Home»Régional»انـتــهـاك الـطـفـولـة …كيـف ..ولمـاذا..؟؟

انـتــهـاك الـطـفـولـة …كيـف ..ولمـاذا..؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

آلاف الأطفال في العالم يتعدى عليهم وتنتهك حرماتهم يوميا فنادرا ما يمر يوم إلا ونسمع أو نقرا عن طفل أو عدد من الأطفال تعرضوا للاعتداء أو الانتهاك فما هو مفهوم انتهاك حرمة الطفل ؟ وما هي أشكاله وأنواعه ودوافعه؟ وكيف هي مظاهره في مختلف الدول والمجتمعات ..؟!
إن المقصود بانتهاك حرمة الطفل هو قيام الوالدين أو من يقوم على تربية الطفل أو احد الأشخاص البالغين أيا كان بممارسة أي نوع من أنواع العنف أو القسوة الشديدة التي تتسبب في إصابة الطفل المراهق بالألم والضرر والمعانات جسدية كانت أم نفسية أم عقلية أم اجتماعية ويشمل الانتهاك الجسدي الضرب المبرح وتعريض الطفل للكسور والرضوض والكدمات والجروح والحروق والتسسم والإغراق والقتل والاغتصاب ويشمل الانتهاك النفسي ،التسلط والإرهاب والاهانة والازدراء واللوم المبالغ فيه ويشترك مع الانتهاك الجسدي حرمان الطفل أيضا من الضروريات الجسدية والنفسية مثل التغذية والملبس والمأوى والرعاية الطبية الضرورية أما الانتهاك العقلي فيشمل حرمان الطفل من التعلم والحصول على الثقافة والمعرفة في حين يشمل الانتهاك الاجتماعي عزل الطفل وإبعاده عن الآخرين وحرمانه من الاتصال الاجتماعي بشتى أنواعه .ومن الملاحظ أن هذه الممارسات وعمليات الانتهاك التي يتعرض لها الأطفال لا تقتصر على بلد معين من بلدان العالم ولا على سن معين من عمر الأطفال وهي تحدث يوميا للآلاف الأطفال وبطرق وأساليب مختلفة ففي البلاد العربية يمكن أن نلمس هذه الظاهرة بشكل واضح وجلي بدءا من الأسرة وتصرفات ومواقف الوالدين فكثير من الأسر تدفع بأطفالها إلى العمل تحت وطأة الحاجة والفقر ليس ذلك فحسب بل تغرس في أذهانهم أن عليهم أن يكسبوا وان ينتجوا بأي شكل وبأية وسيلة وهذا ما نلاحظه عامة في الشوارع عند إشارات المرور وعند أبواب المساجد وفي الأسواق فهل بعد هذا الانتهاك الجسدي والعقلي والنفسي من انتهاك …؟؟ زد على ذلك انتشار ظاهرة تشغيل الأطفال واستغلالهم من قبل أرباب العمل أيضا في أعمال شاقة وصعبة تضيف إلى معاناتهم وآلامهم المنزلية آلاما ومعاناة الاجتماعية إضافية تتمثل في تحميلهم ما فوق طاقتهم وقدرتهم من جهة والاعتداء عليهم وضربهم من جهة ثانية ..
من هو المعتدي ؟
إن معظم المنتهكين يشكون من القلق والكآبة والميل الشديد نحو التملك والتسلط والبرود والجمود بحيث لا يمكنهم تقبل أخطاء الطفل وهم يعيشون في شبكة من المشاكل وفي بيئة عائلية غير مهيأة لنمو وتربية الأطفال لذا نرى أن الشخص المنتهك هو في الحقيقة طفل جائع للرعاية غير قادر على العطاء وتربى على الشعور بخيبة الأمل وعدم الكفاءة وعاش في بيئة فيها الكثير من الصراخ والضرب وبعضهم فقد الأب والأم والراعي عندما كان صغيرا لذلك يعتبر الانتهاك سلوك غير معقول ولا يتفق مع سلوك الإنسان الطبيعي فهو حالة مرضية عصبية أو ذهنية أما اثر الانتهاك في الطفل فله مردود سلبي للغاية يتمثل في الإحباط وعدم الشعور بالانتماء واحتقار الذات وزيادة الاعتماد على الآخرين كما تبدو عليهم نظرة خائفة ومترقبة لمن يقترب منهم من الكبار والسكوت وعدم الرغبة في الحديث معهم وتظهر لديهم حساسية مفرطة وتنبه شديد كما قد تنمو لديهم حالات انطواء وانغلاق نحو الذات وعدم الرغبة في الاتصال مع الآخرين لذا تراهم غير اجتماعيين يحبون الوحدة إضافة إلى مشاكل تعلم في المدرسة ومشاكل سلوكية مثل السرقة والكذب والعدوانية نحو الأطفال الآخرين ..
مواجهة ظاهرة الانتهاك
فعلى صعيد الأنظمة والقوانين لا بد من تشديد العقوبات الجزائية بوجه عام أما على صعيد تشغيل الأحداث والقاصرين فلا بد من تطبيق قوانين العمل الخاصة بمنع تشغيل الأحداث ورعاية القاصرين منهم وشملهم بالتشريعات العامة للطفولة وقوانين رعاية الأحداث وسوف يتحقق ذلك من خلال توسيع مساهمة المؤسسات والمنظمات التربوية والمهنية والإدارية بما فيها إدارة المدارس بالإضافة إلى بث الوعي الهادف من خلال وسائل الإعلام إلى بناء علاقات إنسانية ثابتة وأخلاقية ترعى الأطفال وتحميهم وتحافظ على كيانهم وكرامتهم وحرمتهم من الانتهاك والتعدي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *