الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين

الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين 2 بقلم:محمد الحنفي
إهداء إلى
كل من آمن بوحدة المغرب، والمغاربة، وعمل فكرا، وممارسة، على ترسيخ هذه الوحدة.
كل المغاربة الذين يتمسكون بوحدتهم، في شموليتها.
كل المغاربة من أصل عربي / أمازيغي، الذين امتزجوا في دم واحد، صار يحمل اسم الدم المغربي,
كل المسلمين المغاربة الذين يحترمون الدين الإسلامي، ويرفضون استغلاله في الأمور الإيديولوجية، والسياسية.
كل الذين يتكلمون اللهجات الأمازيغية، ولم يعتبروها، في يوم من الأيام، وسيلة لتقسيم المجتمع المغربي إلى طوائف.
كل الشهداء المغاربة، الذين استشهدوا من أجل المحافظة على وحدة المغرب، ووحدة المغاربة، أنى كان جنسهم، أولونهم، أولغتهم، أودينهم.
من أجل مغرب واحد، بهوياته المتعددة.
من أجل إنسان مغربي قوي، في مواجهة تحديات العولمة.
محمد الحنفي
****************
مفهوم الأمازيغية:…..1
ونحن عندما نطرح مفهوم الأمازيغية للنقاش، نجد أن جملة من الأسئلة تحاصرنا، مستلهمة منا مقاربة الجواب عليها.
ومن هذه الأسئلة نجد:
هل الأمازيغية لغة، أم لهجات؟
وإذا قررنا بأنها هي مجموعة من اللهجات:
هل يوجد قاسم مشترك بينها، يصلح اعتماده لبناء اللغة الأمازيغية؟
ولماذا يدرج الأمازيغيون لهجات تاشلحيت، وتاريفيت، ضمن مكونات الأمازيغية؟
فماذا يجمع بين تاريفيت، وتامازيغت؟
وماذا يجمع بين تاشلحيت، وتامازيغت؟
إننا عندما نطرح هذه الأسئلة، وغيرها، مما يمكن أن يرد في سياق مناقشة المفهوم، لا نتوخى إلا استشراف الآفاق، واستشراف عمق المفهوم، حتى نتجنب المغالطات التي يمكن أن تكون قادرة على رسم معالم الطائفية في المجتمع المغربي.
وقبل الدخول في مقاربة الأجوبة على الأسئلة المذكورة نرى:
1) أن اللهجات الأمازيغية، ليست موضوع الصراع، لأنها قائمة في الواقع، وتتفاعل مع اللهجات المحلية الأخرى، ومع اللغة الوطنية، ومع اللغات الوافدة.
2) أن هذه اللهجات إذا تم الاهتمام بها، ستتبلور من خلالها لغة أمازيغية، وطنية، وقومية، يمكن أن تصير معتمدة في الإدارة، وفي تسيير شؤون الحياة.
3) أن علاقة اللهجات الأمازيغية، في حالة اعتبار اللهجات تشلحيت، وتاريفيت، لهجات أمازيغية، باللغة العربية هي علاقة تكامل، لا علاقة تناقض.
4) أن الطبقة الحاكمة وحدها ، وليس الشعب المغربي، هي التي تقف وراء افتعال الصراع بين اللهجات الأمازيغي،ة وبين اللغة العربية، لأجل إيجاد مبرر للتدخل لفرض سيادته.
5) أن موضوع الصراع الحقيقي، هو ملكية وسائل الإنتاج، التي قد تكون في ملك الطبقة البورجوازية، التي قد يكون أفرادها عربا، وقد يكونون أمازيغيين، فيستغلون الطبقة العاملة، التي قد يكون أفرادها أيضا، إما عربا، وإما أمازيغيين، وهو ما يعني: أن المستغلين، قد يكونون أمازيغيين، وغير أمازيغيين، عربا، وغير عرب، والمستغلين ( بفتح الغين ) قد يكونون أمازيغيين، وغير أمازيغيين، وقد يكونون عربا، وغير عرب، وهو ما يؤكد أن موضوع الصراع، ليس هو اللهجات الأمازيغية، بقدر ما هو ملكية وسائل الإنتاج، وأن من يتمكن من تلك الملكية، يستطيع أن يفرض اللغة التي تخدم سيطرته الطبقية.
6) أن الإنسان المغربي، تختلط فيه دماء الأمازيغيين، والعرب، وأن أيا كان، مهما بلغت قدرته في البحث، ودراسة الأعراق، والأجناس، في تطورها، وانتشارها، لا يستطيع أن يميز بين: من هو الأمازيغي، ومن هو العربي، وأن الانطلاق من اللهجات المستعملة، هو انطلاق خاطئ، كما أن الانطلاق من اللغة العربية، باعتبارها لغة رسمية، هو أيضا، انطلاق خاطئ، لأن المستعملين للهجات الأمازيغية، قد يكونون من أصل عربي، والمستعملين للغة العربية، وللهجات المتفرعة عنها، قد يكونون أمازيغيين، كما أثبتت ذلك العديد من الدراسات الميدانية، والبحثية، في نفس الوقت.
7) أن الهاجس الذي يحكم الأمازيغيين المغاربة هو:
كيف ينفتحون على العالم؟
وكيف يتواصلون مع مختلف مكوناته؟
وهذا الهاجس هو الذي جعلهم يتعلمون، ومنذ القدم، اللغة العربية لتحقيق هدفين:
الهدف الأول: هو إيجاد مدخل للتعامل مع النصوص الدينية الإسلامية: "القرآن"، و"الحديث"، التي وصلت إلى المغاربة الأمازيغ، الذين اعتنقوا الدين الإسلامي باللغة العربية.
