Home»National»هل ـ الحق في السكن الحق في السعادة ـ شعار صادق ؟

هل ـ الحق في السكن الحق في السعادة ـ شعار صادق ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

كلما لمح بصري هذا الشعار المبثوث في الطرقات والشوارع، أحسست إحساسا غريبا ممزوجا بالأسى والحسرة، حسرة على هذا الحق، حق السكن، وحتى حق السعادة، نعم لقد أحسنوا اختيار الشعار، إنه فعلا لا سعادة بلا سكن، لكن هل فعلا السكن حق، والسعادة حق؟ قد يكون حقا لفئة وسعادة لها، بيد أن الأمر بعيد بعد المشرقين على فئة عريضة من الناس، الناس في الشرق وفي الغرب لا حق لهم اليوم في السكن ولا حق لهم إذن في السعادة، ولا حق لهم في حياة كريمة، وهل كرامة بلا سكن لائق؟
لا أقصد هنا الناس البسطاء، بل أقصد موظفي الدولة العاديين، المدرسون مثلا، فقد حرموا حق السكن، لا سيما الشباب. و لقد عصف الغلاء الفاحش بأحلام الشباب الموظفين، الذين كانوا يظنون أنهم سيحققون أحلامهم الطرية بمجرد ولوجهم سلك الوظيفة العمومية، وأحلام الشباب عادية كحلم الناس أجمعين، امتلاك منزل لا يفوق 100متر مربع من طابق واحد، لكن هذا الحلم صار من السبع أو من العشر المستحيلات، كان الكثير من شباب وطننا الحبيب يظن أن زمن الشدة والضيق والفقر قد ولى حين تخرج مدرسا، فكان يحسب أنه سيبني مستقبله في أقرب وقت، سيمتلك بقعة أرضية ثم سيبني منزلا لائقا به، ثم سيتزوج في أقرب الآجال…هكذا كان يظن…مرت سنوات وسنوات فاكتشف أنه لم يتقدم قيد أنملة في حياته، فمازال عازبا عاجزا عن الزواج، وما زال رصيده في البنك هزيلا هزالا شديدا، وحينذاك يتساءل ألست موظفا؟ بلى إنك موظف، لكن لا جديد في حياتك لحد الآن، فأنت غارق في مصاريفك الشخصية، خبز يابس ،صباح مساء، مضر بالأمعاء الغليظة والدقيقة، بطاطس وطماطم غلت حتى غدت كالموز أيام عزته، ضريبة الكراء والكهرباء والماء كل شهر، وكثيرا ما تجبر على تسديدها قبل نهاية الشهر، ولترات الزيت…هكذا تجد أجرك الشهري يتصارع مع الزمن كي يصمد إلى آخر الشهر…
هذه حقيقة يعترف بها كل الشباب الموظفين الذين لفظوا خلق التباهي الخاوي، والذين يعيشون عيش واقعهم، لا عيش المدينة الفاضلة، فشباب اليوم لا يحرجهم الحديث بصراحة عن أوضاعهم المادية، فصفة الأستاذية بالنسبة إليهم لم تعد تعني ذلك المفهوم المثالي لموظف محترم « غني »، هذا المفهوم بَلِيَ ولم يعد يعني هؤلاء الشباب، ما يعنيهم هو » الحق في السكن الحق في السعادة » أن يصبح حقيقة لا شعارا زائفا.
إن السكن مصيبة أصيب بها هذا الشباب السيء الحظ، هذا السكن الذي أصبح حقا مغتصبا في عقر ديار الشباب، فكأن الأرض ضاقت حتى لم يعد لهؤلاء الشباب موطئ قدم فيها، فهم إذن غرباء أو كالغرباء في بلادهم، إنهم يرون العمارات تنهض في كل يوم وفي كل مكان، شامخة صلبة عاتية، مكشرة عن أنيابها في الفضاء، فيتصاغرون، ثم يتصاغرون، ثم يخوضون في حديث آخر غير حديث السكن والبناء والسعادة والحق والحياة والكرامة والزواج كذلك… لكن لا حول لهم ولا قوة.
لقد اقتنعنا أن السكن حقا سعادة، وأن لا سعادة بلا سكن، لكن اقتنعنا في الوقت نفسه، ولو بيننا وبين ذواتنا أن السكن مستحيل الآن، فمن يملك ثلاثين مليون أو أربعين لشراء مائة متر من أرض الله. وإذا أقرضتك البنوك هذا المبلغ فمتى ستسدده؟ ومتى ستنتظر لكي تقرضك قرضا آخر للبناء؟ وهل ستسعد إذا اقترضت قرضين غليظين يلفان عنقك إلى أن تصير شيخا هرما؟أم ستصبح مجبرا على الاستدانة من الأهل والأقارب والأصدقاء لتلبية المصاريف اليومية من ماء وكهراء وخبز وشاي وسكر وغاز البوتان وبطاطس وطماطم وبصل وبعض العجائن والقطاني، وربما ملابس في أيام الله المشهودة…
يقولون إن الشباب عازف عن الزواج، بل قولوا أيها الناس الشباب معزوف عن الزواج، يا أيها السكن،  أيها الغلاء ألم تعزفوا الشباب عن الزواج؟ بلى عزفناه عن الزواج فصار معزوفا، لا عازفا.
لست أدري لماذا هذا الغلاء؟ ولماذا بقيت أجور الموظفين كما خلقها الله مذ خلقها؟ و لست أدري هل الناس يحسون ما يحس هذا الشباب من حرمان؟  ولست أدري هل الناس يفكرون مثل ما يفكر الشباب في أن يعيش حياة سعيدة؟ ولست أدري هل السكن مشكل لا حل له؟ ولست أدري هل السكن قاهر فوق كل قوة وسلطة؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. sympatisant
    31/01/2011 at 14:33

    cher pauvre
    le probleme du logement est provoqué par l’Etat (ou plutot la mafia au pouvoir). a travers sa politique de « subvention » au logement, elle a stimulé la demande spéculative volontaire et sauvage. en laissant la main libre aux promoteurx, y compris etatique (omrane), elle a entrainé et maintenue la bule immobilière en vie ( et continue de le faire) pour maintenir le harcellement morale et psychologique des citoyens(malheureusement inconscient du jeu). je n’en dirrai pas plus.

  2. سلمى
    31/01/2014 at 15:10

    سبحان الله ضغطت على الجرح فنزف اكثر مما كان ينزف
    انا موظفة
    استادة زعما
    وزوجي كدالك موظف
    ومللي تزوجنا وحنا كنتقاتلو
    مللي نجمعو 10 ملايين البقع يوليو ب15
    مللي بغينا نجمعو لقينا البقع ولاو ب 40 و60
    انا تازمت نفسيا واصبحت اكره هادا البلد واكره كل المسؤولين وكلما رايت اخبارا عن البناء والتدشينات
    اقول حسبي الله ونعم الوكيل
    الله ياخد الحق
    ما بقاش عندي امل انني نفرح بداري ونفرش صالوني
    لدرجة ما بقيتش قادرة ننظف هاد الدار اللي كاريين كتافي بردو على شغل الدار كنحس بانني ما مستقراش
    الله ياخد الحق

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *