وجدة إلى أين؟

وجدة إلى أين؟
لا يمر يوم على مدينة وجدة دون أن نسمع بجريمة أو نتعرض لسرقة فردية أو اجتماعية بالوسائل والطرق التي لم تعهدها المدينة، فهل اهتمام المسؤولين وانشغالهم بالتحولات التي يشهدها ميدان التخطيط و الإعمار وتعبيد الطرق جعلهم يغفلون تفادي السقوط في مستنقع الفوضى والانفلات الأمني؟.
لقد انتقلت السرقة في المدينة من وضعية تشهدها الأسواق الأسبوعية وسوق السمك بباب سيدي عبد الوهاب إلى سطو جماعي مسلح في وضح النهار ، وانتقلت سرقة بعض منازل المهاجرين الفارغة إلى المنازل العامرة مقترنة بالقتل والذبح.
الم تدفع كثرة الشكاوي وعدد العمليات الإجرامية التي عرفتها المدينة المسؤولين إلى التفكير في الوضعية الأمنية و إلى الانشغال بأمور الساكنة و التخطيط لمواجهتها و البحث عن الحل المناسب في اقرب الآجال.
فعلاوة على تكاثر المنحرفين الذين يعتدون على النساء والفتيات وسط المدينة عرفت منطقة اسلي معارك بالأسلحة البيضاء والسيوف والحجارة، وتعرضت عدة حافلات النقل الحضري للسطو داخل المدينة ، باستعمال جميع الوسائل التي تدل على أن هناك عملا إجراميا منظما وعصابات تستهين بالقيم الاجتماعية وبهبة الدولة وسلطة القضاء.
إن المواطن يصاب بالريبة أمام تمادي هذه الأعمال دون أن يحس أو يلمس تحولا في العمل الأمني ، وله الحق في أن يتساءل عن غياب شرطة القرب التي كانت تجول الشوارع والأحياء، ألا يمكن أن تكون ردة فعل انتقامية، أ لا يمكن أن نؤسس فرقا متخصصة جديدة تعيد للمدينة استقرارها وهدوءها، الوضعية خطيرة لا تحتمل التأجيل والتباطؤ وأن ما بدأ إجراما من اجل السرقة قد يتحول إلى عمل إرهابي لا تحمد عقباه.
وجدي . م م




3 Comments
أتمنى أن يجد نداك هذا آذانا صاغية ، حتى تعود المدينة إلى هدوئها واستقرارها المعهودين.
إن الفئة المستهدفة من الاعتداءات تهم جميع اشرائح المجتمع و لا نرى تعاليق اولئك الذين يتسارعون إلى توجيه الانتقادات لما تتخذ مؤسسة تعليمية ما قرارا في ضبط المشاغبين و هي – إذا أردنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها – الفئةالتي تزود سوق الإجرام في المستقبل . ألم يحن الوقت لنلتئم و نجعل من مشاكلنا وحدة الحفاظ على المجتمع او أن طالما لم تهم « بيتي » مباشرة أسكت . و إلى متى؟ ألم نستفد من قصة الثور الأبيض؟ غير بعيد ذبحت أستاذة و لم تقرأ حتى الفاتحة في المؤسسات و كم من بيت أستاذ سرق و كم من بيت غير الأساتذة أفرغ عن كامله و السكوت التام و لا أحد يحرك ساكنا
اعتقد ان الانفلاتات الأمنية وارتفاع عدد الجرائم وتطورها النوعي.. ناجم عن اشكال هيكلي عميق ليس وليد الساعة، ويتعلق الأمر بتهميش العالم القروي عمليا-لا على مستوى الخطاب- منذ الاستقلال ، ونزيفه المتدفق نحو الحواضر هو المتسبب في ما نعيشه . اما الأسباب المؤدية الى تطور نوع الجريمة والاعتداء في واضحة النهار فمتعددة وعلى رأسها تعاطي الحبوب المهلوسة(القرقوبي) والذي يمكن متعاطيه من الجرأة على ارتكاب ابشع الافعال وكأنها افعال عادية. ونحن نعلم ان مدينة وجدة هي البوابة الرئيسة لتداول هذا السم وتعاطيه واعتقد ان على الجهات المعنية ان تضرب بيد من حديد وتطبق اقسى العقوبات في حق مروجي هذا السم الزعاف وتشهر بهم على نحو ما تفعل في مكافحة الارهاب او أشد لأن فتك هذا المخدر بعقول شبابنا هي اشد واقوى لسريانها في الحياة اليومية لمجتمعنا