نظريات هيكل والثورات العربية

نشرت فضائية الجزيرة مؤخرا برنامجا تحليليا للثورات العربية مع المفكر المصري حسنين هيكل,هذا الاخير الذي يرى في نظرياته الغريبة ان الثورة في كل من مصر وتونس وصلت الى النضج السياسي المطلوب,فكانت سلمية الى حد ما ولم تخلف من الدمار والخراب ما خلفته الثورة في ليبيا والتي نعتها بعدم النضج لانها حسب رايه اعتمدت في الاطاحة بنظام القذافي على الشيطان ويعني به الغرب :الناتو والولايات المتحدة الامريكية.
غير ان هيكل هذا غابت عن نظرياته الاوضاع التي رافقت هذه الثورات في هذه البلدان,وتناسى ان الثورة التونسية والمصرية ارغمتا كلا من بن علي ومبارك على التنحي بفعل الدور الوقائي الذي لعبه الجيش النظامي في كلا البلدين,برفضه ضرب المتظاهرين الشيء الذي جعلهما ينسحبان عن السلطة بالطرق المعروفة,
والاكيد ان الجيش لو اطاع الاوامر لكانت تونس ومصر وديانا من الدماء ولكانت نتائجها مجهولة,بخلاف ليبيا التي اعتمد فيها القذافي على الحديد والنار منذ البداية متوعدا المتظاهرين بحرب ضروس.
كما ان هذا الاخير ساهم في تاجيج الثورة ضده حينما خاطب ابناء بلده باساليب تنم على انه مريض بالزعامة وان الظنون ذهبت به الى الهاوية والنهاية الماساوية متخيلا ان كتائبه ستركع الثائرين وان امواله ستجلب له الملايين للقتال بجانبه.ولولا تدخل حلف الاطلسي لكانت النتائج لصالحه ولاخمد الثورة بكل تاكيد الى مالا نهاية,
والجدير بالذكر ان الثورة في مصر ساهم في سلميتها بالاضافة الى الجيش حكام البيت الابيض الذين تخلوا عن حليفهم مبارك حين علموا علم اليقين ان الثورة لا يمكن اخمادها بالسلاح ,وربما تكون خطرا مباشرا على ربيبتها اسرائيل,فاثروا تنحية مبارك تاركين مستقبل مصر وعلاقته باسرائيل للمجهول.





Aucun commentaire