الهدف الثاني: هو إيجاد وسيلة للتواصل، والانفتاح على العرب الوافدين من المشرق، إلى المغرب، حتى يتحقق الاندماج فيما بينهم، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، دون أن يفرطوا في استعمالهم للهجات الأمازيغية.
8) أن المنارات المعرفية، التي حافظت على اللغة العربية في المغرب، وأعطتها قوة الدفع، والاستمرار في المغرب، وفي شمال إفريقية، هي منارات أمازيغية، وليست عربية بالضرورة.
9) أن المدارس التقليدية التي عملت على انتشار اللغة العربية، وتمكين النشء من الحصول على المعارف التقليدية، وباللغة العربية، كانت، ولا زالت مبثوثة في المناطق الأمازيغية، أكثر منها في المناطق التي لا يستعمل مكانها اللهجات الأمازيغية.
10) إن معظم من ناضلوا، ودافعوا عن المغرب، وعن عروبته، وعن استقلاله حتى عن المشرق العربي، الذي كان محتلا من قبل الأتراك العثمانيين، هم من الأمازيغ. وهكذا نجد أن هذه المنطلقات، كما نراها، تعتبر ضرورية لمناقشة مفهوم الأمازيغية، حتى لا نسقط في المتاهات الشوفينية، الإثينية، التي تسعى إلى تحويل المجتمع المغربي إلى مجتمع طائفي، خدمة لمصالح النظام الرأسمالي العالمي، الذي يبني وحدته، على أساس تفتيت البلدان ذات الأنظمة التابعة، حتى لا تتحول إلى غول مخيف في حالة تحررها من التبعية.




1 Comment
الأمازيغوفوبيا الجدبدة بالمغرب
أشقاءنا المتطرفين من الضفة اللغوية الأخرى:
لقد كتبناه، على غير عادتنا، عنوانا دارجا لعلكم إلى الحقيقة ترجعون ، ولأفكاركم الحاقدة تراجعون. أفلم يكفيكم ما نحن عليه اليوم مثل الأمس من التهميش والإقصاء ؟ أم أنكم لن ترضوا لنا ، ونحن إخوتكم ، إلا المحو والإفناء؟ ألا توبوا إلى العقل وتطهروا من أدران ما كنتم به علينا تتهجمون، فان الله ، وبه أقسمت، يحب التوابين ويحب المتطهرين.
مناسبة هذا القول صدور كتاب جديد تحت عنوان » موت العقل الامازيغي » لصاحبه حميد العوني ، بعد أن كال للاما زيغ في مؤلف سابق تهما كثيرة ليس أدناها التآمر مع المخابرات الغربية.
والجدير بالذكر أن كتاب » موت العقل الامازيغي » الذي وصفه مؤلفه بأنه أطروحة أكاديمية ، بعيد كل البعد عن مناهج وأدبيات الكتابة الأكاديمية .فقد تقمص فيه كاتبنا دور الفيلسوف حينا ودور المحلل السياسي حينا آخر . ثم ألهمه الله إلهاما كبيرا أضحى بفضله من الضالعين في علم الأديان والانتروبولوجيا وعلم النفس …. فقد وهب له واهب قدرة خارقة لم تتأتى لبشر من قبله استطاع بها أن يقيس درجة إيمان الامازيغ عبر التاريخ ؟؟!! فكانت خلاصته أن دخولهم الى أي دين لم يكن بدعوى الاقتناع والإيمان ، بل بدافع موالاة المنتصر على ارض الواقع !! وفي كتابه السابق عن مؤامرات الامازيغ السياسية ، أعاد علينا هذا الباحث عزف تلك السمفونية المملة التي يٌتهم فيها الامازيغ علانية بأنهم حفدة ليوطي ، بل لنقل أنهم عملاء المستعمر .
غير ان ما لم ينتبه اليه باحثنا في كتابه الذي أمات فيه العقل الامازيغي هو اعترافه بان الفضل في وجود هذا الكتاب إنما يرجع في الأول والأخير الى التوجيهات النيرة لأحد القساوسة ؟!! أفلم يتذكر باحثنا » الاكاديمي » أن القساوسة والرهبان هم من مهدوا الطريق أمام الآلة العسكرية الاستعمارية ؟ ألم يكونوا هم من أعدوا التقارير وشكلوا البعثات العلمية الاستعمارية ؟
مهما يكن من امر هذا الكتاب الذي جنى فيه صاحبه على الامازيغ ما يأنف عاقل عن ذكره، فان حروفه لو نطقت لاشتكت من تعسف كاتبها على حقول معرفية لم يغترف من معينها الشيء الكثير. ولوكان من الممكن ان تفعل ، لمزقت المطبعة أوراق ذلك الكتاب سخطا على ما افتراه كاتبنا على الامازيغ من أباطيل وترهات.
خلاصة القول إذن ، إخواننا المتطرفين ، أن اهتدوا إلى الحق فقد » عيقتم » في التهجم والسباب ، وانزاح بكم التعصب عن النقد والعتاب . ألا فاسلكوا لكم طريقا هو إلى العقل والمنطق اقرب ، وعن أوهام » البعث » ابعد .
ألم نكن وإياكم ، بني العرب وبني مازغ ، من صلب واحد ، ومصيرنا جميعا لاريب هو أوحد ؟
ألا ان نبي الضاد قد أتى بالفصل فساوى بين العرب والعجم ، فماذا دهاكم تفترون علينا الأوهام من عدم ؟!!!!
عبلا الفرياضي /ناشط أمازيغي
elferyadiabd@yahoo.fr