النظام المنهار في مصر بلغ آخر درجة اليأس فعزل البلاد عن العالم إعلاميا

بعد فضائح النظام المصري المنهار من قبيل استخدام البلطجية بالخيول والجمال والسيوف والمدى والهروات والعصي وقنابل المولوتوف ، والقنابل المسيلة للدموع ،والرصاص المطاطي، والرصاص الحي، وهو ما شاهده العالم عبر الفضائيات وكان مثيرا للسخرية والخزي والعار لم يجد هذا النظام النافق بدا من عزل البلاد إعلاميا في محاولة يائسة لمنع تصوير فضائحه المخزية التي ستظل وصمة عار على جبين نظام وحشي بربري متخلف في عصر الديمقراطيات وحرية التعبير . لم يعد في العالم نظام يحول دون وصول الإعلام إلى جهة من جهات العالم باستثناء النظام المصري الذي كان بالأمس القريب يوجه الدعوة لكل الإعلام العالمي لحضور مؤتمرات الخزي والعار والانبطاح أمام الكيان الصهيوني.و لم يفكر النظام الفاسد يوما في ستر فضائح شرم الشيخ حيث تعشش الصهيونية كما فعل يوم منع الإعلام من الوصول إلى قطاع غزة لتصوير مأساة شعب فلسطين المحاصر ، وكما يفعل اليوم لمنع وصول صوت الشعب المصري الغاضب إلى كل أحرار العالم .
لم يسبق أن اعتقل الصحافيون وضربوا وجرحوا إلا في العراق وأفغانستان على أيدي قوات الاحتلال ، و في فلسطين المحتلة على يد الجنود الصهاينة ، وفي مصر على يد المخابرات والشرطة المبلطجة. إن النظام المصري اليائس حاول بشتى الطرق الالتفاف حول انتفاضة الشعب ، فبعدما فشل في قمع الانتفاضة بالقوة عن طريق أجهزة الأمن عمد إلى الجيش طمعا في إقحامه في الصراع إلا أن الجيش لا زال يلتزم الحياد ويحرس البلاد والعباد ولا يبدي انحيازا للنظام بل هو أقرب من الشعب. ولما خيب الجيش أمل النظام فكر في إعادة عناصر الشرطة والمخابرات بطريقة أخرى حيث خلعت عناصر الشرطة زيها ولبست الزي المدني واعتمدت على المجرمين الذين أطلق سراحهم بعد ذريعة مهاجمة السجون ، والتحق المجرمون بالبلطجية الطلقاء الذين اعتمدهم حزب النظام الحاكم في تزوير الانتخابات والذين يخدمون مصالح ما يسمى رجال الأعمال ذوي الصلة بالنظام ليكون الجميع ضد الشعب الغاضب . ولما افتضح أمر المخابرات والشرطة المبلطجة لم يجد النظام بدا من عزل البلاد إعلاميا لتمكين عصابات البلطجة التي ما هي إلا فلول الشرطة الإجرامية التي واجهت ثورة الشعب في بدايتها من محاولة تيئيس الشعب من التغيير. ومن الغرائب المضحكة أن يطلع كل مرة مسؤول من مسؤولي الطبخة التي طبخها النظام بعد ثورة الشعب بتصريح متناقض كما هو حال رأس المخابرات البلطجية الذي يشيد بالشباب المعتصم بساحة التحرير من جهة ، وفي نفس الوقت يزعم أن الاعتصام بساحة التحرير هو أجندة أجنبية . ولم ينتبه المخبر البلطجي إلى ما يقع فيه من تناقض لبلادته وهو الذي يظن بنفسه الذكاء المتميز .
ولم ينج أحد من تهم النظام المنهار حيث اتهم بتحريك الشعب تنظيم الإخوان وغيرهم من القوى السياسية المعارضة ، واتهمت دول عربية ، واتهمت وسائل إعلام عربية وغربية ومنظمات حقوقية وطنية ودولية وكأن الشعب المصري قاصر يحركه كل من هب ودب . ولم يفكر النظام لحظة واحدة في اتهام نفسه ، وقد ثبت للعالم أنه متهم بقرائن ثابتة لا غبار عليها وعلى رأسها لائحة الضحايا ، وفلول البلطجية بخيولها وجمالها وأسلحتها. والمشكل أن العالم الغربي الذي ظل ينتظر نجاح النظام في قمع ثورة الشعب من أجل ضمان أمن الكيان الصهيوني لجأ إلى النفاق من أجل التمويه على ما يقدمه لهذا النظام من عون لضمان استمرار وجوده . ولم يصرح الغرب لحد الساعة بتعبير واحد واضح عن رفضه لبقاء رأس النظام في السلطة ، وكل ما سمعناه طيلة هذه الأيام هو مطالبة النظام بالتغيير دون تحديد المقصود بهذا التغيير. لقد فضحت ثورة الشعب المصري البطل كل القوى المتواطئة مع النظام الخادم للكيان الصهيوني والذي أورث الأمة العربية الذل والهوان حتى أنها لم تعد تتحرك لما يتعرض له الأشقاء في فلسطين المحتلة من اضطهاد . ومن الواضح أن هذه الثورة سيكون لها أثر في الوطن العربي الذي لم ولن يقبل بالكيان الصهيوني كواقع لا يناقش ولا يمكن أن يتغير. وقد يلجأ النظام إلى مهزلة جديدة بعد جمعة الرحيل ولكنها لا تنجيه من غضب الشعب الكاسح الذي لا يقبل بأقل من الحرية ورحيل النظام الدكتاتوري .




Aucun commentaire