Home»International»الداعية راشد الغنوشي والعودة الحضارية إلى تونس

الداعية راشد الغنوشي والعودة الحضارية إلى تونس

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد كانت عودة الداعية الكبير السيد راشد الغنوشي إلى وطنه تونس متميزة بكل المقاييس ذلك أن الشيخ الوقور عاد وهو يحفظه وقاره الذي ظل عليه طيلة حياته في المنفى الإجباري الذي فرضه عليه طاغية تونس ، وهو طاغية طالما جاهر بالعداء والحقد على الإسلام والمسلمين فاشتكت منه بيوت الله عز وجل التي غاب آذانها ، والقرآن الكريم ، وسنة سيد المرسلين ، ولحى المقتدين بالرسول الأمين ولباس المقتديات بأمهات المؤمنين…. . لقد ظل الداعية الشامخ في منفاه يناهض أبشع نموذج للظلم بالدعوة إلى الله عز وجل على طريقة رسوله الكريم لا يخشى في الله لومة لائم أو لؤم لئيم . وكانت آخر صورة نقلتها له إحدى الفضائيات وهو في منفاه صورة داعية يبكي لمشهد الرجل التونسي الذي كان يصرخ فرحا في أحد شوارع تونس العاصمة لهرب الطاغية ويخاطب الشعب التونسي :  » يا تونسة بن علي هرب  » بكى الشيخ الغنوشي وأبكى المذيع الذي كان يحاوره والذي طلب منه رأيه في اللقطة المؤثرة ، وأبكى المشاهدين وقال كلمة واحدة معلقا على المشهد المبكي في الطاغية  » إنه ظالم  » وسكت بعد ذلك . عاد الداعية الكبير واستقبله الشعب التونسي بالأحضان والورود والدموع . ولقد من الله على المستضعفين في تونس الذين سامهم الطاغية سوء العذاب وعلى رأسهم الدعاة ، وعلى رأس الدعاة الداعية الكبير السيد راشد الغنوشي . عاد الداعية البطل وحاولت وسائل الإعلام الغربية تجاهل هذه العودة التاريخية الراقية .

عاد الداعية وطمأن أذناب العلمانية النافقة في عهد ثورات الشعوب بأنه لم يعد ليرشح نفسه لرئاسة أو لمنصب في البرلمان بل عاد ليدعو إلى الله عز وجل كما كان . لم ينهج نهج الممل والمذاهب الضالة التي يصير دعاتها آيات الله وحججه يتحكمون في رقاب العباد باسم الدين ويدعون عصمة سيد المرسلين ، وينصبون أنفسهم سلطة فوق سلطة السياسيين ، ولا أحد يستطيع مراجعتهم فيما يقررون ، وهم الذين يستبدلون طغيان الطغاة السياسيين بطغيان الفقهاء الأولياء الجبارين السفاحين. ومن السخرية أنه ساعة وصول الداعية الكبير السيد راشد الغنوشي إلى أرض المطار كانت شرذمة من العلمانيين تصطف ومعهم شعارات تحمل عبارات التخويف من عودة هذا الداعية مكررين ما كان يروجه طاغية تونس عنه بإيعاز من أسياده الغربيين أمريكان وأوروبيين . لقد كانت الشرذمة قلة من الأقزام الذين لم يتحركوا ساعة كان الدكتاتور يصول ويجول في تونس . وقفوا للتعبير عن خوفهم من حكم الإسلاميين لتونس ، والشعب لا زال يرابط أمام قصر الحكومة يطالب بإبعاد فلول النظام النافق . لم يفكروا في الوقوف مع المطالبين برحيل أعوان الطاغية كما فعل الأحرار بل وقفوا لاستقبال عودة الداعية استقبال اللئام . وكان الداعية العلم الشامخ في المستوى الحضاري الراقي عندما طمأن هؤلاء اللئام بأنه لم يعد إلى وطنه ليترشح لرئاسة أو لمنصب في البرلمان بل عاد للدعوة إلى الله عز وجل ، وكان كلامه هذا حجرا لقم به نباح النابحين من العلمانيين الذي لم ولن ينسوا أبدا حقدهم على الإسلام حتى في لحظات الشدة ولحظات الفرح بزوال الظلم والطغيان .

إنهم فلول العلمانية المبثوثة في جسم الأمة العربية الإسلامية ، وهم عبارة عن طابور خامس وقاعدة متقدمة للعلمانية الغربية الأمريكية والأوروبية من أجل تأخير قطار التغيير الإسلامي والإبقاء على هيمنة النموذج الحضاري الغربي المنحل والظالم والفاسد الذي مكن للكيان الصهيوني في قلب العالم العربي الإسلامي ، وأفسد قيم الأمة العربية الإسلامية وشتت صفوفها وجعلها لقما سائغة للأعداء المتربصين عن طريق ترويج الفكر العلماني الخمج . والداعية الغنوشي سيبقى لكل الدعاة في كل قطر عربي إسلامي عبرة ونموذجا للشموخ خصوصا أولئك الدعاة الذين يلهثون وراء شهرة السياسة على طريقة وأسلوب دعاة الملل والمذاهب الفاسدة الذين يتقنعون بالدين من أجل الوصول إلى سدة الحكم و يرغبون في إحكام القبضة حول رقاب العباد ، ويتربعون فوق عروش البلاد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *