولايحب مغادرته الا للضرورة والجنين يشده اليه دوما .جميل ان نتعتز بوطنيتنا وندافع عن وطننا ونعمل من اجل ان يحبه كل ابنائه ولكن ليس جميلا ان ننسب كل ما هو حسن للغرب مكرسين عقدة التخلف التي تعمل نشر ثقافة التحلف التي لاترى ما حولها الا اسودا وان لاشيء يستحق الحياة.الامور كلها نسبية .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *