لماذا صوتت على حزب العدالة والتنمية

على الرغم من كوني زاهدا في الانتخابات لقناعة في نفسي .صوتت هذه المرة لصالح العدالة والتنمية لأسباب بعضها مرتبط بالعدالة والتنمية نفسها ، وبعضها الآخر يعود إلى الخليط من العلمانيين واليساريين ، وكل دعاة التغريب أصحاب الأفكار الهجينة ، الذين لا نعرف عنهم إلا العداء لكل ما هو إسلامي ، واللبراليين المنافقين الانتهازيين والحداثيين والتنويريين الذين لاتهمهم إلا المصالح الخاصة ، وتصيد المناصب ، وتغريب الأمة بتجريدها من عقيدتها وتشكيكها في دينها وفصلها عن ثقافتها وإبعادها عن تاريخها واستعداء الغرب عليها مقابل زوجة شقراء أو منحة أو رشوة أو شهرة مزيفة …..مر على استقلالنا وانتخاباتنا الأولى أزيد من خمسين سنة ، تعاقبت أثناءها على حكمنا أحزاب لبيرالية ، اشتراكية ، يسارية وعلمانية … تتصارع أثناء الانتخابات ، ويلعن بعضها بعضا ، ثم تتحالف وتنسى اختلافاتها بعد الانتخابات ، تمهيدا لتوزيع الحقائب وأشياء أخرى ….إذا أعشبت الأرض شبعنا ، وهذا لا يعجبهم ، فيسارعون إلى اختلاق الأزمات . أما إذا جعنا صبوا جام غضبهم على عدم سقوط المطر ، أو تأخره ، وتذرعوا بالقحط الذي نزل بساحتنا ، ونحن الذين تغرقنا كل عام الفيضانات ، وتذهب بخيراتنا إلى البحر ، ولا نستغل مما نزل من المطر إلا عشرة بالمائة . ثم أعلنوا العجز في الميزانية وإعادة النظر في المصروفات وتوقيف التشغيل … هذا حالنا لم يتغير إلا قليلا طيلة كل هذه السنوات التي أوكل الأمر فيها إليهم .
إذا تحجبت المرأة وصفوها بالخيمة المتحركة ، أما إذا تعرت كانت هي الحرة ، حرية لا محدودة على صعيد الجسد ، والذات ، والفكر ،والعواطف والمشاعر ،والرغبات … وإذا ذكر أحدنا بسم الله الرحمان الرحيم ، قالوا عنه إنه ظلامي ،رجعي،إرهابي ، يعمل على تأخير البلاد والعباد… وإذا أفسد المفسدون ، وزنا الزناة ،قالوا عنهم ، أولئك هم التقدميون الأحرار . فوزهم في الانتخابات ديمقراطية وشفافية ، وفوز غيرهم مهزلة وتواطؤ وزيف وتزوير..
كل هذه التجربة المرة ، التي عشناها مع العلمانيين وبرلمانييهم ووزرائهم ، أبناء وأحفاد قواد الاستعمار ، المتصفة بالكذب والخداع واستغلال النفوذ وكثرة الفساد في المال والأخلاق …أفقدتنا الثقة فيهم وحملتنا على رفع شعار {خبز وماء والعلمانة لا } « شعار صادق ومعبر ردده التونسيون أثناء ثورتهم » ودفعتنا دفعا إلى اختيار نور المصباح لأن حامليه ليسوا غرباء عنا ، فقد ألفنا وجوههم بمسجد الحي ، والمدرسة العمومية ، والجامعة المغربية ، وتزاحمنا معهم في الحافلات ، واحتككنا بهم في الأسواق الأسبوعية الشعبية. هم من أبناء الجيران ومن سكان الحي ،هم أناس في قمة الصدق و التواضع والساطة . فهم منا ونحن منهم . ليسوا أبناء ولا أحفادا أذناب الاستعمار ومقاوليهم ، مبادئهم هي مبادؤنا ومرجعياتهم الدينية والفكرية والأخلاقية إسلامية هي مرجعيتنا ،تاريخهم نظيف وتجربة نوابهم مشرفة .لم أبذل جهدا كبيرا لتحليل وفهم آرائهم ، ولم أضطر إلى قراءتها قراءات متعددة ، لأتبينها أو لأكتشف المدسوس خلف السطور ، لأني أعلم مسبقا صدقهم وحسن نيتهم .برنامجهم السياسي والاقتصادي كان بسيطا ،واضحا ، مفصلا، منطقيا ،معقولا، وقابلا للتطبيق . يراعي الأولويات ويتجنب الأسوأ من المهراجانات والحفلات …
ولإخوتي هؤلاء أقول : إن الأغلبية من نساء مواطنيكم لا تهتمن لا بالمهرجانات ولا بالحفلات ولا بلبس المايوه والعري والتمدد على الشواطئ ،ولا يطالبن بالكوطة في البرلمان ولا بالمساواة مع أخيها الرجل في الإرث ….والأغلبية من مواطنيكم لا تريد إلا العدل والمحافظة على دينها وعقيدتها و الكرامة والشغل والأكل من عرق الجبين …. الأغلبية أيها العدل والتنمية ، لاتريد من منتخبيها إلا الصدق وعدم الارتماء في أحضان الفساد .
صحيح كنتم أكثر حضارية من العلمانيين ،لما أعلنتم عدم احتكار السلطة وإقصاء من كان بالأمس يتآمر عليكم ويكيل لكم الدسائس ، وعرضتم عليهم المشاركة في الحكوكة المرتقبة ولو كانوا مكانكم مافعلوها .
ولكن فليحذر الذين أخذوا أصواتنا من الانحراف و خداعنا .فوالله ما انخدعنا لهم إلا لظهور علامات الصلاح عليهم .ومن « : خدعنا بالله انخدعنا له. » كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه .فإن انحرفوا ، و فعلوها ألحقناهم بالعلمانيين وتبرأنا منهم وأوكلنا أمرهم إلى الله الذي به انخدعنا لهم .
بقلم عمر حيمري
ذ





Aucun commentaire