لم يعد أمام النظام المصري الآيل للسقوط سوى الاحتماء بالمجرمين

لا يستغرب من نظام مستبد لأكثر من ثلاثة عقود اعتماده على اللصوص والمجرمين والشرطة والمباحث لترسيخ وجوده . لقد فعل ذلك طيلة ثلاثين سنة وكان ذلك هو سبب الثورة الشعبية ضده . ولا زال هذا النظام الفاسد يظن أن أساليب السياسة والتدبير القائمة على التجسس واختراق طبقات الشعب وممارسة العنف المنظم والمختلف يمكنها أن تسعفه ليواصل استبداده وتسلطه الذي لا يخدم سوى الكيان الصهيوني الغاصب. ويوم أمس كان يوم فضيحة كبرى بالنسبة للنظام المصري النافق حيث أرسل سماسرة حزبه وأجهزة أمنه ومباحثه إلى الأحياء الشعبية لشراء الذمم بمبلغ خمسين جنيها لإرهاب المحتجين وتخوفيهم وتشتيت جموعهم . ولقد نقلت عدسات الفضائيات صور عصابات المجرمين وهم يركبون الخيول والجمال ويحملون العصي وقطع الفولاذ والسيوف والسكاكين ويعيثون في الأرض فسادا يصيبون الشرفاء الثابتين بجروح ويقتلون يعضهم . ولقد كان المنظر مخزيا حيث سقط قناع النظام المحتمي بعصابات ما يسمى في مصر بالبلطجية وصار النظام نفسه بلطجيا . لقد استفاد النظام من أسلوب السينما المصرية التي تصور مشاهد تجار المخدرات وهم يستعملون العصابات للترهيب وفرض أنفسهم بالقوة والبلطجة . ولقد صار النظام المصري مجرد عصابة تستعمل عصابات المجرمين والبلطجية لفرض وجوده وترسيخه . ولقد أضحك النظام المصري العالم كله بهذا الأسلوب المخزي الذي زاده بشاعة وقبحا .
ولقد كان خروج ثمانين مليون مصري كافيا لإقناع النظام بالرحيل ولكن هذا النظام …..لا زال يظن أنه سيقنع الشعب المصري والرأي العالمي بأنه يمارس السياسة وفق الأصول المتعارف عليها . ولازال رأس النظام ومن يحيطون به لا يخجلون من استعمال خطاب القانون والشرعية والدستور والمسؤولية. فالرئيس المستبد يرى في ثلاثين سنة قضاها في الحكم أنها خدمة لمصر ، وأنه لا زال رئيسا في فترة رئاسية قانونية لها بداية ونهاية . وهذا الكلام يثير السخرية والضحك فالشعب يردد صباح مساء وباستمرار » ارحل عنا يا ظالم يا مستبد » وهو يتحدث عن الشرعية والدستور والمسؤولية . إنها منتهى البلادة . وإن الأمة المصرية والعربية والإسلامية لتشعر بالخجل أمام شعوب العالم بسبب هذا النموذج من القيادة السياسية الفاشلة وما تستعمله من خطاب مثير للاشمئزاز. فلو كان النظام المصري يعرف القانون والشرعية والدستور والمسؤولية لأنصت لصوت شعب غاضب يطلب منه الرحيل . ومعلوم أن أكبر شرعية وأكبر دستور وأكبر قانون هو إجماع الأمة بكل أطيافها على شيء واحد هو رحيل ديكتاتور. فالأنظمة إنما تستمد مشروعيتها من إرادة شعوبها لا من عصابات الإجرام من شرطة ومخابرات ولصوص ومجرمين مما يسميه المصريون البلطجية . و يريد النظام الأخرق أن يقنع العالم بأن ثمانين مليون من المصريين أصحاب الحضارة والتاريخ والبطولات مجرد قطعان يمكن أن تسوقها حفنة من البلطجية ، أو أن شعب مصر العظيم مجرد بلطجية . إنها الفضائح المخزية في عصر الثورة المعلوماتية التي لا يغيب فيها مثقال ذرة من خبر مهما كان وحيثما كان . ومن البلادة أن تحاول بعض وسائل الإعلام البخسة المحسوبة على الأنظمة النافقة أو الخاضعة لهذه الأنظمة حجب شمس الحقيقة بغربال كما يقال .
فمن الخزي السكوت عن جرائم النظام المصري وقد ارتفع عدد ضحاياه ولا زال في ارتفاع . وعلى الذين يسكتون عن جرائم هذا النظام أن يجدوا لهم غدا حين يسقط هذا النظام ـ والسقوط قاب قوسين أو أدني بقدرة الله عز وجل وإرادة الشعب المصري البطل ـ وجوها غير وجوههم البخسة الشائهة ليعيشوا بين الشرفاء وقد لطخهم عارالخيانة ، ومساندة الظلم والاستبداد والسكوت عنه في ساعة كان من الواجب كأضعف الإيمان عدم حجب الحقيقة التي تصلهم من الشرفاء والغيوريين ، وعدم حجب كلمة حق أمام سلطة الجور.




Aucun commentaire