Home»Régional»فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب

فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب

0
Shares
PinterestGoogle+

هو عنوان كتاب لمحمد بن المرزبان المتوفى سنة ( 309 هجري ) واليكم بعضاً مما جاء فيه : رأى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه :أعرابياً يسوق كلباً .فقال :
ما هذا معك ؟ فقال: يا أمير المؤمنين ، نِعم الصاحب : إن أعطيته شكر.
و إن منعته صبر. قال عمر : نعم الصاحب: فأستمسك به .
وقال الأحنف بن قيس :إذا بصبص الكلب لك فثق ببصبصته . ولا تثق
ببصابص الناس: فرب مبصبص خوٌان.
وقال الشعبي : خير خصلة في الكلب أنه لا ينافق في محبته .
وقال ابن عباس رضي اللّه عنهما :كلب أمين خير من إنسان خؤون . و هو ما شاع كمثل عربي في الغرب : Un chien reconnaissant mieux un homme ingrat

وعن جعفر بن سليمان :قال : رأيت مالك بن دينار و معه كلب فقلت ما هذا ؟ قال :هذا خير من جليس السوء .
وكان للربيع بن بدر كلب قد ربآه . فلما مات الربيع ود فن :جعل الكلب يتضرب على قبره حتى مات.
وكان لعامر بن عنترة كلاب صيد وماشيه و كان يحسن صحبتها فلما مات عامر لزمت الكلاب قبره حتى ماتت عنده : وتفرق عنه الأهل والأقارب .. وعن شريك قال : كان للأعمش كلب يتبعه في الطريق إذا مشى حتى يرجع فقيل له في ذلك فقال :رأيت صبياناً يضربونه ففرقت بينهم وبينه :فعرف ذلك لي فشكره .
وقال الأصمعي : سمعت بعض الملوك وهو يركض خلف كلب وقد دنا من ظبي وهو يقول من الفرح : إيه فدتك نفسي ..
ومن قصص فضل الكلاب :
أن الطاعون الجارف أتى على أهل دار :فلم يشك أحد من أهل المحلة في أنه لم يبق فيها صغير ولا كبير وكان قد بقي في الدار صبي رضيع يحبو ولا يقوم . فعمد من بقي من أهل المحلة إلى باب الدار فسدوه فلما دخل كان بعد ذلك بأشهر تحول إليها بعض ورثة القوم ففتح الباب ..فلما دخل الدار فإذا بصبي يلعب مع جرو كلبه كانت لأصحاب الدار فلما رآها الصبي حبا إليها ..
فأمكنته من رضاعة لبنها فعلموا أن الصبي بقي في الدار و صار منسياً واشتد جوعه و رأى جرو الكلبة يرضع فعطف عليها فلما سقته مرة أدامت له وأدام هو الطلب كل تلك المدة ..
وقد جاء في الكتاب المذكور عن الكلاب ما يلي : " وحدثني إبراهيم بن برقان قال : كان في جوارنا رجل من أهل أصبهان يعرف بالخصيب و معه كلب له، جاء به من الجبل، فوقع بينه وبين جاره خصومة إلى أن تواثبا، فلما رأى الكلب ذلك وثب على الرجل الذي واثب صاحبه، فوضع مخالبه في أحد عينيه، وعض قفاه، حتى رأيت الرجل قد غشي عليه ودماؤه تجري على الأرض."..
مر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات يوم فوجد قتيل بالطريق فسأل ، من قتل هذا ؟ قالوا يا رسول الله إن الرجل سطا على غنم بني زهرة فخرج عليه كلب الغنم فقتله ، حينئذ قال ( صلى الله عليه وسلم ) في حق القتيل ثلاث كلمات يجب أن تكون تذكرة تعيها أذن واعية (قتل نفسه و أضاع ديته و كان الكلب خيراً منه).
والكلب يحافظ على حرمات صاحبه، و يرعى كل أمر يهمه، فقد كان للحسن بن مالك القنوي إخوان وندماء، فأفسد بعضهم حرمته في أهله، وكان للحسن على باب داره كلب قد رباه، فجاء الرجل يوماً في غياب الحسن إلى منزله، فدخل إلى امرأته، فقالت له: قد بعد فهل لك في جلسة يسر بعضنا ببعض فيها؟ فقال: نعم فأكلا وشربا، ووقع منهما الشر، ورأى الكلب ذلك، فوثب عليهما فقتلهما,, فلما جاء الحسن و رآهما على تلك الحال، تبين ما فعلا، فأنشد يقول:
أضحى خليلي بعد صَفو مودّتي p صريعاً بداء الذّلّ أسلمه الغدر
وطأ حُرمتي بعد الإخاء وخانني p فغادره كلبي و قد ضمّه القبر
و كان الكلب خيرا منه، و كان الكلب خيرا منها …
عجيب أمر الكلاب، فهي عنوان الوفاء في زمن الغدر، زمن غابت فيه المروءة. انظروا رحمكم الله إلى كلب رأى في قوم الصلاح فتبعهم فذكره الله في كتابه العزيز –في سورة الكهف-. و أي صدفة لقد توفي الكاتب سنة 309 هجرية و قد مكث أهل الكهف في كهفهم 309 عاما قمريا و بقي معهم كلبهم صامدا.
بل اختارت العرب أن تسمي كليْبا …. للخصال التي يمتاز بها …
لكن في الضفة الأخرى، الذي يتخلى عن الخير و الإيمان و الأصول لاشك أنها قمة الدناءة و صدق الله في كلامه: ..‏. فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث‏… ‏‏(‏الأعراف‏:176)‏‏ فقد‏ ذكر ابن كثير ‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:..‏ أي فمثله في الخسة والدناءة مثل الكلب إن طردته و زجرته فسعي لهث‏,‏ وإن تركته علي حاله لهث‏..‏وذكر صاحب الظلال (‏رحمه الله رحمة واسعة‏) عن الهابطين من مكان الإنسان إلي مكان الحيوان‏..‏ مكان الكلب الذي يتمرغ في الطين‏..‏ وكان لهم من الإيمان جناح يرقون به إلي عليين‏,‏ وكانوا من فطرتهم الأولي في أحسن تقويم‏,‏ فإذا هم ينحطون منها إلي أسفل سافلين‏!!..‏ وهل أسوأ من هذا المثل مثلا؟ وهل أسوأ من الانسلاخ والتعري من الهدي مثلا؟ وهل أسوأ من اللصوق بالأرض وإتباع الهوى مثلها؟ وهل يظلم إنسان نفسه كما يظلمها من يصنع بها هكذا؟ من يعريها من الغطاء الواقي والدرع الحامية‏,‏ ويدعها غرضا للشيطان يلزمها ويركبها‏,‏ ويهبط بها إلي عالم الحيوان اللاصق بالأرض الحائر القلق‏,‏ اللهاث لهاث الكلب أبدا‏!!
يلهث عن شدة عطشه‏,‏ أو عن الإجهاد الشديد الذي تعرض له‏,‏ أو عن عارض عرض له‏,‏ أو…
فالمثال المغربي يقول : تعيى ما تخير في أولاد الكلبة تدٌٍي جرو. و كذلك لا تثق في الكلب اللي داير أبحال الكلبة.
فما أحوجك أيها الإنسان إلى وقفة مع الذات لتصلح شأنك قبل فوات الأوان فان الشمس لا تنتظرك… و رحم الله عبداً أحسن إلى إخوانه فان لم يستطع أمسك شره عنهم. إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي، يعظكم لعلكم تذكرون.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. أم بثينة
    16/03/2007 at 11:41

    ما شاء الله على ثقافتك التراثية الأصيلة رغم تخصصك العلمي. …ولكن لي إضافة بسيطة ذلك أنك في معرض حديثك عن الكلاب سقط منك سهوا الحديث عن براقش التي جنت على أهلها.وما أكثر براقش هذا الزمان.

  2. طلحة
    20/03/2007 at 13:30

    بارك الله في هذا الاكتناز
    ومما يجب التنبيه عليه أمران :
    الحيوان يساق بغزيرته لسلوكات يريد خالقه عبرة للعاقل ؛ فسيئها منذر ؛ وحسنها موجه ؛ ورحم صاحب كليلة ودمنة
    الإنسان ينقاد بعقل إلى حيث لو خير الحيوان لاختار مناه الرشيد السديد
    مقام التعبد اعتبار من الحيوان ؟ ومقام التأله هبوط عن الحيوان ذي السلوكات المعوجه ؟
    فالحيوان مسبح بالغريزة ؛ وقد يغفل الإنسان ذو العقل عن التسبيح ؛ فأيهما أكرم عند الله ؟؟؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *