Home»Régional»هل الصداقة فعلا ثروة حقيقية …؟؟

هل الصداقة فعلا ثروة حقيقية …؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

شـهــرزاد الانـدلـسـي

كثيرا ما نسمع عن علاقات وصداقة بين الآخرين تشتد روابطهما وتتعمق جذورهما، قد يستغرب البعض من هذه الحالة في وقت باتت فيه العلاقات الإنسانية بين الناس تحكمها المصالح في وقت أصبحت الصداقة الحقيقية عملة نادرة في هذا الزمان .

الصداقة هي عطف متبادل بين شخصين حيث يريد كل منهما الخير للآخر ويوثره على نفسه ،
الصداقة من الصدق وهي نقيض الكذب وبهذا تكون الصداقة الحقيقية بالصدق مع النفس و مع الآخرين وفي هذا الصدد نجد من الأحكام والأقوال المأثورة ما يؤكد معنى اقتران الصداقة بالصدق وعلى سبيل المثال :

– أخوك من صدقٌك لا من صدقك

– الصديق إما أن ينفع أو يشفع .

– جواهر الأخلاق تصفها المعاشرة .

– جليس المرء مثله .

وإذا كان الحب قيمة إنسانية رائعة فالصداقة قد تصبح في بعض الأحيان أروع وأغلى.. نتيجة ما تتصف به من صدق وإخلاص وقدرة جبارة على الوقوف في وجه المشاكل والخلافات أيا كان نوعها ،وكثيرا ما نرى في زماننا هذا سقوط صداقات استمرت لسنوات والأسباب طبعا إما الأنانية أو الخداع أو الغدر او الكذب … ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل الصداقات في الأزمنة السالفة كانت أعمق وأوثق من الصداقات في زماننا هذا ؟ والجواب طبعا من وجهة نظري أن الأشياء الثمينة والقيم النبيلة من بينها الصداقة لا تتغير بتغير الزمان ولكن متغيرات الحياة الاجتماعية وتفشي روح الأنانية وحب الذات في السلوك البشري تسهم بصورة أو بأخرى في تقليص العلاقات الاجتماعية وفرص تكوين صداقات وهكذا نجد أن الصديق الوفي المخلص أصبح ثروة يحسده الآخرون عليها .

فعلاقة الصداقة تولد لدى الإنسان الثقة بالنفس والألفة والمحبة والتعاون فتجعله ايجابيا محبا لنفسه ولكل من هو حوله، فهي فعلا علاقة جديرة بالاحترام والتقدير .

وفي الأخير يمكننا القول أن الصداقة شيء جميل بل رائع تكاد تصل روعته إلى أن تكون باقة ورد ولا بد أن نواليها بالرعاية والعناية والاهتمام وإلا فإنها سوف تذبل وتموت ، الصداقة علاقة إنسانية قبل كل شيء مفاتيحها الصدق والوفاء والإخلاص.
04/07/2007

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. إبراهيم البربري
    06/07/2007 at 14:13

    تحية طيبة لك الآنسة شهرزاد ؛ تحية صداقة وود واحترام.. لا شك أن إثارتك لهذا الموضوع تنم عن رثاء بريء لكلمة « صداقة » كمصطلح وكعلاقة إنسانية نبيلة أضحت مع مرور الزمن تفقد بريقها الإنساني العميق وأصبحت مجرد كلمة لا يرقى المتشدقون بها إلى مدلولها الحقيقي؛ فهي كلمة تنبس بها الشفتان بينما على أرض الواقع فهنا يطرح السؤال…؟ فالصداقة باتت كقصص ألف ليلة وليلة وحكايات شهرزاد وشهريار ، أسطورة تاريخية حولتها الفلسفة المادية إلى علاقات نفعية ومصالح براغماتية..

  2. محمد شركي
    06/07/2007 at 20:49

    إلى الأخت شهرزاد كالعادة مقالاتك ذات نكهة فكرية خاصة ومتميزة
    الصداقة مفهوم من مفاهيم الثقافة الاسلامية لقوله تعالى : ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تاكلوا من بيوتكم أو بيوتآبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم ؛ أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ) لقد جعل الاسلام علاقة الصداقة كعلاقة القرابة بطبيعة الحال في تعامل مخصوص ولكن الشاهد عندي هو مفهوم الصداقة الوارد في ديننا
    جزاك الله خيرا على طرحك الهام لموضوع الصداقة وما يلزمها اتكون في المستوى المطلوب شرعا وعرفا دام قلمك

  3. شهرزاد الاندلسي
    07/07/2007 at 12:25

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    اخي الفاضل ابراهيم البربري
    اشكرك جزيل الشكر على اهتمامك بالموضوع وان كلماتك قد عبرت بكل صراحة عن ما اردت الوصول اليه ..فالصداقة اصبحت في زماننا هذا تحكمها المصالح والمادة ..لذلك تجد الكثير من الناس يفضلون العزلة ومصادقة النفس عوض مصادقة اشخاص يحبهم ويحبونه يلجأ اليهم وقت الشدة ويلجأون اليه وقت الحاجة ..وهي اخطر ظاهرة نراها في هذا العصر …
    فالصداقة الحقيقية اصبحت ثروة وعملة نادرة لا يملكها الا القليل …
    شكرا اخي الفاضل ولك مني كل التقدير والاحترام ..

  4. شهرزاد الاندلسي
    07/07/2007 at 12:25

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    استاذي الفاضل محمد شركي
    إن الصداقة الحقيقية المبنية على الحب في الله لهي أفضل صداقة يعتز بها المرء وقد أكد عليها الإسلام واعتبرها قضية مقدسة فلا توجد بين العبادات والإيمان أفضل من اكتساب أخ مؤمن وصديق صالح كما قال الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..رجلان تحابا في الله واجتمعا في ذلك وتفرقا عليه )..
    شكرا …… و لك فائق التقدير والاحترام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *