ولد المبعوث

بنتم وربوعكم أمم ////// فالدمع يسيل لها ودم
ولواعج حب تحرقنا ////// ولهيب العشق له ألم
والشوق إليكم غلتنا ////// وفراق أحبتنا سقم
إن حن الشيخ لكاظمة ////// فالروضة شوقي والحرم
ما زلت أحن لربعهما ////// وبربع البيت لنا ذمم
أخشى ألا أسعى بمنى ////// وأطوف ويؤويني العلم
وأموت ولا أروي ظمأ ////// من زمزم تمتاح الديم
يا فرحة من لبى وسعى ////// وكبائره قالوا لمم
وخسارته إن حج ولم ////// يقبل منه فله الندم
كبر واحمد إن طفت وقل ////// يا من يرجى وله النعم
رحماك ذنوبي قد عظمت ////// والإثم علا فهو الأكم
أسرفت فتب واصفح عني ////// فأنا ذو الذنب ولي جرم
وفؤادي بالآثام طما ////// ورمى غيري منه الأضم
لبتك ربي في حرم ////// فاعتق عبدا منك الكرم
وبروضة من يرجى أملي ////// بشفاعته تحيى النسم
وبه يرجى دوما فرج ////// من كرب إن عمت ظلم
يدعى في الحشر لقارعة ////// غوث وبه تنجو الأمم
ولد المبعوث بأم قرى ////// وببكة حياه الحرم
وتداعى القصر بفارس من ////// رهب وخبا فيه الضرم
وهوت عزى واللات هوت ////// ومناة هوت وهوى الصنم
بشرى الأكوان بمولده ////// وبمولده عم السلم
فطفولته وشبيبته ////// وكهولته فيها الشمم
والمحل يزول بطلعته ////// حتى درت لبنا غنم
غمته سحائب في سفر ////// وبرحمته زالت غمم
قد حن الجذع له وبكى ////// وأجاب الضب له كلم
والماء جرى من أصبعه ////// كالدلو وليس له وذم
آي بنبوته شهدت ////// لولاه لكان لنا العدم
وببعثته ختمت رسل ////// رفعت صحف جف القلم
لا عذر لمن في الكون غوى ////// ورسول الله له علم
دانت بعقيدته أمم ////// منها عرب وكذا العجم
بشمائله يعلو نسب ////// وبسنته ترقى الأمم
فاطلب بشمائله نسبا ////// واحذر نسبا يغريه دم
واقرأ سورا بالليل وقم ////// فصلاة الليل لها قدم
والزم خلق القرآن وكن ////// كنبي الله له شيم
صلوات الله على الهادي ////// بكتاب أنزله الحكم
وسلام الله على رسل ////// صلى في القدس بها العلم
يا رب به وبعترته ////// وصحابته وهم الدعم
عجل فرجا بالنصر لنا ////// وانقذ قدسا فلك العظم
حرر أرضا من جور عدى ////// فحمى الإسلام بها ورم
وارفع مقتا حل بنا ////// فكسانا بالذنب القزم
والطف يا ذا الألطاف بنا ////// وقنا فتنا فيها النقم
واختم يا رب لنا برضى ////// في الخلد تدوم به النعم




1 Comment
القصيدة من المتدرك ، في مدح الرسول (ص) ابتدأها صاحبها بمخاطبة خير البرية وختمها بالدعاء
فالمقدمة وجدانيه اختار لها صاحبها حقلا معجميا مناسبا( البين ، وسيلان الدموع، ولواعج الفرقة، والشوق والسقم والحنين، والشاعر يحن إلى تلك الربوع ربوع المصطفى عليه الصلاة والسلام،ويخاف أن يمضي العمر ،ولا يطوف بتلك الأمكنة وبجبل عرفات، وألا يشرب من ماء زمزم
فالفوز لمن زار تلك الربوع وغفر الله ذنوبه والخسران لمن لم يقبل حجه، كما يدعو الله أن يغفر له
ويتحدث الشاعر عن مولد الرسول الأعظم وما صاحب ولادته من معجزات، أكرم بشبابه وكهولته ،
كما لم يفت الشاعر أن يذكر أو يععدد المعجزات التي أكدت نبوته (ص) كما يدين الشاعر من تعرض للرسول بسوء ,خاصة الغرب الحاقد، ويعود ليذكر بالأخلاق التي أتصف بها سيد الخلق (مكارم الاخلاق طبعا)
ويتوجه إلى كل أنسان غيور أن يقرأ القرآن ويصلي على النبي ويقتدي بخير الخلق (..ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ويصلي الشاعر على الرسول الكريم، وعلى الأنبياء السابقين وعهدي به يشير إلى ما يلي ( اللهم صل على سيدنا محمد ، وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ….. إنك سميع مجيب)
ويختم الشاعر القصيدة بالدعاء للمسلمين وتمكينهم من النصر على أعدائهم، ويلتمس من الله أن يوحد صفوفهم، ويلطف بهم ويرفع عنهم المقت والغضب ويرضى عنا جميعا ويدخلنا الجنة إنه سميع مجيب.
إن المنهجية التي اتبعها الشاعر واضحة جلية ، كما أن القاموس المستعمل يرتبط ارتباطا وثيقا بين
المواضيع المتعددة التي أثارها فالقضيدة متنوعة الحقول والدلالات ويتميز حقل الشاعر بالبكاء والحنين والشوق ونطلب من اله أن يحقق للشاعر ما تمناه ،الشاعر الذي دعا للناس كافة بالخير والتمس من الله أن يهديهم وينصره ويغطيهم برحمته إن هذه القصيدة رائعة بإيقاعها وبقاموسها ومضمونها وفق الله الشاعر والقارىء معا والسلا م أعتذر للشاعر عن العجلة في قراءتي للنص