Home»Régional»الصلاة و البعد الاجتماعي الإنساني !

الصلاة و البعد الاجتماعي الإنساني !

0
Shares
PinterestGoogle+

(*إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي .. ولم يبت مصراً على معصيتي .. وقطع نهاره في ذكرى .. ورحم المسكين ، وابن السبيل ، والأرملة ، ورحم المصاب ..
ذلك نوره كنور الشمس .. أكلؤه بعزتي ، و أستحفظه بملائكتي ، أجعل له في الظلمة نوراً ، وفى الجهالة حلماً .. ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة )
(رواه البزار عن أبن عباس (رضي الله عنهما)
إننا ننشد اللقاء المؤدي إلى الثمار ،
"فالصلاة معراج المؤمن".
"و الطهور شطر الإيمان و الحمد لله تملأ الميزان و سبحان الله و الحمد لله تملآن ما بين السماء و الأرض و الصلاة نور و الصدقة برهان و الصبر ضياء و القرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ".
هل تواضعت حقا لربك ؟ هل تواضعت مع خلقه ؟ هل رحمت المسكين و ما أكثر المساكين و الأرامل و اليتامى ؟ هل رحمت ابن السبيل المسافر الغريب الذي ليس له أنيس و لا مـأوى ؟ هل إيمانك غيرك و أثر فيك حتى أصبحت منفعة كما قال الصادق المصدوق : المؤمن منفعة. و قال أيضا : المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم . هذا هو المسلم الحقيقي الذي تعدى نفعه و خيره للآخَرين. إن ابني الصغير علمته معلمته هذا الحديث مترجما :
Le vrai musulman est celui que les gents sont à l’abri de sa langue et sa main.
بل عندما تصبح في خدمة غيرك تكون حينئذ صلاتك نور ، اسمع بارك الله فيك إلى رسول الله عليه أفضل الصلاة و التسليم : " أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا".
"… و الصلاة نور و الصدقة برهان و الصبر ضياء …" برهن على صدق إيمانك و أنت تمارس الصدقة في مفهومها الواسع : قال صلى الله عليه وآله : إن على كل مسلم في كل يوم صدقة ، قيل : من يطيق ذلك ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : إماطتك الأذى عن الطريق صدقة ، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة ، وعيادتك المريض صدقة ، وأمرك بالمعروف صدقة ، ونهيك عن المنكر صدقة ، وردك السلام صدقة.
إن للصلاة روح و ريحان يتصل فيها الانسان الفاني الضعيف الفقير بالباقي القوي الغني، لهذا كان رسول الله يقول لبلال : أرحنا بها يا بلال. صلاة يستريح بها الوجدان، و تستمد بها الطاقة ليستكمل الإنسان نفسه و حياته. إنها نعمة الصلاة أو هبة الله العلي العظيم من فوق سبع سماوات لهذه الأمة التي تسبقها نيات متعددة من التأهب للصلاة و الوضوء و الأدعية المختلفة ثم التوجه إلى المسجد فالركعات قبل و بعد الأذان بالصوت الجميل و الإقامة ثم الوقوف بين يدي ملك الملوك و …و…
حتى و أنت تقف في الصف هل تحس بأن الواقفين في الصلاة إخوانك ؟
هذه هي الصلاة التي تجعلك في يقظة، لتكتشف فيها نور الله الذي يقول فيه رسول الله : اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله‏‏ ‏(أخرجه ابن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله ج سنة 196). هذا النور هو الذي يبين لك مواقع الضعف فيك و حواليك، ترى المسكين ، وابن السبيل ، والأرملة ، ورحم المصاب ..
و تفزع إلى مساعدتهم و رفع المعاناة عنه.
هذا هو النور الحقيقي الذي قال عنه صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله و سلم: “رأيت قوما من أمتي على منارة من نور يمرون على الصراط كالبرق الخاطف، نورهم تشخص منه الأبصار لا هم بالأنبياء ولا هم بالصديقين ولا هم بالشهداء، إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس”.‏
عندئذ تكون فعلا قد صليت و أديت واجبك نحو ربك.

فهنيئا لك بصلاتك و تقبل الله منا و منكم و كل عمر و أنتم بألف خير.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. أم زيد
    20/03/2007 at 12:54

    أخي في الله الدكتور حموتي بارك الله فيك ولك وحواليك.ولكن أرجو أن تعتمد الاستدلال بالأحاديث النبوية الصحيحة مع تيبين درجتها في الصحة.وتكفيك في هذا سلسلة الأحاديث النبوية الصحيحة لناصر الدين الألباني. ففي الصحيح ما يغني عن الاستدلال بغيره. وجزاك الله خيرا يا « أبا الخير ».موقع الشيخ الألباني على الأنترنيت: http://www.alalbany.net

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *