دعوا محمَّداً في مرْقدِهِ و احترموا شؤونهْ..!

كان كل شيء في بلد محمد، يُنبئ بالسكينة و الهدوء. فكثيرا ما كان مرْتعا أخضر للبعض، كما كان مُنتجعا سياحيا لآخرين، يقدمون من بعيد كلما أرادوا السفر في الوقت و الإنتقال إلي حقبة غابرة في التاريخ.
تاريخٌ كثيرا ما قيل فيه لمحمد، إن « الفتنة أشد من القتل »، دونما أن يعْبأوا لقتل محمد و أبيه و إخوته ! لقد أنزلوا عليه ترسانة من النصوص، و لم يرواْ يوما الخصاص و اللصوص. و قالوا إن العيب فيك يا محمدُ، تعيب زمان الورود فلا ترى فيها إلا الشوك، و لو غيّرت نفسك لتحوّلت من حواليْك الطحالب الكثيرة إلى ياسمين !
فكان محمدُ يبحث بإخلاص الفقيه الشيخ الذي درّسه في الكتّاب، عن حلٍّ لهذه المعادلة الصعبة التي كانت توقضه من النوم، فيصيح في خلَجاته إنما الطحالب لا تنمو إلا في المستنقع، و محمد لآ يملك إلا عربته، فكيف لي أن أتغير ؟
ثم قالوا له و هو يعيش فتنة التّيه، إنها « راقدة ملعون من أيقضها »، فلم يتبين لهم أن عقولهم هي الأخرى راقدة إلا و محمد يندثر في السماء، لقد فضّل الحريق ـ كما كان يقول ـ على الخضراء، بدل الحريق إلى بلاد الناس عبر القوارب، التي كان المحظوظوون من الناجين منها، يقدمون هم و عملة صعبة تساهم في اخضرار الخضراء.
لقد كانت عقولهم راقدة، بل كانوا لا يؤمنون إلا بالنار و الذخان. فلم يعيروا محمدا أي أُنْملة، و هاهم كعادتهم يقبضون العصا من أوسطها، و يحاكمون :
لقد إنتحر
إنه كفر..
إلى سقَر
فقلتُُ يا عجبي لما لم تحرّكوا في المستنقع أُنْمُلة !
فهلاّ أكرمتم محمدا بصمتكم العريق
دعوا محمَّداً في مرْقدِهِ و احترموا شؤونهْ..!
لأنه لو عمّر بينكم ألف عام
لن تسمعونه




Aucun commentaire