Home»International»لجزائر تعزز قواتها البرية بعد صفقات ضخمة لسلاح الجو

لجزائر تعزز قواتها البرية بعد صفقات ضخمة لسلاح الجو

0
Shares
PinterestGoogle+

الجيش يريد رفع قدارته على التدخل خارج الحدود الوطنية

عمر نجيب

انهى وزير دفاع جمهورية روسيا البيضاء الجنرال ليونيد سمينفونش مالتسيف يوم الاحد 12 يونيو 2005 زيارة للجزائر استمرت ثلاثة ايام، وصفتها مصادر مختلفة بالمهمة كونها جاءت في اطار سعي المؤسسة العسكرية الجزائرية الى تجديد ترسانتها من الاسلحة وخاصة تلك المتعلقة بالقوات البرية والدفاع الجوي وتدريب الضباط في اشهر المدارس الحربية العالمية. ويأتي هذا الاهتمام الزائد بالقوات البرية بعد أن تركز اهتمام الحكومة الجزائرية في السنوات الماضية على صرف الجزء الاعظم من ميزانية التسلح على القوات الجوية والبحرية. وقد شجعت مداخيل الجزائر المتضاعفة من النفط والغاز على زيادة نفقات التسلح وتنويعها بين مختلف اجهزتها العسكرية

.

وقال بيان مقتضب لوزارة الدفاع الجزائرية يوم الاحد ان اللواء احمد قايد صالح قائد اركان الجيش الجزائري استقبل يوم السبت 11 يونيو وزير دفاع جمهورية بيلاروسيا مشيرا الى أن المحادثات بين الطرفين تطرقت الى الوضع الراهن للتعاون العسكري الثنائي وآفاق تطويره. وتحفظت وزارة الدفاع الجزائرية عن تقديم تفاصيل أكثر عن زيارة مالتسيف

.

غير أن مصادر عليمة قالت، إن زيارة المسؤول العسكري البيلاروسي مرتبطة بصفقة شراء مطاردات من نوع »ميغ 29« التي أبرمها رئيس الأركان السابق الفريق محمد العماري مع المسؤولين العسكريين الروس، لدى زيارته روسيا عام 2003. وكذلك دبابات حديثة من طراز ت 80 التي اشترت الهند منها عدة مئات والتي يقول الخبراء انها أفضل من دبابات ام 1 الامريكية والتي تشكل عصب القوات المدرعة الامريكية. ويشار الى أن روسيا البيضاء طورت في مصانعها معدات لتحديث دبابات ت 72 الروسية الصنع التي يملك الجيش الجزائري ما يزيد على 250 وحدة منها، وتعتبر تكلفة هذه المعدات أقل من تلك التى تصنعها المصانع الروسية التي وضعت كل ثقلها وراء عملية تطوير دبابات ت 80 الاحدث بدل تحسين اداء ال ت 72

.

ويركز مخططو تطوير امكانيات القوات البرية الجزائرية على تحسين قدرة وحداتهم المدرعة على الوصول الى ساحة العمليات بسرعة تفوق تلك المسجلة حاليا بنسبة 20 في المائة، كما يتطلعون الى زيادة قدرة وحدات المدفعية المقطورة ووحدات المشاة على مواكبة تقدم الفرق المدرعة. يضاف الى ذلك أن قيادة الجيش الجزائري ترغب في الحصول على المزيد من القذائف عالية الدقة سواء تلك المستخدمة في المدفعية او الحمولات الصاروخية. ومن أجل تحقيق ذلك تتطلع القيادة الجزائرية الى التعاون مع كل من روسيا وبيلاروسيا واوكرانيا

.

ومن الاولويات التي تضعها القيادتان السياسية والعسكرية امامهما زيادة قدرات القوات المسلحة على التدخل خارج الحدود الوطنية وخاصة في افريقيا. ويتطب مثل هذا التوجه التوفر على وسائل نقل جوية كافية مزودة بطائرات شحن عملاقة وطائرات تزويد وقود في الجو، وقد تم في سنة 2004 التعاقد مع امريكا علي التزود بطائرات س 135

.

ويهتم الجيش الجزائري كذلك بتعزيز القدرات الصاروخية لوحداته القتالية بعد أن أظهرت طبيعة وشكل استخدام الامريكيين لصواريخ تاو التي تطلق من سبطانة اسطوانية وتسدد بصرياً وتوجه سلكياً في العراق وصواريخ جافلاين في افغانستان والصواريخ السوفييتية المشابهة لها المضادة للدروع خلال الاحتلال السوفييتي لافغانستان بين 1979 و1989 أظهرت كيف اصبحت الاسلحة المصممة اصلاً لتدمير الدبابات تستخدم كأسلحة هجومية متعددة الاغراض

.

وحصلت الجزائر قبل سنتين من اوروبا الغربية على صواريخ متقدمة مضادة للدبابات وهي من نوع ميلان وهوت الذين ينتجان عبر برنامج مشترك الماني فرنسي. وكانت شركة يوروميسايل الفرنسية الالمانية قد بدأت في الستينيات تطوير الصاروخ متوسط المدى 1950 متراً ميلان والصاروخ طويل المدى 4000 متر هوت لجيشي البلدين

.

واشترت أكثر من 19 دولة صاروخ هوت بنسختيه للمنصات البرية والجوية وانتج منه أكثر من 85 الف صاروخ ويتضمن الصاروخ هوت نظام توجيه وفق خط النظر نصف اوتوماتيكي كما يحمل هوت 3 الذي ينتج حالياً رأساً حربياً ترادفياً. ومع ان معظم العربات البرية التي تحمل النظام هي عربات مدرعة، فإن يوروميسايل قد طورت نظاماً يدعى هوت اطلس لتركيبه على عربات 4

x 4 لكل من المغرب والجزائر. وتشير اوساط في معهد الدراسات الاستراتيجية في بريطانيا أن هناك اقبال مغربي واضح على التزود بالمعدات العسكرية المضادة للدروع بشكل عام وللدبابات بشكل خاص.

وقد انتج اكثر من 10 آلاف وحدة اطلاق و330 الف صاروخ ميلان بيعت لحوالي 40 دولة اضافة الى تراخيص بيعت للهند واسبانيا وبريطانيا واليوم يوجد في ميلان 2 تي وميلان 3 رأس حربي ترادفي

.

فيما يخص سلاح الجو تعطي الجزائر له الاولوية في خططها التسليحية لأن تحقيق تفوق جوي هو الاساس لكسب أي معركة كما اثبتت كل الحروب الاخيرة وفي مقدمتها الحرب الامريكية البريطانية ضد العراق في سنة 2003 . ويجرى الان تسليم طائرات ميغ 29 وسوخوى تباعا وعلى دفعات تتراوح ما ما بين 6 و8 طائرات كل ثلاثة اشهر. والمعروف انه وبطلب من موسكو انطلقت شركة »بيتلخبكسبورت« بروسيا البيضاء في إنتاج 36 طائرة من نوع ميغ 29، لفائدة وزارة الدفاع الجزائرية، وتبلغ قيمة الصفقة، حسب الصحافة الروسية المتخصصة في الأسلحة 1.5 مليار دولار

.

ويشمل التعاون العسكري بين الجزائر وروسيا البيضاء، برنامجا واسعا تستفيد الجزائر بفضله من تحديث عتادها العسكري، من أهمه شراء وتطوير أنظمة صواريخ من طراز »تور أم 1« و»سيرتش«، وتأتي زيارة الجنرال مالتسيف في سياق اهتمام مركز من جانب السلطات الجزائرية، قصد تفعيل تعاونها العسكري، خاصة في مجال محاربة الإرهاب، مع جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا. وكان الفريق العماري مهد الطريق لذلك، من خلال زياراته لروسيا وأوكرانيا، ما بين سنتي 2001 و 2003

.

وتأتي العقود الجزائرية العسكرية مع روسيا في وقت كشفت فيه ادارة مؤسسة روس بورون اكسبورت الروسية المتخصصة في تصدير المنتجات العسكرية، ان تطوير صادرات الاسلحة والمعدات العسكرية الروسية يتطلب توسيع الاستثمارات في قطاع الصناعات العسكرية في البلاد، حيث يقترب حجم صادرات المنتجات العسكرية من الحد الاقصى ضمن القدرات والطاقات الإنتاجية الحالية، الذي يتراوح بين 5-6 مليارات دولار سنوياً

.

ويعتقد خبراء روس بورون اكسبورت ان السبب في ذلك يعود الى عدم توفر الامكانات لدى الشركات المختصة بانتاج اسلحة ومعدات متطورة، وعدم توفر امكانات لتنفيذ تصميمات الاسلحة والمعدات العسكرية الحديثة، بالرغم من ان مكاتب التصميم تقدم تصميمات حديثة. ويعتقد الخبراء انه لا بديل عن العمل على ايجاد استثمارات جديدة في قطاع الصناعات العسكرية من اجل اخراج الصناعات العسكرية الروسية من أزمتها، ويفضل فريق من هؤلاء الخبراء ان تقوم الدولة بنفسها بتوفير تلك الاستثمارات في الوقت الذي لا يعارض فيه مساهمة الشركات الخاصة ايضا

.

وتساهم الصفقات مع الزبناء التقليديين للاسلحة الروسية ومن ضمنهم الجزائر والهند والصين في توفير الاموال اللازمة لتطوير صناعة الاسلحة الروسية

.

ويفيد الخبراء العسكريون العاملون في مكاتب التصميم بأن روسيا تقوم بتسويق اسلحة مصممة في أواخر السبعينيات والثمانينيات بعد ان تم تحديثها وتطويرها. وتجدر الاشارة الى ان الاسلحة والمعدات العسكرية الروسية تحظى بطلب كبير في الاسواق الدولية، خاصة الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي، ويستشهد الخبراء على صحة تقييماتهم بأن منظومات صواريخ اس-300 ذات الانطلاق الرأسي، والتي تستطيع اصابة الهدف في اي اتجاه ذات قدرة تنافسية كبيرة ضمن صادرات روسيا الى الاسواق الدولية

.

وهناك انباء لم تتأكد بعد عن ان الجزائر تخطط لشراء هذا النوع من الصواريخ

.

وتخطط مؤسسة روس بورون اكسبورت لاعتماد سياسة مضاعفة صادرات الاسلحة والمعدات العسكرية من خلال توسيع حجم صادرات قطع الغيار وخدمات التصليح والتحديث، ومازال حجم صادرات قطع غيار الاسلحة والتقنيات العسكرية يبلغ في الوقت الراهن نسبة 18 في المائة فقط من اجمالي صادراتها السنوية. وقد بلغت صادرات الاسلحة والمعدات العسكرية الروسية في العام الماضي 1ر5 مليارات دولار الى 59 بلدا، وانقسمت بين مختلف انواع الاسلحة كما يلى : 61 في المائة لأسلحة وتقنيات القوات الجوية، و24 في المائة للقوات البحرية، و6 في المائة للدفاعات الجوية، و9 في المائة تمثل مختلف أنواع الاسلحة والمعدات العسكرية الاخرى

.

وكانت الجزائر قد توصلت في منتصف سنة 2004 الى اتفاق مع موسكو حول صفقتين عسكريتين بقيمة 2ر8 مليار دولار، تقوم بموجبهما شركة ميغ الروسية لتصنيع الطائرات ببيعها طائرات قتال وتدريب. وأشارت صحيفة فيدو موستي الروسية في حينها الى ان الصفقة الاولى تقضي بأن توقع وزارة الدفاع الجزائرية عقدا تقدر قيمته بـ 8ر1 مليار دولار مع شركة ميغ لتوريد 42 طائرة من طراز ميغ تي إم إس 29 متعددة المهام ذات المقعد الواحدة بجانب 7 طائرات تدريب من طراز ميغ تي بي يو 29 ذات المقعدين

.

وبموجب بنود العقد، تعيد الجزائر لشركة ميغ 36 طائرة مقاتلة طراز ميغ ـ سي 29 كان قد جرى شراؤها في الفترة من 1999 الى 2001 من روسيا البيضاء 28 طائرة وروسيا 8 طائرات من أجل تحديثها وإعادة عمرتها. ويلاحظ أن مصادر مطلعة قالت في شهر ابريل 2004 ان الجزائر ربما ستشتري عددا اكبر من الطائرات القتالية متعددة المهام من طراز ميغ ـ 29 إم ار إم 2 المتطورة في وقت لاحق. وهو ما ناقشه مؤخرا في موسكو رئيس اركان الجيش الجزائري

.

وقدر مصدر في وزارة الدفاع الروسية ب500 مليون دولار قيمة العقود التي جرى توقيعها خلال زيارة رئيس الاركان الجزائري بالاضافة الى صفقة شراء طائرات ميغ-29 جرى التفاوض بشانها جزئيا وتقدر قيمتها ب5ر1 مليار دولار

.

واضاف هذا المصدر : حتى الان تمثل الجزائر 3 في المائة من صادرات السلاح الروسية، مؤكدا ان الجزائر تعتزم امتلاك طائرات قتالية وسفنا وغير ذلك من الاسلحة لقواتها البرية بفضل عائداتها النفطية. ويعتقد أن بروتوكولات تتعلق بباقي الصفقات ستوقع خلال هذه الايام على أن يتم البت فيها بشكل نهائي خلال مباحثات لاحقة تجري في موسكو والجزائر

.

ومنذ اكثر من عام يجري تسليم 50 طائرة ميغ-29 هجومية لاستبدال الاسطول الجزائري الحالي الذي يتألف من طائرات سوفياتية أقدم نسبيا والمكونة من طائرات ميغ 25 و27 وغيرها. وتشمل العقود الحديثة بين الدولتين بيع 22 طائرة قتالية تكتيكية من طراز سوخوي-24 وصواريخ خ-35 ومروحيات نقل وخدمات صيانة لسفن خفر السواحل

,

وفي وقت سابق من عام 2004 طلبت الهند من شركة ميغ صفقة بقيمة 700 مليون دولار لشراء 16 طائرة جديدة طراز ميغ ـ29 كي ـ كي يوبي مع وجود امكانية لشراء 30 طائرة جديدة، وقد بدأت شركة ميغ خط انتاج الطائرة ميغ ـ 29 لاتمام الصفقة الهندية بجانب الصفقة الجزائرية في ضوء ان 90 في المائة من اجزاء الطائرة ميغ ـ 29 إم ار إم 2 تدخل في تصنيع الطائرة ميغ ـ 29 كي ـ كي يوبي. وفي ضوء ضرورة زيادة الانتاج التسلسلي لمعدات الطائرات، تخطط شركة ميغ الى توسيع قدرتها الانتاجية بشراء مصنع شركة نيزهن نوفغورد سوكول لتصنيع الطائرات، وقد جرى توقيع خطاب نوايا بشأن دمج كل من ميغ وسوكول في 12 مارس 2004

.

عن جريدة العلم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. محمد
    19/04/2008 at 23:21

    الله يعينكم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *