Home»National»عامل الموقف ضحية القطاع الغير المنظم

عامل الموقف ضحية القطاع الغير المنظم

0
Shares
PinterestGoogle+

كعادته كل صباح ،ينتصب علي فوق الرصيف ،بقوائمه النحيفة بعد أن إحتسى كأس شاي وكسرة خبز حافي ،متناسيا عشاء الأمس الهزيل ،وهو كما إعتاد على ذلك شربة أو زليفة حريرة لا تكفيه لينام مستريحا في إنتظار إطلالة الصباح ،ليطلب رزقه وسط برد قارس ،وطقس لا يرحم،وبطن تتكلم لغة يدركها الفقير فقط ملتحفا جلبابه الممزق ممرغا فوق أرصفة باردة برودة مشغيلهم وهم يجودون عليهم بدراهم معدود يقتسمونها مع نهاية العمل ٠

إنه الحمال الذي هو عامل الموقف ،إنها مهنة خارج الحساب فلا أحد ينظر إليها لا بكتابة،ولا تعبير ،ولا حتى إعتراف بجميل الحمال ،الذي حملت أكتافه مئات الأكياس من الشعير و الفحم و الإسمنت،وأطنانا من الدقيق ،و علبا من السكر و الزيت

٠ففي خضم نقاش الحقوق التي شهدها المغرب، تعالت أصوات العمال مطالبة بانصافها ،والخاسر الأكبر في النهاية هم أصحاب المهن الذي تدخل في خانة القطاع الغير المنظم والذين يكتوون بغلاء قوت اليوم بمقابل أجر هزيل قد يأتي أو لا يأتي ومجمد إلى الأبد ،إن حق الحمال كما عامل الموقف ضائع إلى أن تنتظم أفكارهم التي صدأت وأتى عليها الكساح، وكل ذلك سببه الجهل والأمية التي تحيط بهم ،إن عامل الموقف ضحية رأسمالية شرسة تفترس فئات تعمل بعرقها ،مهدية هذا العرق إلى برجوازية لا ترحم كقيمة مضافة كما سماها صديق البروليتاريا كارل ماركس ٠

إن ما نريد قوله أن هذه الفئة تحلم بأن يكون لها تقاعد وتغطية صحية وأجور تغنيها عن كؤوس الشاي طوال الحياة،ويكون لهم عيش كريم ،يجعل أبناءهم يفتخرون بهم وهم يسألون في المدرسة حول مهنة الأب لا أن يستعيروا من الإجابة ًأبي شومارً كما تسميهم العامة

٠وفي إنتظار إنصاف عامل الموقف يسأل علي نفسه ًإلى متى سنستمر على هذا الحال؟٠

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *