وقفة مع فتوى سعودية بخصوص ثورة الشعب المصري

طلعت علينا وسائل الإعلام بفتوى سعودية مفادها أن ثورة الشعب المصري فتنة وأن تأييدها تخريب . ومعلوم أن الفتوى في الإسلام تقوم على أساس تحكيم شرع الله عز وجل ، وأن المفتي لا يخشى في فتواه إلا الله عز وجل ، ويقول كلمة حق ولا يخشى في الله لومة لائم . فهل كان المفتي السعودي صاحب هذه الفتوى كما أراد الله عز وجل في فتواه أم أنه أفتى بأمر من حكامه وفق ما أرادوا لا وفق الشرع الإسلامي ؟ وما هي الأسس الشرعية التي اعتمدها في إصدار فتواه خصوصا وقد سبقت فتواه فتوى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين التي باركت هذه الثورة الشعبية وأيدتها ؟ وهل يعتبر تأييد الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين لهذه الثورة تخريبا ؟ وإذا كان المفتي السعودي قد أفتى في هذه النازلة فلماذا سكت في غيرها من قبيل اغتصاب الرئيس المصري للسلطة ، واحتفاظه بها لأكثر من ثلاثة عقود ، ورغبته الصريحة بتوريث نجله ، وتزويره للانتخابات الأخيرة التي كانت لفائدة أنصاره بنسب خيالية ، وإفقاره للشعب ، وقتله للمواطنين ، وسلب ثروات البلاد حيث أحصت الجهات المطلعة ثروته بما يزيد عن عشرات المليارات من الدولارت، ومساهمته في حصار غزة الظالم …..؟؟؟؟
فالمفتي السعودي لم يفت بشيء في هذه الأمور من قبل لأنه لا يصدر في فتواه عن قول الحق كما أمره الله عز وجل بل كما يريد الحكام . وأظن أن » فتوى » أو رأي ديك تشيني في الرئيس المصري كان أكثر تبريرا من فتوى المفتي السعودي ، فديك تشيني قال عن الرئيس المصري إنه رجل صالح وهو حكم باعتبار السياسة الأمريكية التي تقوم على أساس مصالح الولايات المتحدة ، فالصلاح بالنسبة لديك تشيني هو تعاون الرئيس المصري مع البيت الأبيض ومن ثم مع الكيان الصهيوني ، لهذا لم يلق ديك تشيني بالا لجرائم النظام المصري في حق الشعب.
وإذا كانت خلفية » الفتوى الأمريكية » هي المصلحة فكان من المفروض في الفتوى السعودية المحسوبة على الإسلام أن تكون خلفيتها الحق والعدل وليس المصلحة . وبودنا أن نسأل المفتي السعودي عن أمور أخرى متعلقة بالتخريب من قبيل وجود قوات أمريكية فوق أراضي سعودية وأراضي خليجية مع العلم أنها تمد الكيان الصهيوني بالدعم اللوجستي لتخريب فلسطين والقدس الشريف ، ومن قبيل إيواء السعودية للرئيس التونسي الذي ارتكب الفظائع في حق شعبه وتوفير الأمن والحماية له . فما هو موقف الشرع من إيواء قاتل النفس بغير حق بل قاتل الأنفس بالمئات ؟ ألم يكن من الأفضل لمفتي السعودية أن يصمت عملا بالقاعدة الدينية: » من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت » أو ألم يكن خير له أن يصدر فتوى ينصح فيها الرئيس المصري بالتخلي عن الحكم المغتصب كما فعل العلماء الذين لا يخضعون للحكام ؟ أولم يكن خير له أن ينصح حكامه بعدم إيواء القتلة والمجرمين ويحذرهم من عذاب الله عز وجل ونقمته ؟ ألا يفكر المفتي في يوم سيلقى فيه الله عز وجل ويسأل عن فتواه وعن خصامه عن الظالمين وركونه إليهم وقد خلقت جهنم من أجلهم كما جاء في كتاب الله عز وجل ؟




1 Comment
Moi ce que je ne comprend pas est c’est quoi la relation entre Fatwa et une révolution, pourquoi on essai toujours de mettre la religion dans les affaires de l’état! Un peuple demande des droits! Un peuple demande la liberté! La religion a quoi à faire dedans! En plus l’Egypte est un pays qui comprend une communauté copte, ce cheikh saoudien les a pris en compte dans sa réflexion s’il y en a eu une???